سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمة العربية .. بناء المستقبل
نشر في الرياض يوم 18 - 05 - 2023

تستضيف المملكة القمة العربية المقبلة في مدينة جدة لتعزيز العمل المشترك ودعم مقومات الوحدة الاقتصادية وتحفيز المنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن بين الدول المعنية والحفاظ على مصالحها إلى جانب تعزيز دورها الإقليمي من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية.
نرحب بحضور ندوة الرياض تحت عنوان (القمة العربية.. العهد الجديد) وهم :
د. إبراهيم النحاس : (عضو مجلس الشورى ؛ عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية – جامعة الملك سعود – محلل في الشأن السياسي) .
د. عبدالله العساف : (أستاذ الإعلام السياسي).
د. علي دبكل العنزي : (أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود).
طلعت زكي حافظ : (كاتب ومحلل اقتصادي ومقدم برنامج بوضوح بقناة وإذاعة الأخبارية).
سلمان الأنصاري : ( باحث في العلاقات الدولية ).
سمية المحمود : ( كاتبة ومهتمة بالشأن السياسي ومديرة العلاقات العامة ومسؤولة الشؤون الإعلامية في مشروع مسام ).
تفعيل الأمن القومي العربي.. وانطلاقة عربية مختلفة
كما نرحب بسعادة رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ هاني وفا والزملاء مدراء التحرير الأستاذ خالد الربيش مدير تحرير القسم الاقتصادي والمشرف على الرياض الالكتروني والأستاذ جمال القحطاني مدير تحرير الشؤون السياسية والأستاذ عبد الله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية والأستاذ سليمان العساف والأستاذ ناصر العماش.
أ. هاني وفا .. أن المملكة بثقلها السياسي والاقتصادي والدولي استطاعت أن تهيئ الأرضية حيث أغلقت ملفات مهمة جدا على المستوى الاقليمي والعربي!
نبدأ بكلمة استفتاحية للندوة من سعادة رئيس التحرير حول القمة العربية»
أ. هاني وفا
نرحب بكم في ندوة الرياض وقد شرفتمونا بحضوركم المتواصل في أكثر من ندوة سابقة وذلك لقاماتكم المعروفة وآرائكم السديدة ونحن في هذه الندوة بصدد الحديث عن القمة العربية هذه القمة التي ستعقد في المملكة مع نهاية الاسبوع الجاري.
وتعد هذه القمة قمة مختلفة عن سابقاتها بما هيأته المملكة من أجواء قبل انعقادها فكان هناك حراك دبلوماسي سعودي سبق القمة وهناك تهدئة وتهيئة للأوضاع حتى تكون القمة من القمم العربية الناجحة ونحن نعرف الأوضاع التي سبقت هذه القمة فالاضطرابات منتشرة هنا وهناك إلا أن المملكة بثقلها السياسي والاقتصادي والدولي استطاعت أن تهيئ الأرضية حيث أغلقت ملفات مهمة جدا على المستوى الاقليمي والعربي أعتقد أن هذه القمة ستكون مختلفة من حيث عقدها في المملكة وقراراته التي ستكون فاعلة وتسهم في لم الشمل العربي والانطلاق إلى مرحلة مستقبلية إن شاء الله وأرحب بكم مرة أخرى.
أ. نوال الجبر
الدكتور ابراهيم النحاس هناك تساؤل حول استضافة القمة العربية في 19 مايو الحالي والتي تأتي وسط متغيرات في ظل الاتفاق السعودي الايراني وعودة سورية الى البيت العربي.. ما الاختلافات التي تميز هذه القمة عن سابقاتها؟
د. ابراهيم النحاس :
انطق ما انطلق منه سعادة رئيس التحرير عن الجديد في هذه القمة وما الذي يميز هذه القمة عن سابقاتها المملكة منذ عدة أعوام اتخذت منهج حلحلة المسائل العربية والذي بنى على رؤية مستقبلية بأهمية توحيد الكلمة العربية وتوحيد الصف العربي.
ولعل هذا المنطلق يعيدنا إلى تصريح سمو سيدي ولي العهد الأمين عندما قال أن هذه المنطقة تستحق أن تكون أوروبا الجديدة هذا القول استلزم العمل على سياسات حلحلة المسائل الاقليمية والدول التي لا تتوافق معها المملكة في سياساتها الاقليمية طمعا في الحصول على الأمن والسلم والاستقرار الذي يهيئ بعد ذلك بيئة اقتصادية وتنموية تحقق التطلعات التي جاءت بها الرؤية وتحقق التطلعات التي صرح بها سمو سيدي ولي العهد الأمين في أهمية الارتقاء بمكانة المملكة وكذلك للمكانة الاقليمية لمنطقة الشرق الأوسط.
د. النحاس: المملكة اتخذت منهج حلحلة المسائل العربية بنى على رؤية مستقبلية بأهمية توحيد الصف العربي
د. العساف : نمر بمرحلة مهمة جداً ستقودنا إلى شراكة استراتيجية
ذلك مجمله ابتداء مع العودة الدبلوماسية والسياسية مع دولة قطر تبع ذلك المصالحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاعلان عن إنهاء الصراعات القائمة في المنطقة والتدخلات الايرانية في الدول العربية وتوافق ذلك مع الجهود السعودية في التواصل مع الأشقاء العرب في جمهورية العراق وفي دول عربية أخرى حتى وصلنا إلى المسألة السورية الأخيرة ودعوة الجمهورية السورية لحضور القمة العربية وبلا شك أن الجديد هنا أن المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخها تتصدر المشهد العربي كقائد حقيقي للامتين العربية والاسلامية بعد ان كانت تنأى بنفسها منذ 1967م عن أن تكون قائدا عربيا وحفظت ذلك الدور لجمهورية مصر العربية لاعتبارات الدولة المصرية من حيث حجمها وامكاناتها وقدراتها ودعمت الجمهورية المصرية في ذلك أما في يومنا هذا وفي هذه القمة فان المملكة تصدرت المشهد واخذت على عاتقها أهمية بناء الصوت العربي وأهمية بناء وحدة الصف العربي من جديد وتماسك المجتمع العربي طمعاً في أن تحقق رؤية اقتصادية تستفيد منها جميع الشعوب العربية ورغبة من المملكة في أن تكون السياسات المحاربة للإرهاب والتطرف وخلخلة المنطقة واستقرارها تعمل وفقها جميع الدول العربية في المرحلة المستقبلية.
هذه أحدى النقاط الرئيسة التي تعمل عليها المملكة بصفتها الآن قائداً حقيقياً للأمة العربية ويتصدر الريادة والقيادة والصوت ووضع السياسات وجداول العمل لمثل هذه المرحلة إذاً المملكة في مرحلة جديدة وانطلاقة جديدة في القمة العربية الثانية والثلاثين لعام 2023م.
أ. نوال الجبر
وضمن هذا المحور ننتقل الى الدكتور عبد الله العساف ..ما الذي ستقدمه هذه القمة خلافا للقمم السابقة؟
د عبد الله العساف :
أود القول أنه قبل عدة سنوات ربما طويلة نسبيا اعتدنا على تسمية القمم بشيء تشوبه السلبية مثل اللاءات الثلاث واعتقد من وجهة نظري أن هذه القمة هي قمة السينات الثلاث (السعودية - سورية - السودان) وهذا أمر في غاية الأهمية لأنه سيكون محور القمة السعودية فقد تقدم حديث الدكتور إبراهيم النحاس عنها أما سورية فالسعودية دورها في احتضانها وتعويمها عربياً ودولياً وكذلك تفوقت المملكة على الأخرين في الشأن السوداني وقبول الوساطة من الأطراف السودانية، هي قمة اعتيادية في توقيتها وزمانها ومضامينها ولكنها ستكون قمة غير اعتيادية في مخرجاتها التي ستكون مهمة جدا حيث لأول مرة تعيش أحدى القمم العربية هذه الأجواء التصالحية التي هبت رياحها على المنطقة بالإضافة إلى تصفير المشكلات الاقليمية البينية فهذا أمر في غاية الاهمية.
