يقول أحمد شوقي في قصيدته جارة الوادي: ولقد مررت على الرياض بربوة، ويقصدُ بالرياض الأراضي الخضراء الخصبة، اليوم وقد مضى قرابة القرن على تأليف جارة الوادي، أجدُ ما جاء فيها مطابقاً لما هي عليه الرياض العاصمة فهي جارة وادي حنيفة وتتموضع أعلى هضبة نجد وهي على موعدٍ مع الخضرة والنماء حينما تكتمل مشاريعها الكبرى التي تستهدف زيادة الغطاء النباتي داخل المدينة ولعل أول ما يخطر ببال المرء حين يكون الحديث عن هذا الجانب هو مشروع حديقة الملك سلمان الذي تم إطلاقه عام 2019، لزيادة الغطاء النباتي في المنطقة ورفع مُعدل نصيب الفرد من المساحات الخضراء الأمر الذي سيؤثر بشكل مُباشر وإيجابي على جودة البيئة والمناخ. هذا المشروع المصنف على أنه أكبر حديقة يتم استزراعها داخل المدن على مستوى العالم بمساحة تقدر ب 13.4 كيلومتراً مربعاً، هو بحد ذاته منجز تاريخي يسجل للمملكة ويرفع تصنيف عاصمتها عالمياً ويعكس مدى اهتمام حكومتها بإيجاد مجتمع حيوي ونمط حياة صحي لمواطنيها مما يتيح لهم العيش في بيئة جاذبة ومفعمة بالسعادة. مشروع ثانٍ لا يقل أهمية عن سابقه ويستهدف أيضاً زيادة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء هذا المشروع هو مشروع الرياض الخضراء ومما يسترعي انتباه المطلع على تفاصيله نسبة الزيادة المستهدفة لزيادة المساحات الخضراء حيث يعمل المشروع من أجل زيادة النسبة من 1.5 % حالياً إلى 9 % من إجمالي مساحة مدينة الرياض، وهي زيادة ليست بالبسيطة وتستدعي عملاً دؤوباً لاسيما وأن المشروع يستهدف زراعة 43 متنزهاً عاماً، و3330 حديقة وغيرها من المرافق وحتى يمكننا تخيل حجم العمل وضخامته فعلينا معرفة ما يتطلبه زراعة أكثر من سبعة ملايين وخمس مئة ألف شجرة مع تهيئة كافة المرافق الخاصة بها. المسار الرياضي هو الآخر مشروعٌ استراتيجي رياضي وللخضرة منه نصيب حيث سيزرع فيه 120 ألف شجرة وسيضم مسطحات خضراء ومناطق مفتوحة تقدر مساحتها بثلاثة ملايين وخمس مئة متر مربع. هذه المشاريع التي تأتي ضمن رؤية المملكة من أجل تحسين بيئة المدن وجعلها أكثر ملاءمة للعيش من خلال زيادة المساحات الخضراء ستكون بمشيئة الله إيذاناً بوجود أكثر من مدينة سعودية عالمية مستدامة تتناغم مع الإنسان وتوفر له بيئة مثالية تُحسِن من جودة الحياة وتوفر له أنماطاً صحية مفيدة وتجارب حياتية جديدة. لا يفصل بين تخيل هذه المشاريع الجبارة والواقع الذي سنراها عليه سوى المدة التي سيستغرقها بناؤها.. وستنعمون - حينئذ - بها وتتفيؤون ظلالها وأنتم والوطن بألف خير. * كاتب وإعلامي