«التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "البرلمان العربي" يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق    جلسة تكشف الوجه الإنساني لعمليات فصل "التوائم الملتصقة"    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    " هيئة الإحصاء " ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    القِبلة    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوشم قلب نجد النابض6/4
مرات بلد كميت الذي غطى قرص الشمس «المديرسة» أول مدرسة لأبناء مرات المشيرف، قصرة مرات، الجفره، المكمكيه.. آثار تدل على قدم البلدة
نشر في الجزيرة يوم 12 - 08 - 2002


حلقات كتبها وصوّرها: محمد عبدالله الحميضي
من على قمة كميت ذلك الجبل المعلم استشعرنا مرات بقديمها وحديثها بأوصاف شعرائها..وبتاريخ استمد نصاعته من تاريخ خارطة الوطن.. مرات بلد امرىء القيس نعيشها اليوم في حلقة تميزت بالشعر والعلم، تتبعنا خلالها جوانب عدة نترك لكم التجوال بها خلال الأسطر التالية:
مرات
تحت جبل كميت ومن جهته الجنوبية استظلت تحته مدينة مرات القديمة بأسواقها العامرة وحركة دائبة من المسافرين ذهابا وإياباً والجبل يطل عليهم وقد غطى قرص الشمس في وقت مبكر قبل المغيب ليبعد لهيب الشمس صيفا حتى الغروب.
ذلك المعلم التاريخي وقد اصبح اسمه مقترنا باسم المدينة كلاهما يدل على الآخر.
تغنى بهذا الجبل الشعراء وكتب عنه الأدباء يقول الشاعر ناصر الدعجاني:
لا ضاق صدري رقيت كميت
وهيضت من الصدر عبراتي
يا ليتني بغربتي ما جيت
وحفظت مالي بغيباتي
سمي بهذا الجبل أسماء كثيرة «حي كميت» نادي كميت.. وغيرها من الاسماء.
الموقع
تقع مدينة مرات في وسط المملكة العربية السعودية تقريباً بالمنطقة الوسطى في منطقة الوشم بنجد وتقع بين دائرة عرض 40 - 25 شمالا وخط طول 45 - 45 شرقاً ملاصقة لجبل كميت المشهور وعلى طريق الحجاز القديم.
تبعد عن مدينة الرياض بحوالي 150 كيلومتراً تقريباً تعتبر مركزاً تجارياً هاماً للمسافرين من شرق المملكة الى غربها ومحطة للنزول بها اثناء سفرهم.
جبل كميت
اشتهرت مدينة مرات بجبل كميت واشتهر الجبل بها.
يقول المثل الشعبي (أضمن لي كميت أضمن لك مرات).
وذلك بحكم موقع المدينة تحت الجبل ويعني وصول الجبل وصول الى المدينة.
ويقع الجبل شمال مدينة مرات وهو مشهور بمرات وخارجها.
وقد قيل في هذا الجبل اشعار كثيرة لأنه معلم ورمز لمدينة مرات لقربها منها ولعلوه الشاهق.
قال الشاعر سعدالحجي:
يا ما حلا بعريض دفلا جهن
وكميت يزمي شايفينه بالانظار
ويقول عبدالرحمن البسام:
ولا أبي الا مشرب بارد ماه
من هجلة عنها كميت شمالي
وزيد بن محمد يقول:
يا ليت منه يشوف كميت
شوفه ولا شوف هكران
ويقول عبدالله الزيد:
يا كميت يا ليتني براسك تعليت
أشرف على الديره وأطالع بناها
وهناك أشعار وقصائد كثيرة تغنى بها الشعراء وأغلبها يمثل الحنين الى الوطن بعد ان أجبرته ظروف الحياة الى الرحيل بعيداً عن الوطن والأهل لطلب الرزق.
والحنين الى الوطن وذكراه شيء طبيعي في كل إنسان حيث ان كل انسان في الماضي يعتبر موطنه هو قريته أو مدينته التي ولد فيها وعاش فيها.
حيث يقول الشاعر عبدالله الضويحي:
الى عزمتم على المطراش
مروا على كميت بالجيّه
أهل الوفا باسطين فراش
لضيوفهم كل عصرية
مرات بلد امرىء القيس
مرات تلك المدينة الهادئة على طريق الحجاز القديم محط القوافل في الماضي واستراحة المسافرين في الحاضر يمر بها من يريد العمرة أوالحج من خلال طريق يقطعها من منتصفها مما أكسبها سمة تجارية لتقديم خدماتها لهؤلاء المسافرين.