أ . سمية المحمود: المملكة دائماً تسعى لإطلاق مبادرات السلام ولم الشمل العربي
أود أن أستبق المحاور لأني سأتناول محورا احسبه في غاية الأهمية وهو محور الأمن العربي فنحن بحاجة إلى إعادة تعريف للأمن القومي العربي فلا يكون المفهوم التقليدي الذي يجب أن نتوافق عليه فهناك متغيرات كثيرة سواء على المستوى الدولي أو المستوى الاقليمي فنحن نريد تعريف الأمن المائي والأمن الصحي والأمن البيئي والأمن النقدي (المالي) والأمن السيبراني.. وغير ذلك فنحن نمر بمرحلة مهمة جدا ستقودنا إلى شراكة استراتيجية مهمة جدا لذا يجب أن يتوافق العرب على إعادة تعريف مفهوم الأمن القومي العربي وأن يكون كل طرف مسؤول عن عدم الاخلال بهذا الأمن أو يزلزل أركانه في هذه المرحلة تكون مهمتنا إلى حد كبير قد انتهت أو أغلقنا جزءا من أبواب الشر التي كان يفد منها وأكرر مرة أخرى أن فتح باب الشراكة الاستراتيجية مع (تركيا وايران) وتم تصفير المشكلات معهما علما أن تركيا موعودة في هذه الفترة بنقلة جديدة على المستوى الرئاسي وسواء أكانت الحالية مستمرة فستبني علاقاتها على ما أتفق عليه أم جديدة وهي لا تحمل أي توجهات عدائية تجاه المنطقة بشكل كامل.
ومن المهم جداً أيضا إيجاد توافق عربي على تفعيل الأمن القومي العربي واللجوء إلى الجامعة العربية لحل المشكلات والصدامات فمشكلة السودان ستلقي بظلالها الكبيرة وقد كنا نتمنى أن نصل إلى القمة العربية ونحن مبتهجين كثيراً بقمة مختلفة تماماً لأول مرة نقول إنها قمة خالية من الأزمات لكن السودان ربما عكر علينا هذه الأجواء لكن حضورهم في جدة والوصول إلى مقاربة بسيطة جداً ربما تقود إلى مقاربة أوسع بأذن الله سنكون أكثر تفاؤلا خلال الايام المقبلة.
أ. الأنصاري : القمة ستركز على موضوع السيادة الاستراتيجية العربية بقيادة المملكة
أ. نوال الجبر
لا شك بأن المملكة اعتلت منصة القرار في الشرق الأوسط وأصبح الصوت الخليجي حاضراً نود ان نعرف مرئياتك حول القمة العربية ال 32؟
د. علي العنزي
الحقيقة عندما نتحدث عن القمة فأننا نتحدث عن قمة استثنائية في وقت استثنائي وفي وجود قيادة استثنائية وأنا أشبه هذه القمة بنقطة انطلاق جديدة للعمل العربي المشترك في لم الشمل عندما حصلت نكسة عام 1967م واجتمع قادة العرب في الخرطوم وأطلقوا اللاءات الثلاث وبعد سبع سنوات انتصروا في حرب 1973م وأعتقد أن الفترة الاخيرة التي مرت بها الأمة العربية وما يسمى بالربيع العربي والذي تحول إلى شتاء وخريف.. بالإضافة إلى الجائحة فكل هذه الامور تدفعنا لقول إن العرب بحاجة إلى رافعة وعمود فقري للبيت العربي وهنا برزت المملكة فالمملكة تقود مشروعاً في المنطقة يقوم على ركائز أساسية، والمملكة لديها كل المقومات لقيادة المنطقة إلى بر الامان وركائز المشروع تتوزع بين اقتصادية وسياسية فالركائز السياسية من قبيل وجود قيادة راشدة واستقرار سياسي وأما الركائز الاقتصادية منها قوة اقتصاد المملكة والذي يعد اقتصادها الأكبر في المنطقة إضافة إلى الإمكانات والركائز الأخرى كالاجتماعية والروحية وغيرها.
إذا نحن أمام مشهد جديد قامت المملكة بخطوات مهمة لرسمه ومنها أولاً تنويع خياراتها السياسية والاقتصادية قبل أن تقود هذا المشروع ففتحت أبواب العلاقة مع روسيا والصين وبدأ يتبلور لديها كيفية إعادة المنطقة ولم شملها وقيادتها إلى بر الأمان ومن ذلك العربية الساخنة في المنطقة كليبيا وسورية والعراق.. والتي تخلى العرب عن بعض هذه الملفات من باب العزل وهذا خطأ وقد رأت المملكة أن من الخطأ عزل أي دولة وتركها للأخرين فلابد من التحاور مع الدول الأخرى والقيام بجهود إقليمية فعادت العلاقات مع ايران وعاد الحوار مع تركيا ومن ثم انطلقت إلى البيت العربي فعادت سورية إلى الجامعة العربية وبقيت المسألة السودانية التي هي الشغل الشاغل للمملكة ولن تتخلى المملكة عنها إلا بعد إن تصل إلى حل يرضى ليس السودانيين فحسب بل المنطقة أيضا وحصل تقدم في ذلك من خلال جمع الطرفين المتنازعين إننا أمام وقت استثنائي وقمة استثنائية ونعول كثيراً على هذه القمة ببروز المملكة كقائد في منطقة الشرق الاوسط فقد أصبحت الرقم الصعب في المنطقة.
أ. نوال الجبر
ننتقل إلى الاستاذ طلعت حافظ لنقرأ القمة من الجانب الاقتصادي ففي اجتماع المجلس الاقتصادي التحضيري للقمة العربية 32 ذكر معالي وزير المالية الاستاذ محمد الجدعان أن المملكة قدمت 10 ملايين دولار للحفاظ على الأمن الغذائي العربي أكد أهمية وتعزيز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي نود أن نعرف طبيعة الحلول العاجلة للتحديات التي تواجه المنطقة؟
أ. طلعت حافظ
بعيدا عن السياسة والاقتصاد أعتقد أن هذه القمة وأن كانت اعتيادية إلا أنها استثنائية بكل ما تحمله الكلمة لأنها جاءت لرأب الصدع العربي أبان ما سمي بالربيع العربي أو كما يسميه البعض بربيع الدم.
د. العنزي : المملكة أصبحت الرقم الصعب في المنطقة كقائد لمنطقة الشرق الأوسط
أعتقد أن عودة سورية للبيت العربي أمر مهم وكذلك التقارب السعودي الإيراني والتقارب السعودي التركي والانفتاح على روسيا الاتحادية والصين فهذه الأمور مهمة للمملكة صحيح أن الجامعة العربية منذ تأسيسها منذ العام 1945م قامت بأمور كثيرة خلال قممها السابقة إلا أنني أقول إن هذه القمة مختلفة عما سبقها لأنها تلملم شتات البيت العربي ونأمل حل باقي المشكلات كحل الأزمة في ليبيا.
إن للمملكة قبل وضعها السياسي والاقتصادي تتميز بالإنسانية فهي مملكة الانسانية فنجدها في كل مستجدات الأحداث هي الأولى ولعل آخرها القضية السودانية وجمع الفرقاء المختلفين وعمليات الاجلاء التي هي الأعلى عالميا في العصر الحديث حيث شملت أكثر من 115 جنسيات عالمية وأكثر من 22 رحلة إجلاء لأكثر من 8 الاف تم اجلاؤهم.
