أدت أحكام الحلق والتقصير المرتبطة بمناسك الحج والعمرة إلى تحويل مكةالمكرمة إلى أكبر سوق عالمي للحلاقة، حيث تثير مشاهد تجمع عشرات المحلات للحلاقة في مركزية مكةالمكرمة انتباه قاصدي بيت الله في منظر لا يبرز إلا في أم القرى، وتعيش محلات الحلاقة في مكةالمكرمة، موسماً حقيقياً هذه الأيام، حولها إلى سوق رائجة لا تعرف التوقف، فيما رفعت كثافة الطلب إلى فتح المحلات 24 ساعة. وطبقاً لتقديرات غير رسمية، فإن العائدات المتوقعة، وفقا لمتخصصين تفوق خمسين مليون ريال، في موسم الحج فقط، قدوم أكثر من مليوني حاج لمكةالمكرمة، وحددت محلات الحلاقة رسوم الخدمات ب23 ريالاً للحلاقة بالشفرة أو بالمقص و17 ريالاً للحلاقة بالمكينة. وكشف أختر مجيب "متعامل" أن زيادة العائدات ترتفع بشكل يومي في ظل توافد الحجاج تحسباً لموسم الحج، فيما زادت هذا العام بنسبة 35% قياساً بالعام الماضي، مشيراً إلى كثير من المحلات بدأت في استقدام عمالة إضافية لمواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب. ولارتفاع ايجار المحلات التي تتراوح من 200 إلى 300 ألف ريال، في مجمعات تعتبر الأغلى عالمياً، يلجأ المستثمرون في القطاع إلى استغلال مساحة المحلات بتزويدها بأقصى عدد ممكن من كراسي الحلاقة. جولة "الرياض" أمس كشفت عن سيطرة العمالة الآسيوية على محلات الحلاقة بمركزية أم القرى، فيما لا تتجاوز نسبة العمالة العربية المقيمة 10% وتتركز محلات الحلاق في مجمع أبراج البيت المقابلة لساحات الحرم المكي، وفي الجهة الشرقية منه، إضافة المحلات التي تنتشر على المداخل السبعة المؤدية للمسجد الحرام، حيث تتركز مساكن الحجاج. ورصدت "جولة الرياض" مؤخراً، انتشار 150 محلاً للحلاقة، يعمل بها أكثر من 600 عامل وافد، عمد الكثير منهم الى استئجار كرسي للحلاقة داخل محلات السوق، دون العمل بالراتب. انتعاشة سوق الحلاقين بمكةالمكرمة، ألقت بظلالها على أسواق توفير مستلزمات الحلاقة، من مكائن الحلاقة والمعقمات والأمواس، لكن السؤال الذي يتكرر، هل نتوقع وثبة جديدة لتوطين وظائف السوق، الذي لا يعرف الكساد، ومن شأنه توفير مئات الوظائف الآمنة، برواتب مجزية لشبابنا، في ظل اتجاه الدولة أيدها إلى رفع أعداد الحجاج والمعتمرين في المواسم القادمة. انتعاش مستمر في سوق الحلاقة بمكة