تزداد فخراً وكبرياءً وأنت ترى أيادي وطنك الحبيب تمتد لإغاثة مواطنين من ثمانين جنسية تقطعت بهم السبل في السودان، بعد اشتعال نيران الحرب والدمار في بلد عربي شقيق نتيجة صراعات سيدفع المدنيون الأبرياء ثمنها. تشعر بالعزة وأنت تتابع وكالات الأنباء الدولية، والفضائيات حول العالم، تتحدث عن دور المملكة وقيادتها الإنساني في الإجلاء ونجدة الإنسان -أياً كان عرقه أو لونه- حيث أشارت آخر الأخبار عن وصول سفينة الملك "مكة" حاملة على متنها 195 شخصاً من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم، بعدما وصل إجمالي ما تم إجلاؤه من خلال القوات البحرية السعودية إلى ما يقارب من 3 آلاف شخص، ليس بينهم إلا 119 مواطناً سعودياً والبقية ينتمون إلى 80 دولة. إنها مملكة الإنسانية التي أنفقت 95 مليار دولار على إغاثة المحتاجين حول العالم في السنوات الماضية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأصبحت الأولى عالميًا بين الدول المانحة، التي تهرول لإغاثة المنكوبين والمحتاجين والمتضررين حول العالم، دون مَنٍّ أو تتباهى بدورها الذي يتجاوز الحدود ويمتد إلى 6 قارات. ليس غريباً أن تصبح "السعودية العظمى" الدولة الموثوق فيها في منطقة الشرق الأوسط ويرضى بها طرفا الصراع لتكون وسيطاً موثوقاً مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمد أيام الهدنة ووقف إطلاق النار. أصبح الدور الإنساني للمملكة والسياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة حديث العالم، وخطابات الشكر وكلمات العرفان من جميع عواصم العالم، نظير جهود الإجلاء التي تتواصل بدون كلل أو ملل، والأهم بالنسبة للدبلوماسية السعودية هي مواصلة مساعيها في رأب الصدع، ووقف هذا الدمار في بلد شقيق، ومساعدة شعبه في تحسين وضعه المعيشي وظروفه الاقتصادية بعيداً عن الاقتتال والدماء والتناحر. الدول كالبشر يظهر معدنها الأصيل في الأزمات، ويزداد بريقاً في المواقف الصعبة، ومثلما كانت المملكة عوناً للعالم في جائحة كورونا التي عطلت الاقتصاد في أغلب دول العالم ما يقارب من عامين، أصبحت هي السند القوي للجميع في الأزمة الطارئة التي ابتلي بها أبناء السودان، وستبقى دوماً الجبل الشامخ الذي يحمي الجميع وقت هبوب العواصف. في كل الأحوال، يحق لنا أن نفخر بمملكة الإنسان والإنسانية، وأن نشعر بالاطمئنان والأمان والاستقرار، ونحن نعيش تحت مظلة السعودية العظمى.