في الجانب الاقتصادي ما تزال هناك تحديات لعل منها الأمن الغذائي والأمن المائي فالحروب المستقبلية ستكون على الماء أكثر من غيره لشح الموارد المائية وكما ذكرت فإن المملكة بتجليبها لعشرة مليارات لدعم الأمن الغذائي بالإضافة إلى الأمور البيئية وكوب 27 التي عقدت في شرم الشيخ ودعم المملكة بأكثر من ملياري دولار لمشروع الشرق الاوسط الاخضر.
المملكة اليوم رقم صعب ليس على مستوى المنطقة وإنما على المستوى الدولي فهي تتصدر النمو على دول مجموعة العشرين ب 8،7٪ متجاوزة التوقعات العالمية التي تقدر ب 8،3٪ وأيضا إذا نظرنا إلى الاقتصاد العربي فنجده ينمو بوتيرة جيدة فالنمو يقدر بأكثر من 22٪ في عام 2021م ويتصدر ويحل مرتبة الهند التي كانت سادسة لا يزال الاقتصاد السعودي لاعباً رئيساً ويتصدر الاقتصادات العربية بحجم أكثر من 4 تريليونات ريال أو أكثر من تريليون دولار وهذا رقم تاريخي لم يتحقق في المملكة سابقا.
ولا يزال يشكل الاقتصاد السعودي أكثر من 30٪ من الاقتصاد العربي أعتقد أن المملكة هي العمود الفقري للوطن العربي وهي عمود ومرتكز الخيمة العربية طالما هي قوية وشديدة وهي كذلك فعلا وليس قوة في الجانب العربي بل على مستوى المنطقة وأعتقد كما ذكر الأخوة أن تقارب المملكة تجاه كل من إيران وتركيا وحلحلت المشكلات لأنه لا يمكن للاقتصاد السعودي أن ينمو بمعزل عن الآخرين فوجود القلاقل في المنطقة وإن كنا بعيدين عنها إلا أنها كما يقول المثل الشعبي (العيار الذي لا يصيب يدوش) فنجاح المملكة في تهدئة الوضع الإقليمي والتقارب بين دولة ضمان لاستمرار النمو في المملكة وتعميم الفائدة على الوطن العربي.
أ. نوال الجبر
الاستاذة سمية المحمود حدثينا عن القمة العربية المقبلة وسط المتغيرات والحراك السياسي الحالي؟
أ. سمية المحمود:
بالطبع هناك الكثير من التطلعات الايجابية المسبوقة لهذه القمة والتي نشاهدها على الصعد كافة وقد رأينا الأوضاع التي مرت بها المنطقة العربية الغير المسبوقة من أحداث وصراعات خلال عقد من الزمن فهذا كله أدى إلى توجه الأنظار إلى قرارات سوف تصدر من هذه القمة والتطلعات الايجابية التي يتطلع إليها الشعب العربي بالتأكيد هناك تحديات ونتائج يبحث عنها الشعب العربي لتحقيقها خلال هذه السنوات التي عانت فيها بعض الشعوب من الصراعات وانتشار الفقر والارهاب في بعض المناطق والنزاعات السياسية وظهور بعض الجهات المتنازعة داخل بعض المناطق لعدة سنوات لا شك أن للمملكة دور مهم وبناء في هذه القمة ودائماً تسعى المملكة في إطلاق مبادرات السلام ولم الشمل العربي ومن المؤكد أننا نتطلع في هذه القمة إلى إنهاء الصراعات التي تؤثر على المنطقة من نواح عدة ألقت بظلالها على الجوانب الاقتصادية والتنموية والأمنية وكذلك الاستقرار في المنطقة.
وشهدنا عودة الجمهورية السورية إلى الحضن العربي وهذا بالتأكيد حدث استثنائي يسمح للشعوب العربية أن تتطلع لعودة وحدثها.
أ.طلعت حافظ: القمة العربية استثنائية لأنها جاءت لرأب الصدع العربي
أ. نوال الجبر
ننتقل في دفة الحديث إلى د. براهيم النحاس وعودة على محور القمة العربية التي تبعث برسالة فارقة في مسار التعاون بين الأخوة العرب كونها تعكس الرغبة في تطوير العلاقات وتمكين الشراكة الاستراتيجية للوصول إلى مرحلة التكامل في ظل الحروب والنزاعات القائمة حدثنا عن ذلك؟
د. إبراهيم النحاس
فيما يتعلق بالشراكات التي عملت وتعمل عليها المملكة لعلها فعلت الادوات التي تملكها فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية والمتعلقة بالمجالات الثقافية لحل كثير من المشكلات السياسية التي كانت قائمة في المنطقة أو التي كان يبدو هناك سوء فهم فيما يتعلق بمعالجتها مع بضع الدول الاقليمية خاصة فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية من قبل الدول الإقليمية والتي كانت هدفا رئيسا لحلها ومعالجتها قبل البدء بمثل هذا المشروع العربي الذي بنى ليكون بهذا الشكل الذي نحن عليه أو الذي سيكون عليه هذه القمة.
بداية فيما يتعلق بالشراكات فهي بدأت من داخل المنطقة العربية وتحديداً عندما توقع مثل مجالس الأعمال أو مجالس الشراكات الاستراتيجية أو مجالس التنسيق العليا كالتي مع العراق مثلا فهذه كانت طمأنة للقيادات السياسية في المنطقة وكذلك شعوبها.
ثم انتقلنا للمسائل الاقليمية بناء على ما تم بناؤه في المستويات العربية لتكون هذه الدول العربية في علاقاتها غير مرتبطة بالأطراف الخارجية وأقصد الدول المجاورة للمنطقة العربية إيران وتركيا وغيرها فهذه كانت نقطة أساسية عملت عليها المملكة في المراحل الماضية بالإضافة إلى التواصل العربي الذي هدفت له المملكة مع جميع الأطراف العربية ومحاولة حل مثل هذه الصراعات والنزاعات بالطرق الثنائية إن كان هناك دبلوماسية ثنائية او بالطرق الجماعية العربية إن كان هناك أكثر من دولة عربية لحل تلك المسألة النقطة الرئيسة التي عملت عليها المملكة أنها تفادت تماما سياسة المحاور داخل الوطن العربي حرصاً على عدم تقسيمه بين الدول وهذه تعد من السياسات الرائعة جدا التي تبنتها المملكة حيث أرادت أن يكون العمل العربي عملا مشتركا بين جميع الدول العربية.
تصفير المشكلات من أجل بدء التنمية المستدامة
أ. نوال الجبر
وفي دائرة الحديث عن القمة العربية ال 32 ننتقل إلى الدكتور عبد الله العساف وتساؤلنا حول هل تلعب المملكة في القمة العربية دوراً فاعلاً في معادلة التوازنات الدولية استناداً على مكانتها وتأثيرها في المشهد الدولي والاقليمي؟
د. عبد الله العساف:
ربما أشار الدكتور إبراهيم النحاس في إجابته على السؤال الأول إلى أن السعودية أصبحت اليوم القائد الحقيقي للعالم العربي وبحكم ريادتها للعالمين العربي والاسلامي نجد السعودية دولة ذات وزن وثقل سياسي كبير وبشكل مختلف عما كانت عليه في السابق فهي ذات سياسة رشيقة وأكثر قدرة على التحرك وتحديد مكامن الخطر ومواجهته في السابق ربما كانت السياسة السعودية بطيئة وثقيلة وتتماشى مع ظروف ذلك العصر أما اليوم فأننا نعيش أزمات متلاحقة وكثيرة جداً والسعودية اليوم أحدى دول مجموعة العشرين والدولة العربية الوحيدة فيها إضافة إلى أن المملكة تمتلك قوة روحية تميزها عن باقي دول العالم وغير موجودة عند غيرها ربما العالم يقاسمنا القوة الاقتصادية والسياسية والموقع الاستراتيجي لكننا نتفرد عن العالم بوجود مكانين مقدسين يحظيان بأهمية كبيرة لدى المسلمين وغيرهم فالمكان المقدس يشعر الانسان دائما باحترام له لكن في هذه المرة بالفعل ألقت بثقلها في عدد من الملفات وعندها شعر العالم عموما والمتقدم خصوصا وتحديدا الولايات المتحدة بخطر جسيم فتم توجيه اللوم كثيرا لإدارة بايدن وللديموقراطيين في أنهم اتخذوا موقفاً سلبياً من المملكة ما جعل المملكة تتجه بثقلها إلى الصين وتكون المملكة الدولة الوازنة في أسواق النفط كما جعل من المملكة أن تحل أزماتها بعد أن كانت تعتمد في السابق على الولايات المتحدة وربما كانت هناك بعض التعليمات من واشنطن التي كانت تضر ولا تنفع وغير علاجية وتخوفنا كثيرا من التقارب تجاه إيران وغيرها إلا أن السعودية اتخذت قرارها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة التي كانت المملكة تتبادل معها الرؤى والآراء كشريك استراتيجي وهذا بفضل وجود قيادة سعودية صاحبة رأي شديد ونهج قوي تتمثل في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعد قائداً عصرياً فذاً في الشرق الاوسط وهو أحد القادة الذين يتوقع لهم مستقبلا مهماً جداً في قيادة العالم فهذه القيادة السعودية استطاعت ان تتحسن خطواتها وأن تضع موضع قدم لها.
وهنا أذكر بنقطتين مهمتين النقطة الأولى وهي قبل أن يأتي بايدن إلى جدة عقدت السعودية اجتماعا مصغرا للدول التسع 6+3 في جدة شبيه للاجتماع الذي عقد قبل أسبوعين للتمهيد لعودة سورية هذه الاجتماعات مهمة جدا لمنطقة الشرق الاوسط حتى لا نعيش مرحلة سايكس بيكو ونعيش على الهامش ويكون الأخرون أوصياء علينا فالسعودية برزت كقائد في هذه المنطقة حيث تحسست الخطوات ورسمت خطط المستقبل وأيدها في ذلك الأقاليم وبعض الدول غير الفاشلة - للأسف نعيش في عالم عربي أغلبه دول فاشلة نتيجة ما سمي بالربيع العربي أو نتيجة للمناكفات والاختلافات السياسية التي تعيشها بعض الدول في الشمال الأفريقي ضد المملكة.
لكن الدول المحيطة بنا ومنها تركيا تصطف خلف المملكة حتى إيران المملكة أصبحت تقول اليوم أن العلاقة مع المملكة مستمرة وأن السعودية دولة صديقة وليست خصما.
فالمملكة دولة بهذا الحجم مر عليها الكثير من الأزمات استطاعت أن تخرج ليس فقط سالمة بل كاسبة وأنا لا أتحدث عاطفياً عن المملكة بل كقارئ سياسي إلى حد كبير محايد أنا أرى أن السعودية اليوم إذا تحدثت اسمعت وان خطت اتبعت.
مداخلة أ. طلعت حافظ :
لعلي أضيف على ما ذكره د. عبدالله بأن المملكة تقود العالم وأعطي أمثلة على ذلك فالنزاع السوداني أن صح التعبير نجد أن أول من تدخل في تهدئة الوضع هي المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية هذا في الجانب العربي أما في الجانب العالمي فالنزاع ما بين روسيا واوكرانيا نجد تدخل المملكة بقوة وحلحلة بعض الامور لتهدئة الوضع وإطلاق الأسرى بمختلف جنسياتهم ومنهم من دول عظمى كأمريكا وغيرها ولو نظرنا على مستوى المنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي فنجد أكبر داعم هي المملكة وهي ليست دولة مقترضة طوال تاريخها بل هي تمتلك وحدات السحب الخاصة.
ولو نظرنا الى قضايا المناخ فان المملكة العربية السعودية سيدة الموقف فهي اعلى دولة في انتاج الطاقة البديلة ومن بين الدول المتقدمة في تقليل الانبعاثات الكربونية اذا المملكة تتصدر المشهد الدولي في العديد من القضايا اضافة الى انها تقود الامة العربية بما تقوم به من اعمال ولا ننسى تأثير المملكة في امتلاكها للقوة الناعمة المملكة بدأت تظهر جليا على المستوى الثقافي او الرياضي او الاعلامي فالقوة الناعمة قوة مؤثرة.
مداخلة د. عبد الله العساف
مجلة فورين بوليسي ذكرت قبل اسبوعين في مقال يتحدث الكاتب عن نشوة السعوديين التي أرجعها إلى المحيط الفاشل بالسعودية والذي أظهر السعودية وجعلها بارزة ولكن من خلال النقاط التي سار عليها كان يثبت رغما عنه أن السعودية دولة قوية وهذا سبب بروزها وليس لان محيطها فاشل ومما ذكره أنه في أحد الاستطلاعات هناك 13 دولة إسلامية تميز المملكة على أنها الرقم واحد على جميع الدول وأن المملكة تمتلك قائداً رشيداً في حين أن كاتب المقال كان يريد التعرض إلى السلبيات لكن ربما كان لديه نوع من أمانة القلم ليقوده رغما عنه في النهاية إلى تعظيم المملكة العربية السعودية.
مداخلة أ. طلعت حافظ
أثبتت جائحة كورونا للعالم بأن المملكة قائدة للعالم من غير شك في ذلك حيث وصلت الى الهند والصين وكل مكان ظهرت فيه هذه الجائحة ويكفينا أننا حين نشاهد المقاطع على يوتيوب نجد الأجانب ومنهم سفراء لدولهم لم يغادروا المملكة لأنهم يرون سياسة المملكة في التعامل مع الجائحة ومدى نجاحها في ذلك حتى أن بعضهم تمنى أن يكون سعوديا.
أ. خالد الربيش
لدي تساؤلان الأول: كيف يمكن للقمة أن تتجاوز الخلافات العربية - العربية والوصول إلى الأهداف التي ترجوها المملكة من خلال رئاستها للقمة؟ أما الثاني: ما القواسم المشتركة بين الدول العربية من الناحية الاقتصادية التي يمكن أن يبنى عليها أسواق اقتصادية مشتركة بين الدول العربية؟
الأمنان الغذائي والمائي يشكلان تحدياً عربياً
د. إبراهيم النحاس :
فيما يتعلق بإمكانية تجاوز الخلافات بين الدول العربية أعتقد أن المملكة عملت باحترافية عالية وبحكمة القيادة على حل الكثير من تلك الخلافات من خلال الجلسات الثنائية التي انعقدت قبل الدعوة للقمة بين المملكة والدول الأخرى وهذه الدبلوماسية لم تكن ظاهرة في وسائل الاعلام بل كانت خلف الأبواب المغلقة وعبر مندوبين رسميين تبعثهم المملكة وكذلك استقبال مندوبين رسميين من الدول الأخرى و حل الخلافات يقوم على المصالح المشتركة وتعظيم المنافع العربية والأمن القومي العربي والتي كانت مهمة جداً ورئيسة في حلحلة الكثير من الخلافات ، يضاف إلى ذلك ما وضعته المملكة من عيار مهم عن أهمية تحقيق النجاحات في تلك الدول العربية ، وكأنها وضعت سياسة مفادها إن كنتم تتطلعون إلى حل المشكلات السياسية والاقتصادية ومعالجة المسائل الداخلية فيما تتعلق بالبطالة وغيرها، فإمكانية عمل ذلك موضوعة على الطاولة بحل الخلافات والتفاهم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، وبالتالي سوف تبنى سياسات ما يقال عليها تاريخيا (التضامن العربي أو التكامل العربي) وفقاً للمصالح المشتركة.
المملكة تعاملت بحكمة لتجاوز الخلافات العربية - العربية
وعن إمكانية الخروج بهذه التطلعات في نتائج القمة فأعتقد أن السياسة التي تبنتها الملكة والحكمة الراشدة من قيادتها جعلت من المنطقة وكأنها تظهر أمام المجتمع الدولي ككتلة سياسية منفصلة عن الانتماء للشرق أو الغرب، وكأننا في مجموعة عدم الانحياز في مراحل ماضية ، وقد بني على السياسة التي تنتهجها المملكة في ذلك وعبر عنها سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر وبقوة القرار السعودي وقوة تنفيذه على جميع المستويات الدولية ومنها مجالات الطاقة على سبيل المثال الذي أثبت أن المملكة قادرة على قيادة الإقليم والتعبير عن السياسات العليا للدول الأخرى، وكأنها فتحت مجال الإمكانية قولهم لا عند إرادتهم لذلك ولكن يجب أن يبنى ذلك على اقتصاد قوي واستقرار سياسي قوي ونظام اجتماعي قوي والذي تتمتع به المملكة. وأعتقد أن هذا الأمر أوصل رسالة مهمة للدول الإقليمية ومنهم إيران وتركيا وحتى الدول العربية التي ارتأت لا أنها قادرة على أن تكون فاعلة في المجتمع الدولي والمملكة كانت نموذجا لذلك.
د. عبد الله العساف... في الإجابة عن السؤال الثاني
لا أكون متشائما إذا قلت أن الشعوب العربية كانت تنظر إلى القمم السابقة على إنها قمم بروتوكولية أما اليوم فأعتقد أن روح التفاؤل سادت بشكل كبير لدى الشعوب العربية وهذا الكلام ليس مبنيا على العاطفة باعتبار ان بلادي هي من تستضيف القمة لكنني تتبعت الى حد كبير بعض المنصفين من كتاب أو من جماهير كانت لهم تطلعات جيدة تجاه هذ القمة خصوصا أنها أتت ورياح التصالح قد هبت على المنطقة قد تكون الأزمة السودانية هي من عكرت صفوها لكن الأمور والحمد لله تسير إلى الأفضل والمخرجات التي نتوقعها تكون إن شاء الله ملبية للطموحات والتطلعات.
أ. طلعت حافظ
أعتقد أن الفرص عديدة لا تعد ولا تحصى فمن جهة الأمن الغذائي والمائي فإن السودان سلة الغذاء العربي يقال إن هناك 200 مليون هكتار في السودان لم تستغل في الزراعة رغم وفرة المياه فالأمن الغذائي والمائي متوفر في السودان ويمكن أن يشكل قوة للمنطقة العربية.
وأعتقد أيضا لو أن العرب اجتمعوا وتركوا المناكفات جانبا سيكونون قوة ثالثة على المستوى العالمية في الجوانب الاقتصادي والعسكرية إلى جانب امريكا والصين حيث أن المملكة تتجه نحو صناعة هياكل الطائرات وأول سيارة من إنتاج سعودي ستكون العام المقبل وأول سيارة لوسيد ستكون في عام 2027 كما أن الصناعات العسكرية تنمو وتتطور من 2٪ الى 13،7٪ خلال السنوات القليلة القادمة إضافة إلى بقية الدول العربية التي أعتقد أنها تتكامل فيما بينها ليس على مستوى سوق عربية موحدة أو منطقة حرة موحدة فقط بل أيضا على مستوى التسليح والغذاء لذا فأعداء المنطقة العربية لا يريدون لها هذا الاجتماع والقوة ويعملون على مبدأ (فرق تسد).
أما اليوم فإن الوضع مختلف بقيادة المملكة وتوجهاتها في أن يعود البيت العربي قوياً صلباً.
بناء مشروعات حقيقية.. سياسية.. اقتصادية وأمنية
إضافة د. عبدالله العساف ...
أعتقد أن قاطرة الاقتصاد تجر عجلة قاطرة السياسة وتوجهها فلو توصلنا الى مشروع عربي مشترك يربط العالم العربي ويستثمر جميع الامكانيات النسبية لكل دولة فان كل دول ستصبح حريصة على امن واستقرا الدولة الاخرى حرصا على مصالحها.
أ. نوال الجبر
ننتقل إلى الاستاذ سلمان الانصاري نود أن نتحدث أكثر عن الموضوعات الحساسة التي ربما ستطرح في القمة العربية وتتعلق بالأمن الاقليمي أو التركيز على المستقبل والتعاون لاسيما في المجالات التنموية والاقتصادية؟
أ. سلمان الأنصاري:
فيما يتعلق بالقمة العربية أعتقد بما أن العرب يمثلون كتلة ربما بإمكاننا ربطها بالتجربة الاوروبية خلال السنوات الماضي أذكر في السنة الماضية قبل عدة أشهر من الأزمة الاوكرانية الروسية كان في أحد المجالس والمراكز الاوروبية في برلين عبارة مهمة جداً لديهم وهي السيادة الاستراتيجية واللافت في تلك الكتيبات التي توزع في نهاية الاجتماع أنها تذكر ثلاث دول كدول مهددة للسيادة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي على رأسها تأتي كما يخطر على البال روسيا أو الصين ولكن على رأسها كانت الولايات المتحدة وكانوا يأتون بالاتفاق النووي كمثال على ذلك حيث أنهم أجبروا على الانسحاب من الاتفاق مع إيران وايقاف التعاملات معها على أنهم حاولوا تنشيط خط مواز للاتفاق لكي يحيوه لكنهم فشلوا في ذلك لقوة إرادة الولايات المتحدة في ذلك الشأن ، وهذا المثال يوضح أهمية السيادة الاستراتيجية لدى الاتحاد الأوروبي ، لذا عندما حصلت الأزمة الأوكرانية الروسية أدى إلى الاقتناع بأن الناتو هو الضامن الأمني الحقيقي، والناتو يعني الولايات المتحدة والآن بعد إرهاصات الأزمة وطولها وحادثة نورد ستريم واستغلال الولايات المتحدة لأسعار الغاز المرسل لأوروبا، بدأ الاتحاد الأوروبي بالاستيقاظ من الصدمة التي حصلت أثناء العمل بما يتعلق بالملف الروسي ، فعادت أوروبا تفكر بالسيادة الاستراتيجية ولربط هذا الأمر بالقمة العربية ، فأعتقد أنه يمكننا رؤية أهدافها الاستراتيجية من خلال الأهداف الاستراتيجية للقمة العربية الأمريكية السابقة التي ذكر فيها وزير الخارجية سمو الأمير فيصل بن فرحان بتصريح في المؤتمر الصحفي بنهاية القمة أنه أرجعنا الثقة للدول العربية أن تعمل على مصالحها وليس بأن تكون جزءا من قطب شرقي أو غربي لذا أعتقد أن القمة ستركز بشكل كبير على موضوع السيادة الاستراتيجية العربية وستعمل عليها الدول العربية وبقيادة المملكة لتصل إلى مرحلة لا تتجه فيها شرقا ولا غربا بل نتجه إلى أنفسنا ونلتفت لمصالحنا وأعتقد أن للمملكة من خلال منظمة التعاون الإسلامي دور كبير في التركيز على حوكمة الدول في سبيل مكافحة الفساد وما إلى ذلك وهذه خطوة كبيرة تمت تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي.
