استعادت القوات الأوكرانية قرية بياتيخاتكي على الجبهة الجنوبية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية الإثنين. وأشارتْ نائب وزير الدفاع غانا ماليار عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنّ الجيش الأوكراني تمكّن من "تحرير ثماني بلدات" في المجموع خلال أسبوعين منذ بدء هجومه المضادّ واستعاد 113 كيلومتراً مربعاً من الأراضي. ولفتت إلى أنّ القوات الأوكرانية تقدّمت في الجنوب "حتى عمق سبعة كيلومترات" داخل خط التماس مع المواقع الروسية. وإذا كانت موسكو تصرّ على تأكيد فشل هذا الهجوم، فإن كييف أعلنت الأسبوع الماضي تحرير سبع بلدات و100 كيلومتر مربع معظمها على الجبهة الجنوبية.وعلى الجبهة الشرقية، "تراجعت حدة القتال بشكل عام خلال الأسبوع الماضي (...) وتقدّم الجيش الأوكراني في عدة اتجاهات".غير أنّ ماليار أضافت أنّ "العدو بذل جهوداً كبيرة لوقف تقدّمنا في منطقة باخموت. وقام بنقل وحدات إضافية إلى هناك وزاد من عدد عمليات القصف".وأعلن الجيش الأوكراني إسقاط أربعة صواريخ روسية من طراز "كاليبر" وأربع مسيّرات متفجّرة إيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية ليل الأحد-الإثنين. وقال الجيش الأوكراني "جرى إطلاق الصواريخ من غواصة في البحر الأسود وإطلاق المسيّرات من الساحل الشرقي لبحر آزوف". بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها صدّت ما مجموعه سبع "هجمات" أوكرانية في منطقة دونيتسك (شرق)، التي تضمّ مدينة باخموت على وجه الخصوص. وبحسب محللين عسكريين، لم تُدخل أوكرانيا بعد الجزء الأكبر من قواتها في هجومها المضاد ولا تزال تختبر الجبهة حاليًا لتحديد نقاط الضعف في الدفاعات الروسية. إلى ذلك اتّهمت كييف الاثنين بودابست بمنع وصولها إلى مجموعة من أسرى الحرب الأوكرانيين الذين تمّ نقلهم إلى المجر من روسيا بوساطة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومن دون علم السلطات الأوكرانية. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو عبر فيسبوك إنّ "كلّ المحاولات التي قام بها الدبلوماسيون الأوكرانيون في الأيام الأخيرة لإجراء اتصال مباشر مع هؤلاء المواطنين الأوكرانيين، باءت بالفشل". ونُقل الأوكرانيون ال11 الذين يتحدّرون من أصول مجرية إلى المجر في الثامن من يونيو، حيث "وُضعوا قيد الحبس الانفرادي، ولا يمكنهم الوصول إلى مصادر مفتوحة للمعلومات، كما يتواصلون مع أقاربهم بحضور أطراف ثالثة". وقال المتحدّث إنّ "مثل هذه الأفعال من قبل بودابست... يمكن وصفها بأنّها انتهاك للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان". وأضاف أنّ كييف "طلبت مرة جديدة" من الحكومة المجرية "السماح للقنصل الأوكراني بالوصول الفوري" لأسرى الحرب "حتّى يتمكّن من تقييم حالتهم الجسدية والنفسية، ويشرح لهم حقوقهم ويقدّم المساعدة القنصلية الطارئة". وتتحدّر مجموعة السجناء هذه من ترانسكارباثيا، وهي منطقة تقع في غرب أوكرانيا تضمّ جالية مجرية كبيرة. وكانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي عملت كوسيط، أعلنت عن نقلهم إلى المجر. من جانبها، أعربت أوكرانيا عن أسفها لعدم ضمّها إلى عملية التفاوض على نقلهم. السويد تتوقع هجوماً أفاد تقرير للجيش السويدي الاثنين أنه لا يمكن استبعاد هجوم عسكري ضد السويد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مشددا على أهمية انضمام البلاد سريعا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).ولم يحدد التقرير المنشور تحت عنوان "فترة خطيرة" موسكو كالطرف المنفّذ للهجوم المحتمل، لكنه أشار إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا وتنامي النفوذ الصيني في آسيا والعالم مسؤولان عن تزايد عدم الاستقرار. وأفاد التقرير أنه "لا يمكن استبعاد هجوم مسلّح ضد السويد".وقال النائب المحافظ هانس وولمارك الذي ترأس اللجنة التي صاغت التقرير للصحافيين إنّ روسيا تخوض "نزاعاً مطوّلا مع العالم الغربي بأسره".وأفادت اللجنة المكوّنة من خبراء وسياسيين من مختلف التوجّهات السياسية أنّ الناتو "سيدافع عن أمن السويد بالشكل الأمثل".وتابعت أن "الغزو الروسي لأوكرانيا والمطالبات الصينية الإقليمية المتزايدة يظهران أنّ استخدام القوة العسكرية في النزاعات على الأراضي بات واقعاً من جديد". وأوضحت أنّ سياسة السويد الأمنية تخضع بالتالي لتغيّرات تاريخية. وبينما عززت السويد بشكل كبير جهوزيتها العسكرية إلا أنه ما زال عليها القيام بالمزيد، بحسب بيتر هولتكفيست، وزير الدفاع السابق والعضو في اللجنة. وأكّد الوزير للصحافيين أنّ بلاده تحتاج إلى "جيش أكبر" بحلول الخمسية المقبل (2025-2030)، بما في ذلك 10 آلاف مجنّد على الأقلّ سنوياً، مقارنة بالعدد الحالي البالغ ما بين 5000 و6000 سنوياً. ومنذ يونيو 2022، باتت السويد في وضع دولة "مدعوة" للانضمام إلى الناتو بعد قرنين من عدم الانحياز العسكري. لكنّ المجر وتركيا تعرقلان انضمامها حتى الآن.