أصل الإسلام للانتماء الوطني عن طريق فرض القتال من أجل الوطن، والدفاع عنه ضد المعتدين. قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا" (البقرة: 285). فالوطن هو الحياة، والدفاع عنه هو دفاع الإنسان عن حياته، وتتعزز هذه الحقيقة عندما نتكلم عن المملكة العربية السعودية مهد الإسلام، وقلبه النابض، ومن حمل قادتها على مر تاريخهم مهمة الدفاع عنه سواء ضد أعدائه، أو ضد من يريدون اختطافه لتحقيق مكاسبهم الشخصية كالجماعات الإرهابية والمتطرفة، ومن هنا يكون الدفاع عن المملكة العربية السعودية هو دفاع عن الإسلام، والعكس صحيح. لقد أمر الإسلام بالدفاع عن الوطن، فالرباط في الثغور يعتبر من الجهاد في سبيل الله، والثغور اليوم هي الحدود الوطنية للدول، يقول جل من قائل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (آل عمران:200). ويقول النبي صلى اله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان". وفي الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها"، ومن المعروف أن الجهاد اليوم لا يتم إلا بولي أمر الدولة وحاكمها، وهو في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وبالتالي يكون الدفاع عن وطنك المملكة العربية السعودية، والجاهزية للخدمة العسكرية عند طلب ولي الأمر مما دعا إليه الإسلام، يقول عبدالله الفيصل: أفديك ياوطني إذا عز الفدا بأعز ما جادت به نعم الحياة كل الوجود وما احتواه إلى الفنا إلا هواك يظل مرفوعاً لواه ويقول علي الدميني: ولي وطن قاسمته فتنة الهوى ونافحت عن بطحائه من يقاتله إذا ماسقاني الغيث رطبا من الحيا تنفس صبح الخيل وانهل وابله وإن مسني قهر تلمست بابه فتورق في قلبي بروقا قبائله ويجب ألا يقتصر الدفاع عن الوطن على الدفاع العسكري، بل إن من الواجب في حماية الوطن مناهضة كل فكر مغشوش من الأفكار المتطرفة والإرهابية، وكل شائعة مغرضة للنيل من الوطن وقيادته وشعبه، وكل محاولة استقطاب لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة، ويدخل في نطاق الدفاع عن الوطن المحافظة على أسراره الداخلية وعدم التعامل مع أعدائه.