لذا أعتقد أن المظلة العربية سيكون لها أعمال كبيرة لأن الموضوع ليس أمنياً أو اقتصادياً فحسب بل حكومة والمملكة حريصة على أن تكون كل الدول العربية لديها اقتصاد شفاف وتحارب الفساد فالمسؤولية التي تتحملها المملكة ومسؤولوها كبيرة جدا.
الشعوب العربية متفائلة بنتائج قمة جدة
إضافة د. علي العنزي :
أعتقد أن ما يميز المملكة هو ثبات سياستها تجاه القضايا فما دخلت المملكة في قضية إلا وكسبتها أو تمسكت بالثوابت وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية فالقضية الفلسطينية ركيزة من ركائز سياسة المملكة الخارجية وهي الدولة التي لم تغير موقفها تجاهها فعندما تسمع الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أهمية موقف المملكة تجاه هذه القضية تشعر أن المملكة بأنها الركن الأساسي ليس في القضية الفلسطينية فقط بل في الصراع العربي الإسرائيلي فبعد نكسة 1967م انبرت المملكة لتقف مع الدول العربية وكسبوا وعلى أن كثيرا من الدول قد طبعت العلاقات مع اسرائيل إلا أن المملكة لم تطبع وكذلك في حرب 1973 كسب العرب من خلال موقف الملك فيصل المعروف بها والحرب الأهلية في لبنان انخرطت المملكة وتعاونت مع سورية وأنهت الحرب ووقع اتفاق الطائف وفي احتلال الكويت جمعت المملكة العالم ليتم تحرير الكويت واليوم نجد الدبلوماسية السعودية نشطة فلو لاحظنا سمو الأمير فيصل خلال السنة الاخيرة لم يركن ولم يهدأ وكان متنقلا من دولة إلى أخرى وهذا الجهد هو الذي قاد إلى المشروع العربي الذي نتطلع إلى تحقيق النتائج المرجوة من هذه القمة الاستثنائية فالمملكة لن تكون مجاملة لأشقائها العرب بل ستضع يدها على الجرح وتكون صريحة مع الاشقاء العرب وفي الوقت نفسه ستكون داعمة لأنها تنظر إلى الاقليم ككل فإن كان هناك خلل في أحدى الدول فلن يستطيع الإقليم النهوض والتطور.
كما أود الإشارة إلى أخلاقيات السياسة السعودية والتي ظهرت في جائحة كورونا وكذلك في عمليات الإجلاء من السودان وتحديداً في رمزية صورة المجندة بينما عندما تم إجلاء الرعايا من اوكرانيا فإن الاوكرانيين منع الطلاب الأفارقة من الصعود إلى القطار الذي يغادر كييف إنما السعودية لم تفرق بين مواطن ومقيم لا في اللقاح اثناء جائحة كورونا ولا في إجلاء الرعايا.
أ. هاني وفا
إن القمة العربية ستعقد تحت مظلة الجامعة العربية ونرى أن جامعة الدول العربية متخلفة عن العمل العربي في كثير من الجوانب ألا ترون أنه حان الوقت لإعادة هيكلة الجامعة العربية لتواكب المرحلة المستقبلية؟
د. علي العنزي
سؤال في غاية الأهمية أعتقد أن الدور السعودي الحالي سيبث الدماء في الجامعة العربية كما كانت ونحن نطمح لأكثر من ذلك.
لدينا منظومة التعاون الخليجي وهي منظومة ناجحة وأعتقد أن المملكة عندما نظرت للم الشمل العربي وبدأت باجتماع جدة ومن ثم اجتماع عمان ومن ثم اجتماع القاهرة وصدور القرار بعودة سورية فباعتقادي أنا أمام مرحلة ستتبعها مراحل ومنها إعادة هيكلة الجامعة العربية التي ستكون أحدى الأولويات فمثلا التصويت في الجامعة يكون بالإجماع ربما يكون في مرحلة من المراحل بالأغلبية وحتى الليلة اختيار الأمين العام سيتغير أي سيعاد بث الروح في الجامعة العربية بحيث توائم وتواكب المرحلة المقبلة ففي الحقيقة أن الجامعة العربية مؤخراً باتت هيكلا ًخشبياً لذا أرى أنه يمكن أن نجد في هذه القمة إعادة لهيكلة الجامعة العربية وبث الروح فيها ليعود العمل العربي المشترك واتفاقية الدفاع العربي المشترك بما يتواءم ويتلاءم مع المرحلة الحالية وهي التعددية القطبية وإعادة التموضع على المستويين الدولي والإقليمي وهذا أمر مهم فالأزمات والحروب تعد كزلزال له ارتدادات لابد من التعامل معها وفق هيكلة جديدة للجامعة العربية.
الاقتصاد العربي قادر على النمو والتأثير عالمياً
مداخلة أ. جمال القحطاني...
الجميع يلحظ النهج السياسي والدبلوماسي السعودي الجديد نحو تصفير المشكلات في المنطقة والعمل على حلحلة الأزمات المزمنة فيها بهدف الطموح والوصول إلى استقلال القرار العربي وأولوية المصالح العربية طبعا تحد مثل هذا لن يمر بسهولة فحتماً سيكون هناك ردود فعل وسيكون هناك تحديات على الصعيدين الإقليمي والعالمي حبذا لو نشير إلى هذه التحديات.
د. علي العنزي
بلا شك نحن سمعنا بالتحديات والتحذيرات التي صدرت بعد نشاط المملكة على المستويين الإقليمي والدولي وقد سمعنا ورأينا ردود الأفعال حين عادت العلاقات بين المملكة وإيران التي كانت متفاجئة وغير متوفقة حيث لم تكن هذه العودة في العلاقات مرضية لهم إن المملكة اليوم مختلفة عما كانت عليه في السابق فعندما تفاوضت الولايات المتحدة مع إيران لم تستشر المملكة في ذلك وحتى لم تطلعها على المفاوضات التي كانت سرية وعندما عقدت القمة الصينية الخليجية السعودية العربية كانت هناك ردود أفعال من الجانب الغربي متناقضة ومن ذلك التناقض أن الغرب لا يريد منك إقامة علاقات مع الصين وفي الوقت نفسه يعد الغرب أكبر شريك للصين.
أما المملكة فإنها أقامت علاقات متنوعة مع جميع الدول وفق مصالحها دون أن يؤثر ذلك على علاقات المملكة بالغرب فكانت علاقات المملكة بالدول مبنية على أسس الند للند مراعية في ذلك مصالحها وسيادتها وقرارها السيادي وقوة المملكة اليوم هي قوة سياسية سيادية فقراراتها تصدر وفق ما تفتضيه مصالحها دون استشارة من الأخرين.
أ. نوال الجبر
أ. طلعت نود أن نستفسر عن استحضار أجندة القمة العربية لتحولات الطاقة من أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والتغير المناخي بين الدول العربية للحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية؟
أ. طلعت حافظ:
بعض الدول الغربية لا تريد لهذه المنطقة أن تنطلق اقتصاديا وبالتالي ستبدأ في الاستغناء عن بعض الصادرات خاصة فيما يخص جانب التسليح.
ونشعر بالفخر أننا سنصل لمرحلة جيدة في التصنيع الحربي مما يمنح قوة للدولة في الصناعة العسكرية تمكنها في الاستغناء الجزئي عن الاعتماد على الآخرين مستقبلا.
