«إن من نعم الله على بلادنا المباركة أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وكل من يفد إليها حاجاً أو معتمراً أو زائراً، حيث تجند جميع الطاقات والإمكانات في الدولة وتعمل الدراسات اللازمة لتيسير خدمة ضيوف الرحمن وسبل إقامتهم وتنقلهم»، كلمات خالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، تمثل النهج السعودي في خدمة ضيوف الرحمن وتقديم كافة سبل الراحة لهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وتسخر المملكة إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل تسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن، عبر حزمة من الخدمات تشمل الإقامة والنقل والتغذية والرعاية الصحية والدعم اللوجستي والأمن والسلامة، وهي تعمل على تحسين الخدمات بشكل مستمر وتوظف مكتسباتها ونجاحاتها في كل موسم إلى الموسم الذي يليه لينعم الحجاج برحلة إيمانية يتفرغون فيها لأداء مناسكهم، بداية من إجراءات دخولهم الميسرة وحتى استكمال مناسكهم ومغادرتهم إلى بلادهم. ومن الخدمات المميزة إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، و»بطاقات الحج الذكية»، ومبادرة حج بلا حقيبة، وتوظيف التقنيات والتي من بينها «إياب»، و»الحج الذكي»، لإثراء التجربة الدينية وزيادة تفرغ الحجاج للعبادة، وكذلك «مبادرة طريق مكة» بالشراكة مع عدة جهات لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ دون انتظار، وإتاحة الحجز الإلكتروني المباشر للخدمات ضمن منصات رقمية مرتبطة بمزودي الخدمات من داخل وخارج المملكة، وإصدار التأشيرات اللازمة فوريًا بالربط مع الجهات الحكومية لتسهيل القدوم إلى المملكة. لا يمكن النظر لهذه النجاحات بمعزل عن رؤية المملكة 2030 التي يقودها سمو ولي العهد -حفظه الله-، فمن اللافت النقلة النوعية التي أحدثها برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج الرؤية، والذي مكن لنقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة والزيارة، وإتاحتها لأكبر عدد ممكن من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بها، وإثراء الرحلة الدينية، والتجربة الثقافية، وعكس الصورة المشرقة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين.