أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مسيرة الأعلام التي يعتزم متطرفون يهود القيام بها في شوارع مدينة القدسالمحتلة، في محاولة يائسة، لفرض وقائع زائفة؛ في المدينة المقدسة؛ واصفا تلك المسيرة بالعبثية والاستفزازية. وقال اشتية في بيان صدر عنه، الليلة الماضية، وصل "الرياض" نسخة منه، إن مسيرة الأعلام لا تمنح الاحتلال أية شرعية؛ يبحث عنها بسياسات عبثية، وممارسات قمعية، ولا تكسبه أية معاني أو دلالات، يحاول فرضها بغطرسة القوة العمياء؛ مثلما لا تستطيع تغيير معالم المدينة المقدسة؛ بسكانها المقدسيين المرابطين، ومقدساتها الإسلامية، والمسيحية، ومعالمها التي ترفض الغرباء المحتلين الطارئين عليها. وأكد أن معركة البوابات التي أطاحت بأوهام القوة عام 2017 ستظل ملهمة للمقدسيين في تصديهم لمحاولات الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته، أو التعدي على كنيسة القيامة وتدنيسها، ومواصلة سياسات التضييق والتهويد، للمدينة المقدسة؛ درة التاج وزهرة المدائن؛ التي ستبقى مهما عظمت التحديات؛ عربية الوجه، والقلب، واللسان. وشدد اشتية على أن الشعب الفلسطيني قدم ولا يزال التضحيات الجسام؛ نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية؛ دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وأنه قادر على إفشال كل محاولات التهويد والأسرلة، وسيواصل التصدي لسياسات الاحتلال وممارساته، مهما غلت التضحيات. من جهتها، قالت وزارة شؤون القدس، إن حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاستباحة الاستفزازية والعنصرية لمدينة القدسالشرقيةالمحتلة ومقدساتها. وحذرت الوزارة في بيان صدر عنها، الخميس، وصل "الرياض" نسخة منه، من أن الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى والمسيرات الاستفزازية والعنصرية في باب العامود والبلدة القديمة، تحمل في طياتها عوامل تصعيد الأوضاع في المدينةالمحتلة بشكل خاص، والأراضي الفلسطينية بشكل عام. وأشارت إلى أن جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف، وممثليهم في الحكومة اليمينية يحولون ذكرى احتلال المدينة إلى إعلان حرب، على البشر والشجر والحجر في المدينة. وقالت: "تأتي الدعوات لهذه الاقتحامات والمسيرات بعد أن هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 77 شقة سكنية في واد قدوم ببلدة سلوان، ما أدى إلى تهجير 50 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال". وأضافت: "تمعن الجماعات المتطرفة ومن خلفها حكومة الاحتلال في محاولة نسف الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، من خلال تصعيد الاقتحامات، ودعوات رفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى، وهو ما يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في فلسطين وأنحاء العالم". وتابعت: "إن دعوات الجماعات المتطرفة للمشاركة بما تسمى "مسيرة الأعلام" العنصرية والاستفزازية، الممولة من بلدية الاحتلال وحكومته، بمثابة تصعيد خطير تتحمل حكومة الاحتلال وحدها تداعياته". ولفتت وزارة شؤون القدس إلى أن "مسيرة الأعلام" بطابعها والشعارات التي تطلق خلالها ومضامينها، عنصرية استفزازية. وشددت على أن إعلان شرطة الاحتلال تحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية، من خلال نشر الآلاف من عناصرها في أنحاء المدينة، إنما يؤكد أن المدينة محتلة، فلا يجرؤ الاحتلال على دخولها إلا بقوة السلاح. وأضافت: "ما يجري هو جزء من الانتهاكات الإسرائيلية، التي بدأت مع احتلال القدس عام 1967، واستمرت طوال سنواته وازدادت ضراوة خلال السنوات الأخيرة، من خلال الارتفاع الملحوظ في عمليات الاستيطان والهدم والاستيلاء على المنازل، والأراضي، واقتحامات المسجد الأقصى، والاعتقالات والإبعادات". وتابعت: "رغم كل الانتهاكات الإسرائيلية، فالقدس كانت وما زالت وستبقى عربية فلسطينية، ولا سلم ولا استقرار دون أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة". وطالبت المجتمع الدولي بالوقوف بحزم أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية، ووقفها وتحميل الاحتلال الإسرائيلي وحده المسؤولية عن تداعياتها. ثكنة عسكرية وقد شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءاتها العسكرية في مدينة القدسالمحتلة وبلدتها القديمة، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي تنوي الجمعيات الاستيطانية تنظيمها ودفعت سلطات الاحتلال بآلاف من عناصر الشرطة إلى مدينة القدسالمحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، وأغلقت بعض المحاور الرئيسة. ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. وكانت منظمات "الهيكل" المزعوم وجماعات استيطانية، دعت إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح اليوم، قبيل مسيرة الأعلام الاستفزازية. وتصر حكومة الاحتلال على توجيه ما تسمى "مسيرة الأعلام" الاستيطانية وفق مخططها، من خلال المرور عبر باب العامود والبلدة القديمة، ما يؤكد نواياها المبيتة للتصعيد. من جهة ثانية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة من عدة محاور، وذلك بالتزامن مع اندلاع اشتباكات ما بين مجموعة من المسلحين وقوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة. وقالت مصادر محلية إن قوة خاصة اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، حيث دوت صافرات الإنذار في البلدة القديمة ومحيطها، فيما تم استهداف القوة بالرصاص الحي والعبوات الناسفة. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى البلدة القديمة ومحيطها، حيث سمح دوي انفجارات وإطلاق نار في البلدة القديمة ومحيطها. واستهدف مسلحون قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة بعدد من العبوات الناسفة محلية الصنع، حيث تم إعطاب آلية عسكرية للاحتلال. وتزامن اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس مع إطلاق نار، كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المدمع تجاه المنازل خلال اقتحام البلدة القديمة. وأفاد المتحدث باسم الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، بأن حصيلة اقتحام جيش الاحتلال لنابلس كانت كالتالي: إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واصابتين اثنتين بالرضوض، و35 إصابة بالاختناق. كما شهدت مناطق أخرى في الضفة الغربية اقتحامات للاحتلال مع ساعات الفجر الأولى، بينها بلدة بيت عور التحتا وبلدة برقة شرق رام الله، واقتحمت قوات الاحتلال أيضا بلدة مراح رباح في بيت لحم واعتقلت شابا. واعتقلت قوات الاحتلال أحمد جواد حسون بعد اقتحام منزله في قرية بيت أمرين قضاء نابلس. وقالت جمعية الهلال الأحمر إن "طواقمنا تعاملت مع حالتي إغماء لامرأة وفتاة في منزل ببلدة بيت أمرين شمال غرب نابلس، بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال". ونفذ فلسطينيون 25 عملاً مقاوماً بالضفة والقدس، خلال ال24 ساعة الأخيرة، أبرزها 3 عمليات إطلاق نار، وإلقاء عبوات ناسفة، وإحراق آلية عسكرية، والتصدي لاعتداءات المستوطنين وتحطيم مركباتهم، أصيب خلالها مستوطن.