أما الاقتصاد العربي فإنه نما بنسبة 22٪ ولو أستمر في النمو على هذا النحو سيحتل مرتبة متقدمة ومنافسة وهذا وارد وليس مستحيلا وهذا الاستقرار الاقتصادي في المنطقة سيكون مزعجا للغرب أما بالنسبة لأمن الطاقة فالمملكة تعد اليوم قائداً في أمن الطاقة المتجددة أو البديلة فهي تحتل مرتبة متقدمة عالمياً فيما يتعلق بإنتاج وسرعة انتاج الطاقة البديلة أو المتجددة ومن الدول المتقدمة على مستوى العالم في تقليل الانبعاثات الكربونية ولا ننسى أنه في قمة كوب 27 التي انعقدت في شرم الشيخ دعمت بأكثر من ملياري دولار مبادرة الشرق الاوسط الأخضر إلى جانب مبادرة السعودية الخضراء وغرس 15 مليارات شجرة و50 مليارا على مستوى المنطقة العربية ولو أتينا على ذكر الحياد الكربوني فإن المملكة وعدت بأنها ستصل إلى حياد كربوني في 2060 بحدود 278 طنا من تقليل الانبعاثات من الاقتصاد الدائري للكربون كل هذه الطموحات لا يمكن للمملكة تحقيقها في ظل وجود قلاقل في المنطقة لذا فإن المملكة تتدخل بقوة لحل الخلافات ونعم ستقود المملكة ملف الطاقة والعديد من الملفات الأخرى ومنها الأمن الغذائي والأمن المائي والبحث والتطوير.
لم الشمل وتصفير الأزمات إيجابيان للاستقرار والتنمية
أ. نوال الجبر
أ. سمية المحمود نود أن تحدثينا عن انعقاد القمة العربية والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات العربية والذي يعكس نوعا من التضامن العربي على أثر طبيعة الأوضاع الدولية الراهنة هل القمة ستعمل على تعزيز مسيرة التعاون وتحقق تطلعات المملكة في إعادة التوازن للمنطقة؟
أ. سمية المحمود:
بالتأكيد لم الشمل وتصغير الازمات ينعكس بأثار إيجابية جيدة بالنسبة للمنطقة العربية وصياغة رؤية جديدة تساهم في رؤية جديدة للشعوب العربية وبلورة آلية عمل مشترك في ظل هذه التحديات سواء الإقليمية أو الدولية.
أن الجانب السياسي دائما مرتبط بالجانب الاقتصادي بدعمه واستمرار النتيجة الاقتصادية في هذه الدول في حين القيام بتصغير المشكلات والانتهاء منها ستكون نتيجة لذلك هناك تنمية اقتصادية إلى جانب القضاء على مشكلات الفقر والبطالة والارهاب بالإضافة إلى تهريب المخدرات التي تعد خطرا منتشرا في هذه الدول التي تعاني من الصراعات والأزمات كما أؤكد أن الأزمة الاوكرانية تلقي بظلالها على المنطقة وأدت إلى تنبؤ بحصول أزمة غذاء عالمية والتي بالتالي ستلقي بظلالها على العالم.
وبالنسبة لعودة القرارات الجيدة بعد تصفير الازمات والمشكلات وصياغة رؤية جديدة فان ذلك يساعد على تقوية واعادة العلقات وبلورة الياتها.
أ. نوال الجبر
د. علي العنزي سبق مرحلة انعقاد القمة العربية بروز احداث ومستجدات على الساحة السياسية منها عودة سورية الى البيت العربي وسط متغيرات في ظل الاتفاق السعودي الايراني فهل ستكون القمة ايذانا بدخول العلاقات مرحلة جديدة أكثر تطورا وتدفع باتجاه بناء مجتمع عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد.
د. علي العنزي :
بالطبع نأمل ونطمح أن تكون عودة العلاقات والتعاون العربي نقلة جديدة في العلاقات فيما بين الدول العربية من خلال هذه القمة ولكن أمام هذا الطموح تحديات منها ما الذي يريده الطرف الاخر كدعم اقتصادي مثلا؟ فسورية مثلا عليها قانون قيصر فكيف لنا تجاوز هذا القانون؟ أعتقد أنه توجد تحديات تواجه العلاقات البينية العربية خاصة الدول التي عصفت بها أزمات كارثية سواء على مستوى الاقتصاد أو السياسة أو الإنسان أو السيادة ولكن في تصوري بالإرادة والعزم ومن خلال الاجتماع ربما من الممكن بين وزراء المالية أن يناقشون ضمنه كيفية إنشاء نشاط اقتصادي شبيه بالاتحاد الاوروبي وهذا أمر مطلوب لأن العالم اليوم لا يحترم إلا التكتلات فلابد من وجود تكتل عربي عبر الاقتصاد حتى لو كانت هناك مناكفات سياسية فيما بين الدول وهنا نجد المملكة قادرة على قيادة هكذا تكتل اقتصادي لكن هناك صعوبات في هذه الظروف تصعب من تحقيق هذا الطموح ولو نظرنا إلى الخريطة قبل أن تهب رياح الانفتاح في المملكة لوجدنا أن القوى التي لا تريد خيراً بالمملكة قامت بزعزعة المنطقة في اليمن والبحرين والعراق ومصر حتى لا تمكن للمملكة قيادة هذه المنطقة حال استقرارها لكن المملكة تمكنت من فك هذا الطوق من الاضطرابات التي زرعت حولها لهذا تحلت تلك القوى الى حالة الدفاع وليس الهجوم.
واعتقد أن من التحديات الموجودة كيفية تجاوز بعض القرارات الدولية المفروضة على بعض الدول في المنطقة وأنا اعتقد أننا قادرون على تجاوزها.
تحديات تواجه العلاقات البينية العربية
مداخلة أ. سلمان الأنصاري....
اتفق معك د. علي العنزي فيما قلته ولكن فيما يتعلق بقانون قيصر أعتقد أنه ليس عاملا من المعوقات بقدر ما هو مساعد لنا لأن قانون قيصر من خلال البنود التي تم وضعها من خلال الكونغرس لرفع هذا القانون فيه متطلبات متطابقة تماما مع المتطلبات السعودية والتي هي إصلاح سياسي من نوع ما من غير توضيح لطبيعة هذا الاصلاح هل كونه يعني تغييرا كاملا النظام مثلا وايضا إخراج الميليشيات الإيرانية بشكل عام وكذلك الأطراف الخارجية بالإضافة إلى عودة اللاجئين لذا على العكس يجب أن لا ننظر إلى قانون قيصر بشكل سلبي بقدر ما ننظر إليه بإيجابية لأنك لا تريد أن تطبع علاقاتك مع سورية تطبيعا كاملا بدون شيء مقابل ذلك.
أما فيما يتعلق بالتطويق اختلف مع د. علي في هذه النقطة فالمؤامرات من حيث أنها جزئية موجودة أما المؤامرات الكلية فهي غير موجودة اعتقد أن الإشكالية في منطقتنا ليست من قبل التدخلات الخارجية فالتدخلات الخارجية جاهزة للتدخل في حال كان هناك ارض خصبة لها لذا علينا ان نعمل من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الخليجي على تخفيف منابع هذه الفرص التي من خلالها يتدخل في شؤونا الاخرون لهذا يجب ان لا نربط مشكلاتنا دائما بالأطراف الخارجية بل لابد من تنظيف الداخل العربي من خلال مكافحة الفساد حتى نتمكن من تطبيق حوكمة كاملة في الدول العربية ولا يكون هناك مجال لتدخل الاطراف الخارجية.
أ. هاني وفا مداخلة
إلا تعتقد سلمان الإنصاري أن ما ذكرته فيه مثالية فالوضع العربي نعرفه سنين طويلة والمحاولات للم الشمل العربي متعددة ولم نصل إلى شيء لماذا الآن نستطيع أن نلم الشمل العربي المختلف الذي كل منه له مصالحه ورغباته لماذا نتوقع ان هذه المرحلة جديرة ان تكون الدول العربية فيها متصافة وتبحث عن مصالحها؟
أ. سلمان الأنصاري
يقول المثل فاقد الشيء لا يعطيه ولأكون صريحا كنا نفتقد إلى وجود نموذج إلا أننا أمام المملكة كنموذج التي تخوض حرب أستطيع تسميتها حرب النماذج لتخلق من نفسها نموذجا للأخرين ونموذجها مؤثر سواء على الشوب او القيادات في المنطقة المحيطة بنا او في شمال افريقيا وكذلك في العالم الاسلامي ككل.
