تهدف رؤية 2030 لإيصال موسم الحج لمرحلة الذكاء الاصطناعي، والميكنة الكاملة؛ كهدف إستراتيجي من خلال تعزيز منظومة الحج تقنيا وعبر بطاقات وتطبيقات ذكية وأنظمة إلكترونية متقدمة جدا تمكن الحجاج من تنفيذ إجراءاتهم بشكل متكامل وفق مقاييس أداء عالية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. ويهدف برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رمضان الماضي، بوصفه أحد برامج «رؤية المملكة 2030»، إلى إحداث نقلة نوعية تقنية جديدة وعالية جدا تلبي طموحات ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات التقنية التي تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة، من خلال تحقيق ثلاثة أهداف إستراتيجية تتمثل في تيسير استضافة المزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة للحاج والمعتمر، وإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية. وتشتمل خطة البرنامج على أكثر من 130 مبادرة شارك في إعدادها أكثر من 30 جهة حكومية، كما عمل البرنامج في مرحلة الإعداد والتخطيط على تتبع رحلة الحاج والمعتمر «من الفكرة إلى الذكرى»، إذ تمت دراسة 192 نقطة اتصال مع ضيوف الرحمن، تم تحديدها بناء على دراسات ميدانية لكل نقطة يمر بها الحاج والمعتمر، كما تم استطلاع آراء أكثر من 20 ألف مسلم في أكثر من 20 دولة و135 مدينة، للتعرف على تطلعاتهم. وشملت العينة من سبق لهم أداء العمرة أو الحج، إضافة إلى من لم يسبق لهم الأداء، وبناء على النتائج تم العمل مع الجهات المعنية لإطلاق مبادرات ومشاريع تحقق أهداف البرنامج، حيث تتضمن قائمة أهداف «رؤية المملكة 2030»، بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، العمل المكثف على تيسير استضافة أعداد متزايدة من المعتمرين بقدرة مرنة، وصولاً إلى استقبال 30 مليون معتمر سنوياً بحلول 2030. إن الرؤية 2030 أدخلت على قطاع الحج والعمرة تطورات غير مسبوقة من خلال تطبيق منهجية جديدة، أساسها الانتقال من ثقافة العمل الموسمي إلى ثقافة العمل على مدار العام. هذا ما أكده وزير الحج والعمرة محمد صالح بنتن، موضحا أن «الوزارة بمختلف قطاعاتها تعمل بشكل دؤوب، بالتعاون مع كافة الجهات المشاركة في منظومة خدمات الحج والعمرة، على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين»، ولا ينحصر دور البرنامج في تطوير الخدمات المتعلقة بالمناسك، بل يهدف إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن من خلال تأهيل وتطوير أكثر من 40 موقعاً تاريخياً وأثرياً، وإقامة متاحف ومعارض تفاعلية تحاكي أبرز الأحداث التاريخية الإسلامية مثل مبادرة طريق الهجرة، التي يمكن للحاج والمعتمر التمتع بزيارتها ومشاهدتها. ويعمل البرنامج على تقديم الخدمات لضيوف الرحمن قبل وصولهم إلى المملكة، وذلك بتقليل المدة اللازمة لإصدار تأشيرة الدخول، عبر إصدارها إلكترونيا بطلب مباشر، دون الحاجة إلى مراجعة سفارات المملكة أو الحضور الشخصي لإتمام الإجراءات. كما سيتم بناء منصة إلكترونية تمكن الزائر من الاطلاع على معلومات عن الإقامة والمواصلات والمواقع الأثرية، وسيتمكن راغب الزيارة من حجز وترتيب مسار رحلته مباشرة عبر المنصة، إضافة إلى تطوير الخدمات المالية باستخدام التقنيات الحديثة لتوفير حلول دفع آمنة. وتشتمل الخطة على مشاريع لرفع كفاءة الأنظمة المتعلقة بإدارة الحشود، كاستخدام النماذج الرياضية للتنبؤ بالاختناقات البشرية قبل حدوثها وإعادة توجيه السير، إضافة إلى مشروع الإرشاد الذكي الذي يتم من خلاله تنبيه ضيوف الرحمن، وتوجيههم بالأوقات المناسبة للتحرك والتنقل لتفادي الزحام، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتوجيه المركبات والمشاة. ويشهد قطاع الحج والعمرة تطورات من خلال اعتماد التقنية لتطوير الأداء، وتكريس الشفافية، وتطبيق معايير الجودة، ومقاييس الأداء، لرفع مستوى الجاهزية وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة التنسيق بين منظومة الحج والعمرة، بما يُسهم في تحقيق أهداف الرؤية.