ما تمر به الكرة السعودية في الوقت الحالي من دعم واهتمام كبير جداً من قيادتنا الرشيدة هو أمر استثنائي لم يسبق أن حظيت به الرياضة السعودية من قبل، والدعم والضخ المالي الكبير الذي وجدته الأندية السعودية جميعها جعل الدوري السعودي في المركز السادس من الناحية السوقية وقيمة التعاقدات المالية التي أبرمتها الأندية هذا الموسم وذلك عبر بيان رسمي صادر من الفيفا. والأماني والطموحات كبيرة جداً بأن نحتل نفس أو أفضل من هذا الترتيب على مستوى الناحية الفنية وهو الأهم والمقياس الحقيقي لقوة دورينا، وهو أمر يتطلب عملاً كبيرًا ومتواصلاً لكي ندخل ضمن أفضل 10 دوريات على مستوى العالم وذلك وفق رؤية سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-. إذاً فالتصريحات الاستفزازية والمثيرة من بعض روؤساء الأندية لا وجود لها اليوم في كرتنا فزمنها قد ولى واندثر منذ فترة، فالجماهير الرياضية أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً عن ذي قبل وذلك بفضل توسعهم بمتابعة العديد من الدوريات العالمية كالدوري الإسباني والانجليزي والإيطالي فمشاهدة هذه الدوريات رفعت كثيراً من ذائقة الجماهير وكذلك نمت طريقة تفكيرهم الكروي، فبكل تأكيد بعد هذا سيبحثون عن دوري سعودي قوي ومثير فنياً بين فرقها داخل الملعب ولا يريدون أن تكون المنافسة خارجه، لذا يجب أن يكون التفكير فقط منصب فقط على كيفية تطوير الدوري السعودي من خلال رفع المستوى الفني للأندية. المؤشرات الأولية للحضور الجماهيري في الجولتين الأولى والثانية من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مبشرة ومفرحة كثيراً، إذ شهدت ارتفاعًا كبيرًا وملحوظًا في عدد الحضور الجماهيري مقارنة بالسنوات الماضية. ومن هذا المنطلق يجب أن يعاد النظر في توقيت إقامة مباريات الدوري، وتعديلها على أن تلعب في توقيت مختلف حتى تكون هناك فرصة أكبر لمتابعة المباريات من قبل الجماهير الرياضية والمتابعين حتى من خارج الوطن. كما أن النقل التلفزيوني لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حتى الآن ليس على قدر الطموحات فما يقدم هو نقل تلفزيوني تقليدي جداً من خلال إقامة استديو مصاحب مع وجود مراسلين ميدانين داخل الملعب، وبعد انتهاء المباراة يختفي كل شيء حتى موعد الجولة القادمة. فدورينا اليوم ضخم وثقيل فنياً ويحتاج للعديد من البرامج اليومية لكي تواكب وتوازي الدعم المادي الذي قدم للدوري السعودي. الوصول لمراكز متقدمة في تصنيف الدوريات على مستوى العالم يحتاج لعمل وجهد مضاعف جداً من قبل اللجان المسؤولة عن الدوري ومن أهمها هو ضرور إيجاد بيئة داخل الملاعب السعودية تكون مشجعة ومريحة ومحفزة للجماهير الرياضية من أجل العودة للمدرجات. أما تصريحات (الروج) و(الابل) وغيرها لن تكون عامل جذب للمشجعين، بل على العكس إذا استمرت ستكون طاردة لهم وستجبرهم على البحث عن متابعة دوري آخر تكون منافسته داخل المستطيل الأخضر.