نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، في تدخل طبي هو الأول من نوعه في المملكة من إجراء عملية واستبدال صمام أورطي «حيوي» صناعي، بالقسطرة، ل «سبعيني» كان قد خضع لعملية قلب مفتوح لزراعة نفس الصمام المسبب للارتجاع قبل نحو «9» أعوام. وقال د. عويد الشمري استشاري قسطرة القلب والأوعية الدموية رئيس الفريق المعالج : إن المريض لديه تاريخ مرضي طويل، وتردد على الكثير من المستشفيات طوال ال «7» أشهر الماضية، نتيجة للارتفاع الشديد بضغط الدم وتجمع السوائل في الرئة، بالإضافة إلى أنه كان قد تعرض لجلطة دماغية ألزمته الفراش منذ نحو عامين، بعدها خضع لفحوصات دقيقة بالإيكو وتبين أن الصمام الأورطي الحيوي المستبدل به ارتجاع شديد ، وبعد رحلة بحث مضنية عن العلاج لم يوفق فيها نظراً للخطورة العالية لحالته، فراجع مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، وخضع لحزمة واسعة من الفحوصات، وأجرى له الفريق الطبي قسطرة إسعافية معقدة في الشرايين التاجية تحسنت على إثرها حالته مؤقتا إلا أنها عادت وانتكست بسبب الارتجاع الحاد بالصمام الحيوي. وتابع د. عويد قائلاً: إن الفريق الطبي درس الحالة بدقة نظراً للتعقيدات التي اتسمت بها، إذ إن الحالة الصحية العامة للمريض لا تؤهله لإجراء عملية جراحية جديدة لتغيير الصمام مرة أخرى، كما أنه ولأسباب تقنية لا يمكن استبدال الصمام الحيوي عبر القسطرة، ذلك لأن شرايين القلب قريبة جداً من الصمام مما يجعل احتمالات انسدادها في حال زراعة الصمام الجديد عالية جداً. وفي النهاية خلص الفريق الطبي إلى خطة علاجية ارتكزت على التدخل عبر القسطرة والوصول إلى الصمام الأورطي التالف، وخلق ثقوب فيه لتأمين تروية كافية للشرايين التاجية بعد زرع الصمام الحيوي الجديد عبر القسطرة، ومن ثم زراعة صمام جديد، وقد تكللت جهود الفريق الطبي ولله الحمد بنجاح كبير، إذ تعافى المريض بعد العملية التي استمرت زهاء ال«4» ساعات، بسرعة كبيرة، وخرج من المستشفى بعد «4» أيام بحالة صحية جيدة، ورغم مرور عدة أشهرعلى العملية لم يشعر المريض بأي من الأعراض التي كان يعاني منها، علماً بأنه اعتاد التردد على أقسام الطوارئ في العديد من المستشفيات بمعدل مرة كل «3» أيام منذ نحو «7» اشهر، غير أنه بعد العملية لم يدخل إلى المستشفى مطلقاً. وأكد د. عويد أن هذه العملية تعد الأولى من نوعها في المملكة، مشيراً أن الأطباء في الماضي كانوا لا يستطيعون مساعدة الحالات المماثلة، لكنه في عام 2019 نجح أطباء بمدينة سياتل في إجراء أول عملية بهذه التقنية تحت إشراف مركز القلب الوطني الأمريكي، مؤكداً أن تطبيق هذه التقنية في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان بنجاح يؤكد تميزها وتبنيها للابتكار في تقديم الرعاية الصحية، ومساعدة الحالات التي كانت ترزخ تحت وطأة المرض بلا أمل في العلاج.