يرى الزائر لها الماضي العريق وهي تحت ظل جبل كميت الذي تغنى به الشعراء وأصبح سمة من معالم المدينة ورمزا لماضيها وحاضرها.
قيل فيها أقوال كثيرة في ماضيها واسمها هل هو بالتاء المفتوحة أو المربوطة أو أن اسمها كان المقراة ثم اصبح مع مرور الزمن مراة ثم مرات وهذه أزمنة تتعاقب على الارض لتغير معالمها مع مرور الزمن وتتغير الاسماء في أحيان أخرى.
يقول فؤاد حمزة.. ان تسمية مرات مشتقة من اسم امرىء القيس الكندي الذي امتدت مملكة أبيه وسط الجزيرة العربية مما جعل هذا الشاب يسرح ويمرح فيها من شمالها الى جنوبها وقد تكون «مرات» أو موقعها محطة من محطاته الرئيسية التي يستقر بها فترة من الزمن.
أما ابن بليهد فيؤكد انها بلد امرىء القيس التميمي.
وفي حدود سنة 1340ه وفد الى مرات رحالة هندي يسأل عن «جبل كميت» وعن مكانه وقبر امرىء القيس مستنداً في ذلك الى انه يحمل كتاباً ذكر فيه هذا القبر.
وقد يكون قبر امرىء القيس الا انه ليس لامرىء القيس الكندي لأنه ذهب الى بلاد الروم حينما وصله نبأ مقتل والده واستشار قيصر في الأخذ بثأر أبيه في قوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك انما
نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
ولقد كانت مرات كغيرها من المدن الأخرى يسافر أهلها لطلب الرزق سواء في المدن المجاورة أو الاحساء أو البحرين للغوص والبحث عن العمل ومن الأشعار التي يتغنى بها هؤلاء المسافرون عن أوطانهم نذكر منهم الشاعر حسين بن عبدالواحد:
يا حمود طالت بنا الغربه
الله على الهون يطويها
تجي لمحماس في قرية
والدار نمشي حواليها
وفي مرات أماكن معينة كان يجلس فيها جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أثناء سفره الى الحجاز حيث يقيم فيها عدة ايام ليستكمل بقية رجاله ويتفقد أحوال الناس ويفد اليه الوفود من القرى والبلدان المجاورة لينظر في مطالبهم وللسلام عليه.
ويقول امين الريحاني في وصف مجلس الملك عبدالعزيز «وها هو ذا قد اناخ في مرات بلد امرىء القيس فجاءته الوفود من الوشم وسدير مسلمة عليه وهو جالس في فسطاسة يسمع أحد الشعراء بالقاء قصيدة في مديح الامام وانتصار جيوش التوحيد».
ومن القصائد التي يرحب بها الملك عبدالعزيز عند قدومه قول الشاعر محمد الزيد في 20/1/1358ه ومنها:
قدومكم فخر الرعايا ومغنم
ونالوا بلقياك الهنا وتكرموا
واسفر نجد والربا بقدومكم
وأقبل وجه السعد والشر يهزم
وأخصبت الأوطان بعد نحولها
واضحت حمامات الحمى تترنم
الأماكن الأثرية
1 بئر الوليدي:
سميت بهذا الاسم نسبة الى خالد بن الوليد رضي الله عنه. وتقع هذه البئر بجوار المسجد الجامع من الجهة الغربية وهي من الآبار القديمة جدا. حيث نزل خالد بن الوليد في مرات أثناء حروب الردة وهو متجه الى اليمامة وعندما شح الماء عليهم أمر رجاله بحفر هذه البئر.
2 المشيرف:
أكمة جبلية تطل على مرات من الجهة الشرقية.
يوجد بها سد تاريخي قديم لا يعرف زمن بنائه وقد تهدم ولكن آثاره موجودة في هذا الموقع.
3 قصر مرات:
وهو أحد القصور العظيمة الكبيرة التي امر باقامته الملك عبدالعزيز رحمه الله على مسار الطريق بين الرياض والحجاز، وقد بني في عام 1354ه ويقع جنوب جبل كميت.
4 سور مرات القديم:
وهو سور يحيط بمدينة مرات القديمة بني على هيئة عروق من الطين ويوجد بهذا السور ثلاثة ابواب رئيسية وهي:
باب البّر من الجهة الشمالية.
