في مثل هذا اليوم من عام 1977 اغتيل السيد كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني في كمين نصبه مسلحون مجهولو الهوية في بلدة دير دوري كفارين في منطقة الشوف في جبل الدروز- معقل جنبلاط- حيث أطلقوا النار عليه وهو في طريقه إلى بلدته المختارة الواقعة على بعد حوالي خمسين كيلومتراً جنوب شرقي بيروت. وقد لقي سائق سيارة كمال جنبلاط وحارسه الخاص مصرعهما أيضا في هذا الكمين. وقع هذا الحادث على بعد كيلو متر واحد تقريباً من مركز الوحدة التابعة لقوات الردع العربية في طريق متعرج على مسافة مئات الأمتار من قرية دير القمر مسقط رأس كميل شمعون الرئيس اللبناني الأسبق ورئيس حزب الوطنيين الأحرار المحافظين. وقالت الأنباء الواردة من مسرح الحادث ان الوحدات التابعة لقوات الردع العربية في المنطقة قد وضعت في حالة تأهب قصوى. هذا وقد دعا الرئيس اللبناني إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء اللبناني لبحث موضوع اغتيال السيد كمال جنبلاط والعمل على تطويق نتائج الحادث. وكان الرئيس سركيس قد اجتمع عصر اليوم بالسيدين سليم الحص رئيس الوزراء وفؤاد بطرس وزير الخارجية اثر إذاعة نبأ الاغتيال. وفي مستهل الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء أبدى الرئيس اللبناني استنكاره الشديد لمقتل جنبلاط ثم أحاط المجلس علماً بما توافر لديه من معلومات أولية عن الحادث الذي وصفه بأنه وقع في وقت يستعيد فيه الوطن عافيته ويحتاج إلى جهود جميع أبنائه وخاصة قادة الرأي فيه. وعقب اغتيال الزعيم الاشتراكي كمال جنبلاط ساد بيروت جو من التوتر حيث راح ثلاثة أشخاص ضحية لحادث اعتداء قام به مجهولون كما وقعت حوادث اختطاف بعد قليل من إعلان نبأ اغتيال كمال جنبلاط. وقد سمعت طلقات النيران في عدة مناطق. وعقب إعلان نبأ اغتيال الزعيم اللبناني عاد السكان إلى منازلهم مسرعين كما أغلق الباعة متاجرهم على الفور وقد سجلت عدة حوادث قبل حلول المساء حيث ساد التوتر في المدينة وقتل ثلاثة من المارة في موقعين مختلفين غرب بيروت ولد كمال جنبلاط زعيم اليسار اللبناني عام 1917 في المختارة في المنطقة الجبلية للدروز في منطقة الشوف جنوب شرقي بيروت. وكان والده فؤاد سليل عائلة إقطاعية من كبرى عائلات الدروز وقد اغتيل حينما كان والده كمال لايزال طفلا كما اغتيلت ليندا شقيقة كمال جنبلاط في الصيف الماضي خلال احتدام الحرب الأهلية اللبنانية. وقد تلقى كمال جنبلاط دراسته الثانوية في معهد الآباء المبشرين العازاريين في لبنان وفي عام 1942 حصل على دبلوم كلية الحقوق التابعة لجامعة سان جوزيف يديرها الرهبان الجيزويت في بيروت. وقد خاض كمال جنبلاط مضمار السياسة في سن مبكرة وفي عام 1943 انتخب لأول مرة نائبا عن الشوف وبعد ثلاث سنوات في عام 1946 عين وزيراً للاقتصاد والزراعة وفي عام 1949 أسس الحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني الذي رأسه منذ ذلك الحين. ومنذ عام 1952 اشترك كمال جنبلاط بصورة نشطة في المعارضة التي أدت إلى سقوط الرئيس بشارة الخوري وما لبثت علاقاته مع كميل شمعون الذي خلف الخوري في رئاسة الجمهورية أن تدهورت. واضطلع جنبلاط بدور نشط في أحداث عام 1958 في لبنان ضد الرئيس شمعون وأدت إلى إنزال (مشاة البحرية الأمريكية في لبنان).. تلك الأحداث التي أدت إلى سقوط كميل شمعون وانتخاب الرئيس شهاب خلفا له. * وأيد كمال جنبلاط عام 1970 انتخاب الرئيس فرنجية. * وتقلد كمال جنبلاط مناصب وزارية شتى منذ عام 1946 من أهمها وزارة الداخلية. * ويأتي اغتياله اثر مقتل أخته في العام الماضي وأبيه عام 1943 .