اعتقد انه لدينا الشيء الذي يمكننا ان نوفره للأخرين وبإمكانهم طرق ابواب السعودية للتعلم من النموذج السعودي الذي خلال سبع سنوات انتقل بالمملكة من مرتبة 70 لمؤشر التنافسية الرقمية الى المرتبة الاولى في مجموعة العشرين شيء مرعب.
فحرب النماذج التي تقوم بها المملكة العربية السعودية هي التي ستوفر لنا الارضية الخصبة لكي نركز على موضوعات التنمية في الدول العربية فليس علينا التركيز على البيانات الختامية في العلاقات العربية بل علينا التركيز على المشروعات التنموية داخل هذه البلدان لأنها بها ستنهض الدول وسنصل لإيجاد صيغة اقتصادية مقاربة لما يوجد لدى الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتجارة المتبادلة والضرائب ونحوها انا متفاءل نعم لكن في النهاية لا يمكن مساعدة الدول التي لا تريد مساعدة نفسها بمحاربة الفساد والبطالة بسبب فقدان الارادة والنظام السياسي بسبب فقدان الارادة والنظام السياسي المستقر لكن بإمكاننا ان تخلق النموذج الذي خلقناه لأنفسنا ونصدره بطريقة او بأخرى والجميع يرى كيف ان دولا كانت حليفة لإيران اصبحت تنظر الى نموذجين احدهما تنموي واخر تدميري في السابق كنا لا نملك نموذجا تنمويا بالإمكان العمل عليه بشكل اساسي بل كانت عبارة عن خطة خمسية تحقق نجاحات على مستوى ضيق اما الان فان نجاحاتنا باتت نجاحات عالمية واصبحت الدول الاخرى ومن ضمنها سنغافورة ترسل الوفود الى المملكة لدراسة بعض الامور والتجارب والدراسات المفتاحية الموجودة لدينا فهذا امر يلفت الانتباه لم يكن احد بقادر ان يتخيله ونحن الان قادمون الى اكثر من 10 تريليونات دولار سيتم ضخها في الاقتصادي السعودي فعناصر الجذب لدى المملكة ومشروعها التنموي والنموذج الذي تخلقه سيجعل ابوابنا تطرق من قبل الاخرين وانا متفائل وان كان تفاؤلاً غير كلي.
د. علي العنزي ... تعليق
انا اتفق مع الاستاذ سلمان واضيف بالنسبة لسؤال الاستاذ هاني بأنهم هم الذين بحاجة إليك فينظرون إليك باعتبارك المنقذ وهذا ما لمسته من خلال اللقاء بوسائل اعلامهم من خلال إشادات المسؤولين لديهم بجهود المملكة مشروعاتها.
أ. طلعت حافظ... تعليق
النقطة الأولى. إن الوطن العربي غارق في التشتت والتشرذم والمخدرات واللاجئين ونسب البطالة المرتفعة.
النقطة الثانية: ان المملكة العربية السعودية برؤيتها الطموحة نبهت العالم الى تجربتها التي بوأتها المراتب الاولى، ومنها تمكين المرأة مثلا فبعد ان كنا نعاني من قيادة المرأة للسيارة باتت الان رائدة للفضاء فرؤية المملكة شجعت الدول على وضع رؤاها ايضا لذا يحق لنا القول ان المملكة العربية السعودية تقود الوطن العربي الى بر الامان بل الى التطور والحداثة.
أ. نوال الجبر
أ. طلعت تمضي المملكة قدما في تغليب مصلحتها ومصلحة المجتمعات العربية مع احترام سيادتها وقرارتها لكن بما أن المملكة قائدة القرار نراها اليوم قائدة الإنسانية أيضا ماذا عن مبادرة الشرق الأوسط التي عقدت في شرم الشيخ برئاسة المملكة ومصر في نوفبر 2022م وإعلان ولي العهد عن تبرع المملكة بمبلغ مليارين ونصف المليار دولار دعما لمشروعات المبادرة في إطار أهمية تنسيق الجهود المشتركة والتزام الدول الاعضاء بجهود الاستدامة الدولية لتحقيق الاهداف المرجوة من المبادرة هل ستأتي بوادر لذلك في اجتماع القمة العربية المقبلة؟
أ. طلعت حافظ
المملكة مركز حكمة القرار الدولي والدليل انه عندما بدأ النزاع السوداني جاءت امريكا الى السعودية تطلب دعمها وكذلك في موضوعات الطاقة وغيرها فالمملكة رأس الحربة ان صح التعبير لحلحلة القضايا والسياسة ليس عربيا او اقليميا بل حتى على المستوى الدولي فهي مركز الحكمة اما في الجانب الانساني فنجد مركز الملك سلمان قد قدم أكثر من 6 مليارات دولار لمشروعات انمائية وتعليمية وصحية وكذلك نجد الصندوق السعودي للتنمية قد قدم أكثر من 70 مليارا منذ انشائه عام 1976م.
ولو تحدثنا عن مبادرة الشرق الاوسط فأننا نجد ان خير المملكة يخص ويعم ايضا فالمملكة لا يمكن ان تنمو بوتيرة مستقرة وهادئة في ظل وجود مشكلات وقلائل في المنطقة نعم قد لا تصيب المملكة الا انها قد تعكر صفو الجو المناسب المناخي منذ مؤتمر باريسي وجميع المؤتمرات التي انعقدت لم يتمكن احد من تحريك المياه الراكدة فيها سوى المملكة قوة وفعلا حيث اطلقت مبادرة الشرق الاوسط والذي يهدف الى غرس 50 مليار شجرة بالإضافة الى دعم المشروع بأكثر من ملياري دولار علما ان 95٪ من سكان الارض يعانون من مشكلات بيئية لذا هذا الجهد من المملكة يعد جهدا انسانيا كبيرا ليس فقط على مستوى الامن الغذائي بل على مستوى البيئة والحفاظ عليها وتحسينها.
أ. نوال الجبر
د. عبدالله العساف أود معرفة توقعاتك للخطوات والمخرجات التي ستأتي بعد ختام القمة العربية بناء على خلفية المشهد السياسي والاقليمي الحالي.
د. عبد الله العساف
المخرجات في تقديري الديباجة الختامية التي ستصاغ ربما لن تختلف كثيرا عن البنود التي أعتدنا دائما على سماعها لكن في هذه المرة سيختلف أمران مهمان.
الأول أعتقد أنها ستصاغ بطريقة فيها الحزم والشدة في كلماتها وأكثر وضوحا فالمصارحة قبل المصالح وهذا امر في غاية الاهمية وربما يضاف لها بعض البنود المهمة والجديدة التي نسمع لها لأول مرة إضافة إلى وضع القادة العرب أمام مسؤولياتهم والتحديات العالمية التي تحيط بالمنطقة والتي هي بدورها كما العالم أمام مخاض ولادة نظام عالمي جديد فيجب ان تكون لها رؤيتها والا تدع العالم يخطط لها مستقبلها.
وأخيرا ربما تنشأ لجنة أكثر فعالية في الجامعة العربية لمتابعة بناء مشروعات حقيقية اقتصادية امنية سياسية.
ضيوف الندوة
د. إبراهيم النحاس
د. عبدالله العساف
طلعت حافظ
د. علي العنزي
سلمان الأنصاري
سمية المحمود
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
جمال القحطاني
نوال الجبر
عبدالله الحسني
سليمان العساف
ناصر العماش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.