باب النيفية من الجهة الغربية.
باب النقيب من جهة الجنوب.
وفي هذا السور أربع عشرة مقصورة للمراقبة والحماية من الأعداء موزعة على جميع الجهات ويبلغ طوله حوالي 1700 متر.
5 الجفرة (غدير كميت)
وهي ما تسمى بجفرة مرات يضرب بها الوصف بالكبر وكثرة الماء عند جريان الماء اليها عند نزول الامطار ثم تمتلئ ويستعملها الناس لجلب الماء منها لعدة اشهر وتقع هذه الحفرة شمال مرات.وهي تاريخية وقديمة وهي المصدر الاساسي لشرب الناس قبل وصول شبكات المياه الحالية.حيث يقوم الناس بتنظيفها قبل موسم الامطار في كل عام.
وقال أحد الشعراء يصف ماء الجفرة.
فلما وردنا الماء ماء مجنة
غدير كميت لا غدير الأناجل
6 ومن الآبار الأثرية أيضا:
بئر الطيشه، قبر ام الحية، قرينة الأصنان، بئر الحفصية، الجث، العرس والعروسة، بئر المدرجية.
وهناك آثار مجاورة لمرات حيث عرفت بقدمها وتاريخها القديم منذ الجاهلية والبعض لا يعرف لها تاريخ محدد ومنها.
1 صداء:
معلم جاهلي قديم يقع جنوب مرات على بعد حوالي عشرة كيلومترات تقريبا.
بئر عذبة باردة لمائها سمعة فريدة في المنطقة كان الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل رحمهم الله عندما يمرون بمرات عن طريق البر يمرون على هذه البئر أو يرسلون بعض رجالهم لجلب الماء منها.
وقدقال أحد الشعراء فيها:
ما كل ماء كصداء لشاربه
نعم ولا كل نبت فهو سعدان
وقال الشاعر الشعبي فيها ايضا:
اول عذاب القلب ميراد صدا
العام يوم أهل النضا واردينه
واليوم انا برجواه من شدا
لا شايف حي ولا شايفينه
2 الشمس والشميسة:
الشمس والشميسة قريتان قديمتان ذكرتا في (بلاد العرب) وبالوشم قريتان تسميان (الشمسين) لبني ثعلبة ثم لبني مبذول.
قال ياقوت الحموي (شمس بن علي وشمس بن طريق: ماء ونخل بأرض اليمامة.
والشمس والشميسة تقع في صفراء الوشم الجنوبية وهما بشعيبين متجاورين ينحدران من هذه الصفراء ينحدران مغربين ويصبان في قنيفذة بروضة الخفق).
وتبعدان عن مرات حوالي 35 كيلومترا اشتهر سكانها في الماضي باكرام الضيف حيث قال فيهم احد الشعراء:
الله يسقي قصركم بالشريفي
من رايح الوسمي الى أمطر سحابه
يسقيه ولي العرش صيف وخريفي
قصر اذا جاه الضيف ما صك بابه
يلقون ترحيب وهرج نظيفي
وما كان عنده للمطاليب جابه
3 المكمكية:
تعد من الأماكن الأثرية القديمة جنوب غرب مرات بحوالي 15 كلم يعتقد أنها من منازل بني هلال القديمة.
بها بئر مندثرة وكتابات قديمة مما يدل على أنها سكنت من عهد قريب.
قال الشاعر:
لي صاحب يا عدني المكمكية
لا نشروا باسواقها كل غالي
4 ومن الآثار الأخرى:
القراشيه معلم تاريخي قرب المكمكية بها آبار وأطلال قديمة.
وكذلك غار مرات وغار أبوجدار ثم النخيل حيث يقول الشاعر فيه:
نحن اللذون صبحوا الصباحا
يوم النخيل غارة ملحاحا
الشعر
حظيت مدينة مرات بالعديد من الشعراء منذ القدم وحتى الآن تغنوا بقصائد مختلفة وفي مواضيع شتى عن الغزل والوصف والحنين الى الوطن وشكوى الغربة والوصف ولقدكان لجبل كميت وبعض المواقع نصيب كبير في الشعر حيث وجدت هذه الاسماء في العديد من الأبيات حيث يقول الشاعر حمد عبدالرحمن الدعيج:

يشهد شعيب بعيج باللي مضى فيه
ويشهد عليه كميت وقت المغيبة
ووادي النخيل يشهد على ما جرى فيه
ويشهد على الماضي بقايا قلبية
ويقول ايضا في احدى قصائده التي وصف بها جبل كميت وبعض أحياء مرات والآبار المجاورة والجفرة (جفرة مرات).
