قال مسؤول أوكراني بارز إن القوات الروسية تستعد لخوض «أعنف المعارك» في منطقة خيرسون الجنوبية الإستراتيجية، دفاعا عن أكبر مدينة خاضعة لسيطرتها من هجوم أوكراني مضاد. وكانت القوات الروسية في المنطقة قد اضطرت للتراجع في الأسابيع الماضية، بعد أن واجهت خطر الوقوع في فخ الضفة الغربية لنهر دنيبرو. في حين صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم، بأن احتمال اندلاع النزاعات في العالم لا يزال مرتفعا للغاية، كما مدد الرئيس الروسي فترة سريان مرسوم خاص بفرض قيود على التجارة الخارجية لروسيا، والأمر يتعلق بصادرات منتجات ومواد خام إلى الدول غير الصديقة لروسيا. مهمة صعبة وظلت عاصمة إقليم خيرسون في قبضة القوات الروسية منذ الأيام الأولى لغزو أوكرانيا قبل ثمانية أشهر. وتجلي السلطات المعيّنة من جانب روسيا، سكان المنطقة إلى الضفة الشرقية، بيد أن أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال إنه لا يوجد ما يشير إلى أن القوات الروسية تستعد لمغادرة المدينة. وأضاف أريستوفيتش في مقطع فيديو نشره على الإنترنت في وقت متأخر يوم الثلاثاء: «بالنسبة لخيرسون كل شيء واضح. الروس يعززون صفوفهم هناك». وقال: «يعني ذلك أنه لا أحد يستعد للانسحاب، بل بالعكس، أعنف المعارك ستجري في خيرسون». ويمكن القول إن خيرسون، من بين المقاطعات الأربع التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها في سبتمبر، تعد الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية، وتتحكم في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم الذي استولت عليه روسيا عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الشاسع الذي يقسم أوكرانيا. وقال يوري سوبوليفسكي، عضو مجلس خيرسون الإقليمي الموالي لأوكرانيا، إن السلطات التي عينتها روسيا تضغط بشكل متزايد على سكان خيرسون من أجل المغادرة. وكتب على تطبيق تيليجرام: «كُثفت إجراءات التفتيش والانتقاء مثل عمليات التفتيش في السيارات والمنازل». مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة ميكولايف شمال وغرب مدينة خيرسون، مواجهات عنيفة بالمدفعية، الثلاثاء، بحسب منشور من جبهة المعارك على تطبيق تيليجرام نشرته قناة «ريبار» الموالية لروسيا. وسعت القوات الأوكرانية، في منطقة إيشينكا شمالي خيرسون، إلى تعزيز مواقعها، بيد أنها اضطرت إلى العودة إلى الخطوط السابقة، بحسب المنشور، الذي قال إن الجيش الأوكراني يستعد للزحف قدما على طول خط المواجهة بأكمله. ونظرا لانقطاع الكهرباء والغاز في المنطقة وقلة الطعام ومياه الشرب، فر العديد من السكان وتركوا الماشية تتجول بين الذخائر المستعملة الناتئة من التربة. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أمس إن القوات الروسية واصلت مساعي السيطرة على بلدة باخموت الواقعة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك في منطقة دونيتسك في شمال شرقي البلاد. القنبلة القذرة أبلغت روسيا مجلس الأمن الدولي أن أوكرانيا تستعد لاستخدام «قنبلة قذرة»، وهو ادعاء نفاه مسؤولون غربيون وأوكرانيون باعتباره ذريعة زائفة لتصعيد الحرب. وقال دميتري بوليانسكي، نائب سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، إن الأدلة جرى مشاركتها مع النظراء من دول الغرب. وأضاف خلال مؤتمر صحفي: «لا مانع من أن يقول الناس إن روسيا تطلق تحذيرات كاذبة إذا لم يحدث ذلك، لأن هذه كارثة مروعة وتهديد محتمل للأرض كلها». وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن المزاعم الروسية تشير إلى أن موسكو كانت تخطط لاستخدام سلاح نووي تكتيكي وستسعى لإلقاء اللائمة على كييف. وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن روسيا سترتكب «خطأ جسيما بشكل لا يصدق» إذا استخدمت سلاحا نوويا تكتيكيا. أبرز تصريحات بوتين - لقد أصبحت أوكرانيا أداة للسياسة الخارجية الأمريكية - لم تواجه رابطة الدول المستقلة مثل هذه التهديدات الإرهابية من قبل - أصدرت قرارا بتمديد فرض قيود على التجارة الخارجية لروسيا - احتمال اندلاع النزاعات في العالم مرتفع للغاية