* انتهت مواجهة الذهاب بين الهلال وأوراوا الياباني على نهائي كأس القارة الآسيوية بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وهي نتيجة في حسابات الذهاب لصالح أوراوا لكنها لا تضمن له اللقب، إذ إن هناك فرقاً عديدة لم تتعادل بل كسبت لقاء الذهاب بنتائج كبيرة وخسرت في الإياب، وللهلال تجارب في هذا المجال مع الغرافة والسد القطري لم تكن في نهائي لكن الهلال تفوق في مباراتي الذهاب بنتائج كبيرة أعيدت له في الإياب، وأنقذه الله بتسجيله لهدفين جعلت الفارق لصالحه. * عموما مباراة الذهاب طويت صفحتها وذهبت بخيرها وشرها والمهم اعتبار ما حدث فيها من أخطاء دروساً يجب أن تستوعب، ويكون الإعداد لمباراة الذهاب بشكل مختلف يتناسب مع أهميتها، وهنا تقع المسؤولية موزعة على إدارة النادي والمدرب واللاعبين في الجوانب النفسية والتحفيزية والفنية، فلم يفت شيء أبداً والمتبقي شوط طويل قد تصل مدته إلى مائة دقيقة أو أكثر إذا حسبنا الوقت بدل الضائع، وقد يمتد لأكثر إذا امتدت للأشواط الإضافية، ومجرد تسجيل الهلال لهدف تنقلب الأمور على أوراوا وتصعب مهمته ويكون تحت الضغط. * بعد التعادل في الرياض طغت حالة من الغضب من بعض الجماهير والإعلاميين واستسلموا للإحباط واليأس، ولم يدركوا أن هذا عالم كرة القدم، والمقابل فريق ليس بالسهل ويحمل الطموح نفسه، بل إنه يسعى للثأر، والمطلوب هو الوقوف خلف الفريق وتجديد الثقة بنجومه والإيمان بأنه مازال الأقوى والبطل والقادر على التحدي وتخطي كل الظروف والصعاب بإذن الله. * إدارة الهلال وتحديداً رئيس النادي فهد بن نافل والمدير التنفيذي فهد المفرج لا أستطيع كناقد رياضي أن أوجه لهم تعليمات كيف يديرون الفريق ويتجاوزون به أزمته الطفيفة ويعدونه للمباراة التي لن يكون بعدها أخرى ولا مجال للتعويض، وهما اللذان ومنذ أن تسلما دفة العمل يقودانه من منصة ذهب لأخرى محلياً قارياً وعالمياً، وهذا الموسم فقط على الرغم من كل الظروف والظلم الذي تعرض له بمنعه من التسجيل وضغط مبارياته وإرهاقه قبل مواجهة أوراوا إلا أنه الفريق الوحيد محلياً وقارياً الذي لعب في موسم واحد ثلاث نهائيات عالمية وقارية ومحلية، وهو إعجاز وليس إنجاز يحسب لوصيف العالم ولإدارة النادي، لذا أنا أخجل أن أوجه أهل النجاح والعمل الاحترافي، فقط أذكر بأهمية الإعداد للنهائي كما حدث في المغرب والدوحة ومواجهتي النصر والاتحاد، ورسم خطة الطريق للعودة بالذهب، وتحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي، ومعه ستتحقق منجزات أخرى وأصداء وعوائد إعلامية ومالية واستثمارية تسجل في تاريخ النادي. * الجهاز الفني بقيادة المدرب رامون دياز ومساعدوه عليهم مسؤولية كبيرة في تجهيز خطة اللعب والتكتيك الفني المناسب واختيار العناصر الأجنبية الأفضل والمناسبة لطريقة لعب أوراوا وخطورة لاعبيه، والإعداد يحتاج وقت لدراسة مكامن الضعف والقوة في خطوط أوراوا، خصوصا أنه بعد مباراة الذهاب انكشف وأصبح كتاباً مفتوحاً، ولعل أهم عامل في الإعداد توجيه نجوم الزعيم بالهدوء والبعد عن ارتكاب الأخطاء والتركيز الذهني وعدم الاستعجال، وموضوع التغيير في قائمة الأجانب لا بد منه فهو عنصر مفاجأة للخصم ودعم لخطوط الفريق خصوصا إشراك كاريلو بعد فقدان صناعة اللعب في الإياب، أما كويلار فالظروف تحير المدرب وتجعله يجازف إذا أشركه على حساب إيغالو، ومنح الفرصة للشهري الذي سجل في مرمى الأرجنتين، لكن هناك من المحليين الفنيين من يرى أن ميشايل وإيغالو ثابتان وأن يشارك بجانبهما كاريلو الذي غاب عن لقاء الذهاب على حساب ماريغا البعيد عن مستواه، ويشارك الشهري بجانب إيغالو لتكثيف الهجوم مع الحذر كل الحذر من أساليب بعض لاعبي أوراوا الاستفزازية والتي يستخدمونها كسلاح نفسي نجحوا فيه مع سالم وأخرجوه من الهدوء والتركيز، وعدم الاستعجال، وترك محاسبة لاعبي أوراوا وخشونتهم وآذاهم للحكم ليحكم بما يراه، والبعد عن التجاوب والانتقام الشخصي. تمنياتي بالتوفيق للزعيم العالمي، والعودة بكأس القارة بإذن الله، وتفاءلوا بالخير تجدوه.