حيث يقول:
كميت الوشم يا عرب محلاه
حيه على الذكر يا حيه
ضلع شمخ في شمال مرات
تكسر عصير به الفيه
يا وجد قلبي على لاماه
مقرون بالديرة الحيه
تجنب عنه (جفرة) من ماه
لاهلت الديم وسميه
بنبان وجنيب والمسقاة
والنقبة اللي يشرفيه
وفي أبيات قصيرة للشاعر ضويحي بن حمود الضويحي:
العام في ديرتي طربان طربان
واليوم في دير مابه حلاتي
يزل كل الدهر ما أحد بما كان
ينشدك يا بومحمد ويش السواتي
أعوي عوي ضاري في راس مابان
ذيب بجر العوى في المشرفاتي
الذيب لامن عوى ما هوب شبعان
يا ذيب قبلك ذياب جايعاتي
عصر النهضة
لم يشهد العالم على مر العصور والأزمان نموا حضاريا ونهضة شملت جميع المجالات كالنهضة التي تعيشها بلادنا الآن.
كما ان التطور الهائل الذي وصلت اليه بلادنا قد تخطى جميع المقاييس والمعايير في جميع المجالات.
مما جعل مدن المملكة تنعم بكل مظاهر التقدم والرخاء ولم يكن ذلك ليتحقق الا بفضل الله ثم بفضل الدعم غير المحدود من حكومتنا الرشيدة ولقد حظيت مدينة مرات بدعم في سبيل النهوض وتطوير المدينة من مخططات سكنية ونظافة وتخطيط وانارة وسفلتة ورصف وغيرها مما تقدمه البلديات للمواطنين من خدمات مختلفة.
ورغم صغر المدينة في الماضي واقتصارها على مجموعة من البيوت الطينية الصغيرة المتلاصقة التي لا تتجاوز مساحتها امتاراً قليلة الى ما يحدث من فلل وقصور ومبان تصل المساحة الى اكثر من 500 م2 الى 1000 م2 حيث بلغ عدد القطع التي تم توزيعها في مرات 2398 قطعة سكنية وزعت على ثمانية مخططات استلمت على العديد من الخدمات والمرافق من مدارس ومساجد وحدائق عامة ودوائر حكومية وشوارع مختلفة الاطوال وشملت السفلتة والانارة معظم هذه المخططات التي تم البناء والسكن بها.
وشملت الخدمات ايضا القرى التابعة لمركز مرات وتوزيع الاراضي والمخططات على النحو التالي:
ثرمداء بلغت المخططات خمسة مخططات بعد اجمالي القطع 1146 قطعة.
أثيثيه بلغت المخططات ثلاثة مخططات بعدد قطع 525 قطعة سكنية.
لبخه مخطط واحد وعدد القطع به 317.
حويته مخطط واحد وعدد القطع به 410 قطع.
حيث بلغ اجمالي القطع 4801 قطعة سكنية.
المشاريع والخدمات
مع توزيع هذه المخططات السكنية واتساع رقعة البنيان وازدياد عدد المساكن والشوارع كان لزاما على البلدية ان تبذل جهودا كبيرة في السفلتة لهذه الشوارع مع الرصف والإنارة ونزع الملكيات لتوسعة الشوارع في الأحياء القديمة.
حيث بلغ ما تم صرفه 000 ،079 ،40 ريال
اما المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا ولم تستكمل بعد فقد بلغ اجمالي المبالغ التي ستصرف عليها 000 ،310 ،44 ريال
وقدخصصت هذه المبالغ للصرف على السفلتة والإنارة ودرء أخطار السيول.وتسوير المقابر وتصريف مياه الأمطار وغيرها من المشاريع التي تحتاجها المدينة ولمصلحة المواطن.
كما ان للجهود الذاتية في استخدام امكانيات البلدية من معدات وأيدي عاملة الأثر الكبير في المساهمة في انجاز بعض المشاريع الصغيرة حسب الامكانيات الموجودة.
أما المشاريع المعتمدة والتي سيتم تنفيذها خلال هذا العام فهي:
- سفلتة وأرصفة وإنارة لمرات والقرى التابعة لها بمبلغ خمسة ملايين ريال.
