فاز تيمور جنبلاط بالتزكية برئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي خلفاً لأبيه، الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، في بلد يقوم على نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية. وزكّى أعضاء الحزب بين نحو ألفي شخص من مناصريهم في قرية عين زحلتا التابعة لقضاء الشوف معقل الطائفة الدرزية، النائب البالغ من العمر 41 عاماً، كزعيم جديد لهم خلفاً لوالده الذي ترأّس الحزب طيلة 45 سنة. وقال الحزب في بيان "فاز النائب تيمور جنبلاط، برئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي بالتزكية". وسيتولّى تيمور جنبلاط رئاسة الحزب في وقت يُعاني فيه لبنان من أزمة اقتصادية مستمرة منذ نحو أربع سنوات، ويلقى اللوم فيها على فساد الطبقة السياسية الحاكمة، والتي تعتبرُ عائلة جنبلاط إحدى مكوّناتها الأساسية. ويمثّل الدروز، نحو خمسة في المئة من سكّان لبنان، وتشكل الكتلة البرلمانية الصغيرة التي يرأسها تيمور جنبلاط، ثقلاً مؤثراً في حال تحالفها مع كتل أخرى، في بلد تتقاسم فيه الطوائف المناصب وتعدّ الوراثة السياسية أمراً شائعاً داخل العائلات والأحزاب. وفشل البرلمان اللبناني في 14 يونيو الماضي مرة جديدة في محاولته لانتخاب رئيس للجمهورية، على وقع انقسام سياسي في البلاد، ما أدّى لاستمرار شغور منصب رئاسة الجمهورية منذ نحو ثمانية أشهر. وتأسّس الحزب على يد كمال جنبلاط، جدّ تيمور ووالد وليد، على أفكار يسارية، وصار لاحقاً أحد أبرز المكوّنات السياسية للطائفة الدرزية في لبنان. وكان النائب وليد جنبلاط تسلّم زعامة عائلته السياسية إثر اغتيال والده في 1977 في كمين مسلّح استهدف سيارته. ويتّهم جنبلاط النظام السوري باغتيال والده. وتيمور هو الابن الأكبر لوليد جنبلاط، من زوجته الأولى جيرفيت، وهو من مواليد 1982 وتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت، حيث تخصّص في العلوم السياسية، وتابع دراسات عليا في باريس. وتيمور جنبلاط متزوج من ديانا زعيتر، وهي امرأة شيعية تعرّف إليها على مقاعد الدراسة الجامعية، ولديهما طفلان.