انقضت مساء الاثنين مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي جرى بوساطة سعودية أميركية، فيما تتواصل انتهاكات الطرفين للهدنة التي تتزايد الدعوات لتمديدها. وأفاد سكان في العاصمة التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة وكالة فرانس برس عن وقوع معارك في بحري شمال الخرطوم فيما سُمع دوي المدفعية في جنوبها. وفي إقليم دارفور غربيّ البلاد تزداد الأوضاع تدهورا، إذ كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على موقع تويتر الاثنين «يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية» وأضاف «أدت نوبات القتال المتكررة خلال الأيام الماضية في الفاشر، شمال دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد». ومنذ 15 أبريل، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح 1,4 مليون شخص داخليا ولجوء نحو 350 ألف آخرين إلى دول الجوار. وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. انعدام الأمن الغذائي وأكدت الأممالمتحدة الإثنين أن سكان السودان من بين الأكثر احتياجا في العالم في الوقت الحالي إلى اهتمام «عاجل» لتفادي انعدام الأمن الغذائي. وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير مشترك إنه «تم رفع مستوى القلق في هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان إلى أعلى درجة» من حيث توافر الأغذية للسكان. وحذر التقرير من أن النزاع على السلطة بين قائد الجيش وخصمه في السودان سيكون له على الأرجح «تداعيات كبيرة على الدول المجاورة». ويتبادل طرفا الصراع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين ومن المقرر أن تنتهي بحلول الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش. ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب انقطاعات في الكهرباء والاتصالات.. كما تشهد البلاد ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بما في ذلك زجاجات المياه المياه بنسبة تتراوح بين 40 و 60 % خصوصا في المناطق المتضررة من النزاع. وفي شرق دارفور، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه منذ بدء القتال «مات حوالي حوالي 30 مولودًا في مستشفى بمدينة الضعين، بينهم ستة خلال أسبوع واحد بسبب نقص الأكسجين أثناء انقطاع الكهرباء». «حرب أهلية» ويطالب الوسطاء من المملكة و الولاياتالمتحدة طرفي النزاع في السودان ب»تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي»، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن الأحد. وأتت الدعوات إلى التمديد وسط تحذيرات من الأممالمتحدة بانضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي. من جهته، حذّر حزب الأمة القومي، أحد الأحزاب المدنية الرئيسية في السودان، في بيان الأحد من «الدعوات الداعية لتسليح المواطنين بحجة حماية أنفسهم» باعتبارها «محاولات لجر البلاد للحرب الأهلية». وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة (SAS) توجد أسلحة لدى 6,6% من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة. كما أفادت الأممالمتحدة بورود تقارير متزايدة عن ذخائر وقذائف غير منفجرة تتناثر على أسطح البنايات وعلى جوانب الطرق في الخرطوم والعديد من المناطق السكنية الأخرى في البلاد.