- شبكات مياه للأحياء السكنية الجديدة بمبلغ ثلاثة ملايين ريال.
- درء أخطار السيول في بعض الأودية القريبة مليونا ريال.
وسيكون لهذه المشاريع الأثر الكبير في اسعاد المواطن وتحقيق المطالب التي تهم السكان.
التشجير والحدائق
ومع الجهود التي تبذلها بلدية مرات في زيادة مساحة الرقعة الخضراء وزيادة عدد الأشجار والزراعة في أماكن مختلفة من الأرصفة والميادين والحدائق العامة والحدائق الصغيرة جعل منها بلدا خضراء يسرُّ الناظر اليها وأعطيت المدينة طابعا جماليا وطبيعة خضراء.
فقد بلغ عدد الحدائق في مرات وحدها 16 حديقة بلغت مساحتها الاجمالية 78868متراً مربعاً حتى العام 1420ه.
ثم ازداد نسبة المزروع منها وذلك بعد مضاعفة الجهود في مجال التشجير والزراعة حتى وصلت الزيادة في عام 1421ه الى 5000متر مربع وفي عام 1422ه الى 12994متراً مربعاً ليصبح اجمالي ما تم زراعته في مدينة مرات 96862متراً مربعاً معطيا المدينة الطابع الزراعي في شتى الأماكن داخل الأحياء وخارجها وفي الشوارع العامة.
كما بلغت عدد الحدائق في ثرمداء 11 حديقة و3 حدائق في أثيثيه. أما بالنسبة للأشجار المزروعة داخل مرات فقد بلغت 8917 شجرة موزعة على حدائق وشوارع مرات.
كما يجري العمل حالياً في صيانة الحدائق العامة وأشجار الشوارع بالاضافة الى زيادة المسطحات الخضراء داخل الأرصفة في مدخل المدينة جهة الشرق من جهة مدينة الرياض.
المرافق الحكومية
مركز الامارة: ويتبع لها عدد من القرى مثل «ثرمداء - أثيثية - لبخة - حويته - أم طلحة - الطويلة - روضة الفرس - غرغر - سامودة - البديعة - بدايع الزود - هجرة أم المغر - المكمكية».
بلدية مرات وقد تأسست عام 1395ه.
المحكمة الشرعية وكتابة العدل.
الشرطة - تأسست عام 1350ه وهي من أقدم الدوائر الحكومية مع البريد والبرق في نفس العام.
فرع للزراعة: الدفاع المدني - الهلال الأحمر وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مصلحة المياه - المركز الصحي - الوحدة الصحية - الأوقاف - المكتبة العامة.
شركة الكهرباء - مندوبية لتعليم البنات - الهاتف «الاتصالات».
بالاضافة الى الجمعية الخيرية ونادي كميت الرياضي وفروع للبنوك والمدارس للبنين والبنات.
التعليم
التعليم في مدينة مرات لا يختلف كثيراً عن المدن الأخرى في بداياته الأولى وقبل التعليم النظامي الحكومي حيث كانت المدارس القديمة تعلم الكتابة والقراءة والقرآن الكريم حفظاً وتلاوة.
وهو ما يسمى بالكتاتيب، وتكون عادة في غرف صغيرة مجاورة للمسجد أو في منزل المعلم الذي كان يسمى «المطوّع».
ومن أوائل الذين قاموا بالتعليم وطلب العلم الشيخ حمد بن مشرف المتوفى سنة 1114ه والشيخ أحمد بن دعيج الذي توفي سنة 1268ه. ولقد تم ايجاد دار صغيرة مقابلة للمسجد.
الجامع القديم أطلق عليه اسم «المديرسة» يتم فيها تدريس الطلاب القرآن الكريم والقراءة والكتابة ومن أشهر من درسوا بها من المعلمين عبدالله المطوع وناصر بن ادريس وناصر بن دايل وابراهيم الحميضي.
بالاضافة الى حلقات العلم داخل المساجد والدروس التي تلقى بعد صلاة العصر على المصلين لتبصيرهم بأمور دينهم.
ثم افتتحت أول مدرسة نظامية حكومية في عام 1369ه.
انضم الى هذه المدرسة جميع الصغار والشباب للدراسة فيها حيث سجل عدد الطلبة مع بداية الدراسة 78 طالباً من مختلف الأعمار والمستويات ثم تصنيفهم وعمل اختبار لهم لوضع كل في مرحلته الدراسية المناسبة.
