أعلنت السلطات الأوكرانية السبت أن قصفًا روسيًا أصاب عدداً من البلدات في جنوبأوكرانيا وشرقها ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل في ميكولاييف وتدمير مدرسة في خاركيف. وأعلن حاكم المنطقة فيتالي كيم على تطبيق تلغرام السبت مقتل مدني وجرح ستة آخرين في قصف لمنطقة سكنية في ميكولاييف (جنوب) حيث لحقت أضرار بعدد من المباني ليل الجمعة السبت. في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شرق)، سقطت ثلاثة صواريخ من طراز «إس-300» عند الساعة الثالثة على مدرسة مما أدى إلى اشتعال النيران فيها كما قال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف. وأضاف أن المبنى الرئيسي دمّر، ونشر صورًا للمنشأة المحترقة على تلغرام. ولم تتوافر على الفور معلومات عن الضحايا المحتملين. وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف إنه تم إطلاق خمسة صواريخ «إس-300» على الأقل على مدينة خاركيف ليل الجمعة السبت. في منطقة دونيتسك، مركز الهجوم الروسي في الشرق، تضررت محطة الحافلات والمباني القريبة منها في ضربة على سلوفيانسك حسب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو. في سيفيرسك تضرر مركز لتقديم الخدمات الاجتماعية لكن لم تسجل إصابات. وأصابت الضربات أيضاً بلدتي نيكوبول وشيرفونوغريغوريفكا في منطقة دنيبروبتروفسك (الوسط الشرقي) من دون وقوع ضحايا، حسب الرئاسة الأوكرانية. وأضافت أنه في إطار هجومها المضاد في منطقة خيرسون التي احتل الروس جزءاً كبيراً منها منذ بداية الحرب، «شنت القوات المسلحة الأوكرانية ضربات استهدفت مستودعات ومواقع أفراد عسكريين روس في تشورنوبايفكا ونوفا كاخوفكا وبريليفكا وكذلك حول بيريسلاف وكاخوفكا»، من دون مزيد من التفاصيل. وسجلت القوات الأوكرانية نجاحًا في هذه المنطقة هذا الأسبوع بعدما دمرت جزئيًا جسر أنتونيفسكي الاستراتيجي في ضواحي خيرسون. والجسر أساسي للإمدادات لأنه الوحيد الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبرو (دنيبر بالروسية) وببقية منطقة خيرسون. من جهته قال الجيش الأوكراني السبت: إنه قتل العشرات من الجنود الروس ودمر مستودعين للذخيرة خلال قتال في منطقة خيرسون محور الهجوم المضاد لكييف في الجنوب وحلقة وصل رئيسية في خطوط الإمداد الروسية. وقالت القيادة الجنوبية للجيش: إن حركة السكك الحديدية المتجهة إلى خيرسون عبر نهر دنيبرو توقفت، مما قد يزيد من عزل القوات الروسية غربي النهر عن الإمدادات في شبه جزيرة القرم المحتلة وفي الشرق. واستخدمت أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من الغرب لإلحاق أضرار جسيمة بثلاثة جسور عبر نهر دنيبرو في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى عزل مدينة خيرسون - وفقاً لتقدير مسؤولي الدفاع البريطانيين - مما يجعل الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية للنهر في وضع ضعيف للغاية. وقالت القيادة الجنوبيةلأوكرانيا في بيان: «نتيجة لإطلاق النيران الذي فرض السيطرة على خطوط النقل الرئيسية في الأراضي المحتلة، تبين أن المرور عبر جسر السكة الحديد الذي يعبر نهر دنيبرو غير ممكن». وقالت: إن أكثر من 100 جندي روسي قتلوا وسبع دبابات دمرت في قتال أمس الجمعة في منطقة خيرسون، وهي أول بلدة رئيسية يحتلها الروس بعد غزوهم في 24 فبراير. وطلب النائب الأول لرئيس مجلس خيرسون الإقليمي، يوري سوبوليفسكي، من السكان الابتعاد عن مستودعات الذخيرة الروسية. وكتب على تلغرام يقول: «الجيش الأوكراني يكثف الضغط على الروس وهذه ليست سوى البداية». وقال دميترو بوتري حاكم منطقة خيرسون الموالي لأوكرانيا: إن منطقة بيريسلاف تضررت بشدة. وتقع بيريسلاف عبر النهر شمال غربي محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية. وكتب على تطبيق تلغرام يقول: «في بعض القرى، لم يُترك أي منزل سليماً، ودُمرت كل البنية التحتية، ويعيش الناس في أقبية». ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير ورفض مسؤولون من الإدارة المعينة من قبل روسيا التي تدير منطقة خيرسون قبل أيام التقييمات الغربية والأوكرانية للوضع. وقالت وزارة الدفاع البريطانية السبت: إن من المحتمل أن تكون روسيا قد أنشأت جسرين عائمين في منطقة خيرسون وسيرت عبارات لتوفير بدائل للجسور القريبة التي تضررت جراء ضربات أوكرانية. وأضافت أن السلطات التي نصبتها موسكو في الأراضي المحتلةبجنوبأوكرانيا ربما تستعد لإجراء عمليات استفتاء بشأن انضمامها إلى روسيا في وقت لاحق من هذا العام، وأنها «ترغم السكان على الأرجح على الكشف عن بيانات شخصية من أجل إعداد سجلات التصويت». انفجار في السجن تبادل الجانبان أيضاً الاتهامات يوم الجمعة بشأن هجوم صاروخي أو انفجار قتل على الأرجح العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين في مقاطعة دونيتسك الشرقية. وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن 40 سجيناً قتلوا وأصيب 75 في سجن ببلدة أولينيفكا الواقعة على خط المواجهة والتي يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم موسكو. وأكد صحفيون من رويترز بعض الوفيات في السجن. وقال متحدث باسم الانفصاليين: إن عدد القتلى بلغ 53 واتهم كييف باستهداف السجن بصواريخ هيمارس الأمريكية الصنع. ونفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها، قائلة: إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء سوء معاملة المحتجزين هناك. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا: إن روسيا ارتكبت جريمة حرب ودعا إلى إدانة دولية. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من الروايات المختلفة للأحداث. وعرض تلفزيون رويترز بقايا مبنى محترق مليء بأسرّة معدنية بعضها عليه جثث متفحمة بينما كانت جثث أخرى مصطفة على محفات عسكرية أو على الأرض بالخارج. ووضعت شظايا قذائف على مقعد معدني أزرق. ولم يتسن بعد الكشف عن أي علامات لتحديد الهوية ولم يتضح أين تم جمع الشظايا. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إنها تسعى للوصول إلى الموقع وعرضت المساعدة في إجلاء الجرحى. واتهمت أوكرانياروسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين منذ غزوها وقالت: إنها حددت أكثر من عشرة آلاف جريمة حرب محتملة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. دبلوماسية الغذاء ناقش كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس أمس الجمعة اتفاقاً توسطت فيه الأممالمتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا وتخفيف أزمة الغذاء العالمية، في أول اتصال هاتفي بين الجانبين منذ ما قبل غزو روسيا لجارتها. وقالت وزارة الخارجية الروسية: إن الوزير سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن لا تفي بوعودها فيما يتعلق بإعفاء الغذاء من العقوبات. ونقلت وزارة الخارجية الروسية عن لافروف قوله لبلينكن في الاتصال الهاتفي: إن روسيا ستحقق جميع أهداف «عمليتها العسكرية الخاصة»، وإن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا لن تؤدي إلا لإطالة الصراع. وحذر بلينكن لافروف من أي مزاعم إقليمية روسية خلال حربها في أوكرانيا. وقال: «العالم لن يعترف بعمليات الضم. سنفرض عقوبات إضافية كبيرة على روسيا إذا مضت قدماً في خططها».