قبل أن تنطلق معركة سايتاما، ظن الجمهور الهلالي بأنهم يملكون الأسلحة، ولكن لم يعتقد أحدهم بأنها ستكون غير مذخّرة، هذا ما حصل في موقعة يوم السبت. بدأت المباراة وكان الهلال مُطالبا بتسجيل هدف واحد على الأقل حتى يتسّنى له إعادة مُجريات المباراة وتصحيح أخطاء الإياب، ولكن للأسف فشل الهلال فشلاً مُعيباً في تحقيق ما يشفع له أمام كيانه وجمهوره. عدّة أسباب كان لها دور في الخسارة ولكن جميعها لم تكن ذات تبرير بل كانت تُدين كل لاعب لم يستشعر حجم الشعار الذي يرتديه، ولم أستطع أن أبدأ بالأسباب من دون أن أضع محمد كنو على رأس الهرم، فهو من خذل زملاءه قبل محبّيه لم يحترم ما فعلُه الهلال من أجلِه، يُبدع في دوره على منصة السناب فقط، ويهمل في كل مرة تطأ قدمه الملعب، كرة القدم ليست باليه، إن لم تلعبها بقتالية وروح دعها فهناك من هو أهل لها. والكلام لا يختلف كثيراً عن النجم الأول في الهلال سالم الدوسري، اللاعب الذي غاب عن الإياب بسبب تصرّف استهتاري لا يحدث من لاعب لديه خبرة وشارك في محافل مهمّة، يعلم جيّداً بأن الفريق يفتقر للدكة ويعلم بأنها مباراة نهائية وأن هُناك مأزق في المفاضلة ما بين الأجانب ومع ذلك تخلّى عن الفريق بسلوك حواري. وأخيراً من يتحمل كامل المسؤولية هو رامون دياز أو البيغ رامون كما يُحب أن يُدعى، اللاعب رقم 12 لأوراوا والذي ساهم بتتويجهم كأبطال للقارة، في الدرة ووسط 60 ألف مشجع هلالي تخلّى عن أهم عنصر وهو كاريلو، اللاعب ذو المهام المتعددة والصانع الوحيد في وسط الملعب وأشرك بدلاً منه موسى ماريغا، وفي مباراة الإياب كرر الخطأ بعدم استدعائه للمحارب كويلار الكولمبي القادر على ربط خط الدفاع بالهجوم والمميز بافتكاكه للمرتدات، لعِب بمحور لم يشارك سوى دقائق معدودة في موسم كامل وآخر عديم الفائدة. عزائي الوحيد للجمهور الأزرق في عدم تحقيقهم اللقب من أمام خصم إمكانياته أقل بكثير من الهلال وضياع المشاركة في كأس العالم للأندية من على أرض المملكة. العمل الآن لا بد بأن يكون إدارياً بحتاً بمناقشة ما حصل وإصدار عقوبات داخلية على كل من تهاون وتسبب في الظهور بهذا المستوى الضعيف والباهت، والأهم من ذلك التحضير جيدّاً للنهائي القادم، فأصبح الهدف الوحيد الآن هو إنقاذ الموسم ببطولة. بدر باقازي- الرياض