وأول مدير لها هو الأستاذ عبدالله الزوم والأستاذ عبدالله العبدالكريم مساعداً للمدير. ثم تم توزيع الطلبة على ثلاثة مستويات في ثلاثة فصول هي «الأول - الثاني - الثالث». حيث كان مقر المدرسة أحد المباني التي أقامها أمير مرات في ذلك الوقت حسن بن عمرات.
وقد كانت الرواتب تتراوح بين المائتين والأربعمائة للمدير والمعلمين أما المستخدمين فكانت رواتبهم في حدود ال30 ريالا في الشهر.
أما تعليم البنات فكان كتعليم البنين في الماضي بالكتاتيب حيث تقوم احدى المعلمات «المطوعة» بتعليم البنات في منزلها.
وأشهر هؤلاء المعلمات في الماضي شماء بنت حميد وطريفة بنت المطوع ورجا بنت عبداللطيف بن دعيج يقمن بتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين ثم بدأ التعليم النظامي بمدارس حكومية في عام 1387ه.
وشمل هذا التطور افتتاح العديد من المدارس الابتدائية وتحفيظ القرآن ثم المتوسط والثانوي اضافة الى مدارس محو الأمية الليلية.مما زاد من انتشار العلم وأصبحت المدرسة الابتدائية في كل حي من أحياء مرات. ولم يقتصر ذلك على المدارس فقط فقد أنشئت وحدة للارشاد الطلابي ومعسكر كشفي يمارس الطالب هواياته به.
أثيثيه
أثيفية أو بما تسمى به الآن «أثيثية» قرية من قرى الوشم تقع بين مرات وشقراء في المنتصف تقريباً ومن أقرب المدن لها من الجنوب ثرمداء ومن الشمال القرائن.
ينحدر واديها من قمة صفراء الوشم ينقسم أعلاه الى واديين وادي «القلت» ووادي «الخليف».يلتقيان في مصب واحد قبل البلدة. ثم يصب في «قصور الحمض» ومنها في «روضة أبي سمري».
وتقع أثيثية بين ثلاث أكيمات تشبه أثافي القدر. ولذلك سميت في الماضي «أثيفية» وهي من القرى القديمة ولها تاريخ قديم وعريق ذكرت في معجم البلدان «أثيفية قرية لبني كليب بن يربوع بن تميم بالوشم من أرض اليمامة أكثرها لولد جرير الخطفي الشاعر».
وقد قال الشاعر سمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وفيها منزله بأثيثية:
وان تحضروا ذات الأثافي فإنكم
بها أحد الأيام عظم المصائب
وقد ذكر نصر: أثيفية حصن من منازل تميم حيث ذكر راعي الإبل هذا البيت من الشعر:
دعون قلوبنا بأثيفيات
والحقنا قلائص يعتلينا
سكنها حميدان الشويعر شاعر القصب الكبير وذلك عندما جرت عليه بعض الأحداث مع ابنه مانع بها ثم هاجر منها متجها الى من يقوم بإجارته وحمايته ممن يطاردونه ثم استقر به المقام في بلدة أثيثية حيث قدموا له المساعدة والحماية.
حيث قال حميدان الشويعر يصف أهالي أثيثيه:
تزينت لأولاد العزاعيز ديره
لهم في ذرا عالي تميم فروع
حيث أعطوه أرضاً يزرعها سميت ب«مليج».
ولا تخلو هذه القرى في الماضي فيما بينها من المناوشات مما يضطر أحدهم الخضوع للآخر حتى يلتقط أنفاسه ويجد الفرصة ليكون هو الأقوى وهكذا.
حتى جاء الملك عبدالعزيز رحمه الله وأراحهم من هذه الحروب والمناوشات وعم الرخاء والأمن وانتشر العلم والاستقرار في كافة أرجاء البلاد.
وبلدة أثيثية أخذت نصيبها من التطور العمراني حيث بلغ عدد المخططات بها ثلاثة مخططات سكنية ووزعت على جميع المواطنين قطعاً بلغ عددها 530 قطعة تم بناء معظمها ورصفت الشوارع وعبدت الطرق وانتشرت الحدائق والمنتزهات حيث بلغ عدد الحدائق العامة بها ثلاث حدائق مع تشجير معظم الشوارع وانارتها كما شكلت نسبة المباني الحكومية للمدارس 100% للبنين والبنات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.