باتت متابعة نوعية الهواء بأهمية الاطلاع على توقعات الأرصاد الجوية في كندا، حيث تحوّلت بداية العطلة الصيفية لأهل كثيرين إلى معضلة شائكة في المدن التي تختنق تحت سحب دخانية ولّدتها الحرائق الضخمة التي تضرب البلاد. منذ أيام، تشهد المدن الكبرى في شرق كندا، في مقاطعتي كيبيك وأنتاريو، موجات غير مسبوقة من تلوث الهواء. لذلك يُنصح الأشخاص الضعفاء، بمن فيهم الأطفال، بالبقاء في منازلهم لتجنب استنشاق الأدخنة التي تحتوي على تركيزات عالية بشكل خاص من الجسيمات الدقيقة. وهذه ثاني مرة في بضعة أيام تُضطر فيها المدينة إلى إغلاق الملاعب الرياضية والمسابح الخارجية بسبب سحب الدخان. وفي الشوارع، تنبعث في كل مكان روائح احتراق، رغم أن الحرائق تبعد أكثر من 600 كيلومتر، كما أن الضباب يحجب المباني وتصعب على السكان رؤية الشمس. وبحسب السلطات، يتأرجح مؤشر جودة الهواء بين "ضار" و"ضار جدا". وقد تتكرر موجات التلوث الشديد هذه طوال فصل الصيف، بعد أن حذرت السلطات من أن ذروة موسم الحرائق لم يأت بعد. لذلك يشعر كثر بالقلق من العواقب الصحية على المدى الطويل، في بلد يعاني 10 % من سكانه الربو، وقد تضاعفت تقريباً المكالمات الموجهة إلى جمعية الربو الكندية، وهي هيئة مخصصة لهذا المرض التنفسي، منذ بدء موجة الحرائق في أوائل أيار / مايو. وقال رئيسها جيف بيتش لوكالة فرانس برس إن الناس "يريدون بشكل خاص معرفة ما يمكنهم فعله لحماية أنفسهم". كندا التي تسجل احتراراً أسرع من بقية العالم بسبب موقعها الجغرافي، واجهت في السنوات الأخيرة ظواهر مناخية قاسية زادت حدتها وتواترها بسبب تغير المناخ.