قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت متحفا في وسط مدينة كوبيانسك بشرق أوكرانيا خلال هجوم أمس الثلاثاء، مما أدى لمقتل شخص وإصابة 10 ودفن آخرين تحت الأنقاض. وأظهر مقطع مصور نشرته الشرطة أفرادها وهم يحفرون بين الأنقاض وينتشلون امرأة كانت محاصرة ثم ينقلونها وهي بلا حراك إلى محفة يحملها عمال الإنقاذ، ولم تتضح حالتها بعد. وكتب زيلينسكي على تيليغرام "علمنا حتى الآن بوفاة عامل في المتحف و10 جرحى. هناك آخرون تحت الأنقاض. التعافي من آثار القصف مستمر، تشارك جميع الوكالات الضرورية". وقال مدير مكتب الرئيس وحاكم المنطقة إن الأضرار نجمت عن صاروخ روسي من طراز إس-300. ونشر زيلينسكي مقطعا مصورا لمبنى تضرر بشدة وتناثر حطامه بأحد الشوارع، وتحطمت نوافذ المبنى وجزء من جداره وسقفه. وتقع كوبيانسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 26 ألفا، في منطقة خاركيف، وهي مركز رئيس للسكك الحديدية احتلته القوات الروسية لأشهر بعد أن غزت أوكرانيا في فبراير 2022. واستعادت القوات الأوكرانية كوبيانسك في هجوم مضاد خاطف في سبتمبر طاردت خلاله القوات الروسية حتى تمكنت أيضا من السيطرة مجددا على مدينتي إيزيوم وبالاكليا. إلى ذلك قال مسؤول في منطقة دنيبرو الأوكرانية الثلاثاء إن القوات الأوكرانية المتمركزة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو تنفذ بشكل متكرر هجمات على الضفة الشرقية بالقرب من مدينة خيرسون في محاولة لطرد القوات الروسية. وسيطرت القوات الروسية على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو بالقرب من خيرسون منذ انسحابها من المدينة الجنوبية في نوفمبر بعد احتلالها لعدة أشهر، لكن من المتوقع أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا في الربيع لمحاولة استعادة المزيد من الأراضي. وقال يوري سوبوليفسكي نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون إن هدف الهجمات هو تقليل القدرة القتالية للقوات الروسية التي تواصل قصف مدينة خيرسون منذ إجبارها على الانسحاب. وقال سوبوليفسكي للتلفزيون الأوكراني "يزور جيشنا الضفة اليسرى (الشرقية) كثيرا، لتنفيذ غارات. وتعمل القوات المسلحة الأوكرانية... بشكل فعال جدا". وأضاف "النتائج ستأتي وستكون مماثلة لما حدث على الجانب الأيمن لمنطقة خيرسون عندما تمكنت (القوات الأوكرانية)، بفضل عملية معقدة وطويلة، من تحرير أراضينا بأقل خسائر ممكنة لجيشنا. نفس الشيء يحدث الآن على الجانب الأيسر". سيطرت روسيا على منطقة خيرسون بعد وقت قصير من غزوها الشامل لأوكرانيا قبل 14 شهرا ولا تزال تسيطر منذ ذلك الحين على جميع أراضي المنطقة شرقي نهر دنيبرو. ويقول محللون عسكريون إن من المرجح أن تشن أوكرانيا قريبا هجوما مضادا وإن أحد الأهداف الرئيسة قد يكون اختراق ممر بري جنوبي بين روسيا ومنطقة القرم التي ضمتها روسيا. وستكون استعادة منطقة خيرسون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وقال معهد دراسة الحرب ومقره الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي إن المدونين العسكريين الروس نشروا ما يكفي من اللقطات المحددة جغرافيا لتأكيد أن القوات الأوكرانية قد رسخت موطئ قدم لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. ولم يذكر سوبوليفسكي مزيدا من التفاصيل، وقال إن العملية العسكرية تتطلب "صمتا إعلاميا". من ناحية أخرى حذر الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أمس من أن العالم ربما يكون على شفا حرب عالمية جديدة ونبه إلى أن احتمالات اندلاع مواجهة نووية تتزايد أيضا. وقال حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر في موسكو "العالم مضطرب ومن المحتمل جدا أن يكون على شفا حرب عالمية جديدة". وتابع أنه يمكن تفادي مثل هذه الحرب العالمية الجديدة، لكنه قال إن احتمالات اندلاع مواجهة نووية تتزايد وبصورة جدية أكثر من المخاوف المرتبطة بتغير المناخ. وصرّح ميدفيديف، بأنه إذا حكمنا من خلال المتنافسين على رئاسة الولاياتالمتحدة، "فإن الوضع هناك يتطور وفقا لقوانين المأساة، الأمر الذي قد يتحول إلى مهزلة". وقال ميدفيديف خلال حديثه مع المشاركين في ماراثون "المعرفة. أولا": "انطلاقا من ترشيحات أولئك الذين يتقدمون لرئاسة الولاياتالمتحدة، فإن الوضع يتطور اليوم وفقا لقوانين التراجيديا التي تنذر بالتحول إلى مهزلة. مهزلة كاملة". وتابع: "نحن نشهد التفكك النهائي للنخبة السياسية الأميركية، عندما يتم نقل السلطة الرئيسة في هذا البلد إلى ما يسمى بالدولة العميقة، ويكون إما هواة يتمتعون بالكاريزما، ولكنهم عاجزون تماما، أو كبار سن ضعفاء". وأضاف المسؤول الروسي: "لم يعد الأمر مضحكا حقا. إنه مخيف". وفي السياق نفسه، أشار إلى أن خطر تقسيم أوروبا "قائم بالفعل اليوم"، حيث قال: "تقسيم جديد لأوروبا. هذا ما يخافه الأوروبيون حقا. هذا هو التهديد، في رأيي، إنه موجود بالفعل". وشدد ميدفيديف على أن "المخاطر في هذه الحالة ستكون بالتأكيد أكبر، وستكون الأسلحة أكثر قوة، وسيكون هناك العديد من الخسائر المحتملة أكثر مما كانت عليه في الصراعات السابقة". وتابع أن "ما يسمى بالعالم الغربي كان من نواح كثيرة غير عادل مع بلدنا وليس مستعدا لشراكة متكافئة. لقد طلبنا مرارا وتكرارا من شركائنا السابقين، الذين يشار إليهم الآن في كثير من الأحيان على أنهم أعداء، سماع مخاوفنا الأمنية، والتي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي". وأشار نائب رئيس مجلس الأمن إلى أن الغرب لم يسمع روسيا، لقد "سخروا من روسيا كل هذه السنوات، وأرهقونا، وحاولوا إضعافنا، وأحاطونا بقواعد عسكرية جديدة من نفس الكتلة العسكرية التي كانت في عداوة مع بلدنا السابق (الاتحاد السوفيتي) لعقود".