قدمت روسيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إنشاء لجنة من أعضاء المجلس للتحقيق في "انتهاك الولاياتالمتحدةوأوكرانيا" اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية (البيولوجية) والتكسينية، على خلفية ما تقول روسيا إنها "أنشطة بيولوجية" في أوكرانيا. وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء أن مسودة مشروع القرار الروسي الذى قدمته روسيا تنص على تقديم تقرير مع توصيات إلى مجلس الأمن بحلول يوم 30 نوفمبر المقبل، ثم إبلاغ الدول الأعضاء في اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية (السامة) بنتائج التحقيق. وكان نائب رئيس الوفد الروسي في لجنة الأممالمتحدة الأولى لنزع السلاح والأمن الدولي قسطنطين فورونتسوف قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن روسيا ستعقد اجتماعا تشاوريا بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية لمناقشة "أنشطة الولاياتالمتحدة" في المختبرات العسكرية والبيولوجية في أوكرانيا. وقال فورونتسوف لأعضاء اللجنة الأولى للأمم المتحدة: "لم نتلق تفسيرات شاملة يمكن أن تهدئ تماما أي شكوك بشأن هذه الأنشطة، وبالتالي تقويم الوضع الذي دفع الجانب الروسي إلى عقد اجتماع تشاوري بموجب المادة 5 من اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية". بدوره، كرر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأربعاء اتهامات بأن أوكرانيا تخطط لاستفزاز باستخدام "قنبلة قذرة" وذلك في اتصال بالفيديو بنظيره الصيني وي فينغه، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في موسكو. وقالت الوزارة في بيان إنه "تمت مناقشة الوضع في أوكرانيا. وعبر الجنرال سيرغي شويغو إلى نظيره الصيني عن القلق بشأن استفزازات محتملة من جانب أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة".أعلنت الوزارة في بيان منفصل في وقت سابق أن شويغو عبرعن "القلق" نفسه في اتصال هاتفي بنظيره الهندي راجناث سينغ. و"القنبلة القذرة" هي قنبلة تقليدية محاطة بمواد مشعّة أو بيولوجية أو كيميائية معدّة لنشرها على شكل غبار عند وقوع الانفجار. اتهم شويغو أوكرانيا بالتخطيط لاستخدام "قنبلة قذرة" خلال اتصالات بالعديد من نظرائه في دول حلف شمال الأطلسي الأحد. وتنفي كييف تلك الاتهامات وتعتبرها أكاذيب "خطيرة". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين الأربعاء إن روسيا لديها معلومات تظهر "الخطر الحالي" المتمثل ب"تحضير (أوكرانيا) لمثل هذا العمل التخريبي". أضاف بيسكوف "سنواصل بعزم عرض وجهة نظرنا أمام المجتمع الدولي لتشجيعهم على اتخاذ خطوات فعالة لمنع مثل هذا السلوك غير المسؤول". من جهته، قال كونستانتين فورونتسوف، نائب مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، في اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء إن موسكو تعتقد أن بعض الدول الغربية يمكن أن تساعد أوكرانيا على صنع "قنبلة قذرة". وأضاف: "الهدف واضح وهو اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل. وتتوقع الحكومة الأوكرانية والغربيون المتعاملون معها أن يؤدي ذلك إلى إطلاق حملة قوية معادية لروسيا وتقويض الثقة في موسكو وشركائها ويؤدي إلى عزل بلادنا على الساحة الدولية"، وفقا لوكالة تاس الروسية للأنباء. وتابع: "وفقا لمعلوماتنا، بدأ الجانب الأوكراني بالفعل في تنفيذ الخطة. ولا نستبعد أن تقدم بعض الدول الغربية المساعدة في السعي لتحقيق هذا الهدف، والتي تجري محادثات مع أوكرانيا لتوريد مكونات القنبلة القذرة، وفقا لتقارير نتلقاها". وقال: "نطالب حكومة كييف والمتعاملين معها الغربيين الذين يسيطرون عليها بالتوقف عن اتخاذ إجراءات تقود العالم إلى كارثة نووية وتهدد حياة المدنيين الأبرياء". ورد مسؤول أوكراني كبير بالقول: "القوات الروسية تعد العدة لأشرس المعارك" في إقليم خيرسون الاستراتيجي في الجنوب، بينما يستعد الكرملين للدفاع عن أكبر مدينة تحت سيطرته من هجوم كييف المضاد. ودُفعت القوات الروسية للتراجع في الإقليم في الأسابيع القليلة الماضية لتجد نفسها في خطر الوقوع في حصار على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. ومدينة خيرسون، عاصمة الإقليم التي تحمل اسمه والتي كان يسكنها قبل الحرب نحو 280 ألف نسمة، هي أكبر مركز حضري لا تزال روسيا تحتفظ به منذ الاستيلاء عليه في وقت مبكر من غزو أوكرانيا قبل ثمانية أشهر. وتعمل السلطات التي عينتها روسيا على إجلاء السكان إلى الضفة الشرقية، لكن أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قال إنه لا توجد علامة على أن القوات الروسية تستعد للتخلي عن المدينة. وقال في مقطع مصور عبر الإنترنت مساء الثلاثاء "كل شيء واضح فيما يتعلق بخيرسون. الروس يعززون صفوفهم هناك". وأضاف "هذا يعني أن لا أحد يستعد للانسحاب. على العكس من ذلك، فإن خيرسون ستشهد أشرس المعارك". ولم تستعد القوات الأوكرانية على ما يبدو الكثير من الأراضي في هجومها المضاد في خيرسون منذ أوائل أكتوبر، عندما أعلنت روسيا أنها ضمت الإقليم وثلاث مناطق أخرى، وهي خطوة نددت بها 143 دولة في الأممالمتحدة ووصفتها بأنها "محاولة ضم غير قانوني". ومن بين الأقاليم الأربع التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها، يمكن القول إن خيرسون هو الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية. فهو يتحكم في كل من الطريق البري الوحيد إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الشاسع الذي يشطر أوكرانيا. وقال يوري سوبوليفسكي، وهو عضو في المجلس الإقليمي لمجلس خيرسون المؤيد للأوكرانيين، إن السلطات التي عينتها روسيا تمارس ضغوطا متزايدة على سكان خيرسون للمغادرة. وكتب في تطبيق تيليغرام "إجراءات البحث والانتقاء تزداد شأنها شأن عمليات البحث عن السيارات والمنازل". وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء إن قواتها صدت هجمات أوكرانية في منطقة خيرسون.