الاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما لم يكن أولوية القيادة الرشيدة في المملكة منذ تأسيسها فحسب؛ بل أضحى من ثوابت مسؤولياتها الإسلامية تاريخا وحاضرًا ومستقبلًا، حيث شرف الله قيادة هذه البلاد برعايتها وتسخير الجهود لخدمة القاصدين والمعتمرين والزوار، ابتغاءً لوجه الله وأداء للأمانة العظيمة. وتعكس زيارة سمو ولي العهد للمدينة نهج قادة البلاد منذ تأسيس الدولة، حيث دأبوا -رحمهم الله- على تلمس احتياجات المواطنين والاستماع لهم، مجسدين بذلك أعظم صور التلاحم بين قيادة رشيدة وشعب وفي، أثمرت بفضل الله أمناً واستقراراً ورخاء. وجاءت زيارة سمو ولي العهد إلى المدينةالمنورة والصلاة في المسجد النبوي الشريف وهي الثالثة له، لتجسد هذا الاهتمام في هذا الشهر المبارك بشكل خاص والاهتمام بمناطق المملكة بشكل عام. أهمية بالغة ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- شكلت المدينةالمنورة أهمية بالغة، واهتماماً كبيراً من القيادة السعودية، حيث قدم الأئمة والملوك مشاريع تطويرية وتوسعة الحرم النبوي الشريف، بهدف إتاحة الزيارة لأكبر عدد من المسلمين حول العالم. وقد أعطت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- جلّ اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن بعد انتهاء الجائحة وعودة الموسم بطاقته الاستيعابية الكاملة، ووضعت رئاسة الحرمين الشريفين من جانبها مسارا تاريخيا لتعظيم الاهتمام بالحرمين وخدمة القاصدين والزوار. وقدمت القيادة الحكيمة في المملكة الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتعضيد أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارًا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خصّ الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين. وليس هناك رأيان أنّ زيارة سمو ولي العهد إلى المدينةالمنورة في شهر رمضان المبارك تعكس مكانتها الكبيرة لدى القيادة، والاهتمام البالغ من سموه للاطلاع عن قرب على مشروعات التطوير في المنطقة خصوصاً خدمة الحرمين الشريفين تعد من أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجب يتفانون في أدائه تقربًا إلى الله وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين. خدمة ضيوف الرحمن وسعى قادة هذه البلاد -رحمهم الله- طوال العهود المتعاقبة إلى توفير سبل الراحة وتيسير أمور الحج والزيارة وتسهيل جميع الإجراءات وتقديم أرقى الخدمات ليُؤدي ضيوفُ الرحمن عباداتهم في روحانية وسهولة ويسر وأمن وأمان. إن ما يحظى به المسجد الحرام والمسجد النبوي، من رعاية جليلة ودعم مستمر يجسد الحرص والعناية والاهتمام من ولاة الأمر بالحرمين الشريفين وقاصديهما وتسخير جميع الإمكانات البشرية والمادية لهم لكي يؤدوا مناسكهم بكل راحة وطمأنينة خصوصا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت العناية الكبرى للمدينة المنورة كونها ثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكةالمكرمة، فهي مهوى أفئدتهم للصلاة في المسجد النبوي الشريف والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى المدينةالمنورة والمسجد النبوي الشريف في هذا الشهر الفضيل والصلاة في الروضة الشريفة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه رضوان الله عليهما؛ تجسيدًا لاهتمام سموه بمدينة الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. رؤية 2030 وأطلق سمو ولي العهد -وضمن برامج رؤية 2030- (برنامج خدمة ضيوف الرحمن) بهدف إحداث نقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة، وإثراء الرحلة الدينية، وتحسين الخدمات المقدمة بما يتيح زيارة الحرمين الشريفين لأكبر عدد من المسلمين حول العالم، وهذه الزيارة ترجمة لتلك التوجهات المباركة. وكان سمو ولي العهد قد أطلق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المُحيطة به، ووجّه سموه بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما حظيت المدينةالمنورة خلال العقود الماضية ولا تزال بمشاريع تنموية في مختلف المجالات الثقافية والتجارية والصحية والسياحية، بهدف تحسين جودة حياة سكان المدينةالمنورة وجذب الاستثمارات والسياح لها وبما يتيح مزيداً من فرص العمل، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة بأبنائها. ويسعى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين توفير أقصى الخدمات لقاصدي المسجد النبوي الشريف؛ طوال أيام السنة وليس فقط في مواسم الحج وشهر رمضان؛ باعتبار أن زوار المسجد النبوي مستمرون في زيارته طوال العام، وتحرص القيادة على متابعة تفاصيل ذلك بدقة دائمة، بما يواكب رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويبرز الجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة في خدمة قاصدي المسجد النبوي وتولي القيادة الرشيدة. وتعكس زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى المدينةالمنورة في شهر رمضان المبارك والتي تُعد الزيارة الثالثة لسموه، مدى اهتمامه وحرصه في الوقوف على راحة الزوار والمُصلين في المسجد النبوي الشريف وخصوصًا في هذا الشهر الفضيل الذي يزداد فيه الإقبال على الحرم النبوي للزيارة وتأدية صلوات التراويح والتهجد. كما تأتي زيارة سمو ولي العهد إلى المدينةالمنورة لتجسد عظيم اهتمام القيادة الرشيدة بخدمة الحرمين الشريفين وعنايتها الكبيرة بهما والوقوف عليهما شخصيًا؛ في سبيل ما توليه من حرص على ضمان توفير أفضل الخدمات لقاصديهما؛ بما يتيح لضيوف الرحمن زيارتهما والصلاة فيهما بكل يسر وطمأنينة. عناية بالغة وحظي الحرمان الشريفان باهتمام بالغ وعناية سعودية خاصة ومتواصلة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزوار المدينةالمنورة بوصفها وجهة إسلامية وثقافية، يتطلع لزيارتها ملايين المسلمين من حول العالم. إن اعتناء قيادة المملكة بالمدينةالمنورة يأتي من كونها ثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكةالمكرمة، ومهوى أفئدتهم؛ وقد كان إطلاق سمو ولي العهد -حفظه الله- أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، ليستوعب نحو 66 ألف مُصلٍ، تأكيدًا لعظيم عناية سموه بالمدينةالمنورة وساكنيها وزوارها. أنسنة المدينة إن العمل الدؤوب في المدينةالمنورة من مشاريع الأنسنة والسعي للوصول إلى تحقيق جودة الحياة فيها، والمشاريع التنموية والتطويرية التي تعمل عليها مؤخراً كبرى الشركات في المنطقة وكانت بحاجة إلى قفزة نوعية في المشاريع المتخصصة كمشروع رؤى المدينة الذي أعلن سمو ولي العهد عن إطلاق أعمال البنية التحتية والمخطط العام له في المنطقة الواقعة شرقي المسجد النبوي الشريف. هذا المشروع الذي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030 وسيتم تنفيذه على أعلى المعايير العالمية، ما يعكس حرص السعودية على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمدينةالمنورة بوصفها وجهة إسلامية وثقافية عصرية.ويستهدف المشروع إنشاء 47 ألف وحدة ضيافة بحلول عام 2030، إضافة إلى ساحات مفتوحة ومناطق خضراء لتيسير وصول الزوار إلى المسجد النبوي الشريف. وتشهد منطقة المدينةالمنورة جملة من المتغيرات من خلال المشاريع العديدة التي أقرتها خطط التنمية المتعاقبة نظرًا لما توليه القيادة الإدارية في منطقة المدينةالمنورة من اهتمام ورعاية. مكانة عظيمة وتحظى المدينةالمنورة بالعناية الفائقة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إطار رعايته للمدينتين المقدستين اللتين تحتضنان الحرمين الشريفين، وتجسد زيارات سمو ولي العهد المتعاقبة إلى منطقة المدينةالمنورة، مدى اهتمام ورعاية القيادة بالمسجد النبوي الشريف، والعناية بالمدينة ومواطنيها وزائريها في ظل منظومة المشروعات المتكاملة التي تشهدها المدينةالمنورة. تتبوأ المدينةالمنورة مكانة عظيمة في أفئدة المسلمين، لما تحمله من إرث ديني وتاريخي بارز، فهي مدينة الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- وأحد أماكن، نزول الوحي على أفضل المرسلين، وهي نبع الإيمان، وموطن أصحاب الإيمان، ومكان التقاء المهاجرين والأنصار، منها شعَّ نور الهداية، وإليها هاجر رسول الرحمة، وفيها عاش آخر حياته -صلى الله عليه وسلم-، وفيها دُفن، ومنها يُبعث، وفيها قبره صلوات الله وسلامه عليه، وهي المدينة المباركة التي شرَّفها الله وفضّلها وجعلها خير البقاع بعد مكةالمكرمة. ولمكانة المدينةالمنورة الإسلامية والثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، وما تضمه من أماكن ومعالم إسلامية وتاريخية ارتبطت بسيرة نبي الرحمة والهدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد حظيت بالرعاية والاهتمام والتطوير والبناء على مر العصور. وتتواصل مسيرة العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كل محفل على أهمية المسيرة والحرص على متابعة العمل في مشروعات التوسعة الكبرى بالحرمين الشريفين، التي تصبّ جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين من شتى أرجاء العالم، لا سيما حجاج بيت الله الحرام، وزوار مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتوفير كل السُبل لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، بمنظومة عمل متكاملة وتنسيق مباشر بين مختلف الجهات ذات العلاقة، لتحقيق التوجيهات الكريمة على أرض الواقع، خدمة للمسلمين، وعناية ورعاية للمقدسات الإسلامية.