الأدوار الاستثنائية ليست محض صدفة بل هي عمل ناتج عن مبادئ وقناعات وأفعال على أرض الواقع، بلادنا -ولله الحمد والمنّة- تقوم بأدوار استثنائية إقليمياً ودولياً في العديد من المجالات لأجل استقرار العالم ككل سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، فالجهود المبذولة تنم عن عقلية واعية منفتحة ذات مبادئ سامية نابعة من الدين الإسلامي والأخلاق العربية الأصيلة، وفي كل مرة تثبت بلادنا عموم خيرها وأخذها لزمام المبادرة دون أن تنتظر ردود الأفعال الشاكرة لفعلها، فالأسس التي بنيت عليها راسخة فأصبح بنيان مجدها شاهقاً تشرئب له الأعناق. ما قامت وتقوم به المملكة من إجلاء المواطنين ورعايا الدول من السودان دور استثنائي عطفاً على الظروف العصيبة التي يمر بها هذا البلد الذي أصبح ساحة حرب مفتوحة بين طرفي النزاع، وعلى الرغم من ذلك -وكعادتها- التزمت المملكة بمبادئها التي تدعو إلى الحوار سبيلاً أوحد لحل الخلافات عوضاً عن أصوات الرصاص ودوي المدافع، ودعت أطراف النزاع إلى وقف القتال واللجوء إلى التفاوض لحل الإشكال القائم، وفي الوقت ذاته سعت المملكة في مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً تمثلت في إجلاء مواطنيها ومواطني دول أخرى أرادوا الخروج من السودان كون الأحداث فيه آخذة في التطور ولا يمكن التكهن بما سيكون، جاءت تلك البادرة الإنسانية كفعل سباق اتبعته بقية الدول، لم تكن البادرة فيما يخص المغادرين للسودان فحسب بل سبقتها بادرة استضافة المعتمرين السودانيين الذين تقطعت بهم سبل العودة إلى بلادهم. مبادرات المملكة تأتي انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه أشقائها، هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فيد العطاء دائماً ممدودة لمساعدة الآخر.. وهذا هو ديدن بلادنا.