من محافظاتنا السعودية الجميلة محافظة بيشة التي تتبع منطقة عسير وترتفع عن سطح البحر بحوالي (2000) قدم. وبها قرابة (240) قرية تنتشر على ضفتي وادي بيشة وروافده، تقع محافظة بيشة على بعد 260 كلم شمال مدينة أبها، ومن أهم معالمها سد الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أقيم في وادي بيشة على بعد 35 كلم جنوب غرب المدينة، ويعتبر أكبر سد في الشرق الأوسط بعد السد العالي في مصر، حيث يبلغ طوله 507 أمتار وارتفاعه 113 مترا، ويحتجز السد خلفه أكبر بحيرة صناعية عذبة في المملكة، تصل مساحتها إلى 30 كلم2، بسعة تخزينية تبلغ 352 مليون متر مكعب من المياه العذبة، ويوجد بالمحافظة مطار، وتتبعها عدة مراكز مثل: الجعبة والقوباء والنقيع ووادي ترج والرس. وعلى الرغم من عدم زيارتي لهذه المحافظة سابقاً إلا أن مشاركتي في ملتقى الوعي الفكري الذي احتضنته إدارة التعليم ببيشة يوم الثلاثاء الماضي السابع عشر من شهر ذي القعدة، كان فرصة مناسبة للتعرف على هذه المحافظة وإنسانها ومظاهر النهضة فيها. لقد جاء هذا الملتقى رائعاً بكل المقاييس حيث اشتمل على ثلاثة مواضيع وطنية مهمة وهي: التوعية الفكرية، والتوعية بأضرار المخدرات، وتبيان خطورة حمل السلاح على الطلبة. كان الاستعداد لهذا لملتقى مناسباً، والتناغم مع بقية الجهات الحكومية في المحافظة واضحاً، حيث افتتح سعادة محافظ بيشة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله آل حامد وسعادة مدير التعليم الأستاذ سفر بريدي الملتقى بحضور رؤساء القطاعات الحكومية والأمنية، وكان الحضور كبيراً سواء من منسوبي التعليم أو أبناء المجتمع ككل. ألقيت في هذا الملتقى ثلاث أوراق علمية؛ الأولى سعدت بإلقائها بعنوان: الوعي الفكري الوطني ورؤية المملكة 2030، وألقى الدكتور فيصل بن تركي المعاوي ورقة عمل عنوانها "إدمان المخدرات: علاجه ومستقبله"، وجاءت الورقة الثالثة بعنوان: "خطورة حمل السلاح" وألقاها الرائد خالد بن محمد الشهري. لقد أكد هذا الملتقى الفكري المهم وما رأيناه من تفاعل على أهمية التوعية الفكرية التي تقوم بها وحدات التوعية الفكرية في إدارات التعليم، وحاجة الأوساط التعليمية لها لضمان السلامة الفكرية لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، وعلى الرغم من قصر الوقت إلا أن حفاوة التكريم وكرم الضيافة لم تكن مستغربة على رجال بيشة الذين عكسوا صورة مشرقة ومشرفة للشخصية السعودية.