صدر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، رواية «نرجس ديسمبر» للكاتبة ليلى لوكريف الجزء الثاني من رواية (ليلى السواد). بين واقع مترامٍ في الأحداث وعالم مدجّج بالمشاعر الآنية تسرد الكاتبة ليلى لوكريف أحداث ليلى ابنة اللّيالي بما تحملها من ظلام ونور، تضيء نبض شخصياتها التي عايشتها واقعا وخيالا، يعقوب...أسرار...معاذ، كانا المكان والزمان يتراميان في فترة كورونا بين الجزائر، تركيا، المغرب، نضجت الظروف وأنتجت مسلسلا دراميا يكمل مسيرة ليلى الكاتبة وشقيقاتها بظروفهن واختلافاتهن، غابت ثم عادت بنفس السلطة وبنفس القدر من الثقل الذي لا ينحني فينصاع لها القلم قبل الورق فلا تهاب. «كم يَستٌغرق الُليَلُ في عينٍ دآمعةٍ ليَعلنَ انْبْلآجٍ آلُصبْآح؟ كم تَتألَّم الدمعة حين لا تجد لها طريقا لتنسابَ وتترك العين تغلق جفونها على سعادة؟ كنتُ أطاردها وأنا أكابرُ و كُلي يقينٌ أنّني لستُ بخير، كنتُ أضغط على نفسي كالعادة مع أنني أدركُ أنه يَتوجب عليَّ أحيانًا أن أرسم بعض الخطوط الواضحة بين الحقيقة والخيال، بين ما يحدث فعلاً وبين ما أتحرَّق شوقًا لحدوثه حتّى لو كان مجرد حديث بيني وبين نفسي في زاوية من زوايا عالمي المكتظ بالسواد، فكل خيالٍ مبالغٍ فيه يمقته الواقع وتهلع له الروح... خيالي هو محاولة للقبض على أي أثر أرجوه وأريدهُ بشدةٍ لتحويله إلى كلمات ثم أحاول عيشه لتحقيق معجزةٍ أصدِّقها وأعيشها رغما عن تكذيب المنطق لها، رافضةً ما يقبلهُ العقل، لو لم أكن كذلك ما كنت هنا الآن في ساعة متأخرة من الليل البارد أمارس سحر الحروف، أقبض قبضة من أَثَرِ الجنون، أكسر إطار صور الواقع وأجمع ملامح الخيال في كفي، ثم يغلبني النعاس، يسحبني الى اللاوعي، يرمي ستارا على الواقع ويُفلت الأحلام فتتشكَّل معجزة السجين من تمائم الكلمات، ولا حرج على سجينٍ يقتات الكلمات ويجوب عالما يبنيه من سحرها!»