أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة الالتزام التام بالانحياز لأهداف التغيير وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة. وقال البرهان في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي بدأت فعالياتها، ضمن المرحلة النهائية من العملية السياسية، «لن نقف حجر عثرة في سبيل إصلاح الدولة السودانية»، مبينا أن الإصلاح الأمني والعسكري عملية طويلة ومعقدة ولا يمكن تجاوزها بسهولة ويسر. وأكد أن العملية السياسية عملية سودانية خالصة وضع أسسها السودانيون، مشيدا بجهود الميسرين لهذه العملية من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والإيقاد والاتحاد الأوروبي ومجموعة الترويكا. وأضاف أن القوات المسلحة مرت بتجارب عديدة منذ نشأتها التي تقارب المئة عام، وقد شهدت خلالها تقلبات كثيرة انعكست على أدائها ومشاركتها في العمل السياسي. وأضاف رئيس المجلس السيادي" نريد أن نبني قوات مسلحة ملتزمة بمعايير الأنظمة الديمقراطية ". وقال إن للقوات المسلحة تجارب في الإصلاح يمكن البناء عليها، وأنه يجب النظر لمفهوم الإصلاح نظرة فاحصة، داعياً الشركاء في هذه الورشة للإلمام التام بقانون القوات المسلحة، وكيفية استنباط العقيدة العسكرية بجانب الاستراتيجية القومية الشاملة، وذلك حتى نتمكن من وضع الأسس التي نتشارك فيها جميعا لبناء قوات مسلحة سودانية مهنية، بعيدة كل البعد عن العمل السياسي، تضطلع بمهام حماية الدولة السودانية وصون أمنها واستقرارها، وعدم الزج بها في أي معترك يخص الأمن الداخلي أو المشاركة في أي أعمال داخلية، ما لم تطلب الحكومة التنفيذية منها ذلك. وأكد البرهان أن القوات المسلحة ستكون تحت إمرة أي حكومة مدنية منتخبة بأمر الشعب. وقال إن هذه فرصة مواتية لوضع أسس الإصلاح الأمني والعسكري، وكل أجهزة الدولة المختلفة خاصة الأجهزة الشرطية وأجهزة العدالة. ودعا البرهان الممانعين للعملية السياسية للانضمام إليها باعتبار أن ما يطرح فيها هو طرح سوداني خالص، شارك الجميع في صياغته وهو يلبي طموحات الشعب السوداني، ويخدم أهداف التغيير والتحول الديمقراطي. وشدد على أن هذه العملية هي عملية سودانية محضة لا شأن للأجانب بها، وناشد رئيس مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو ورئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، للانضمام لعملية البناء باعتبار أن السودان يمضي بخطى حثيثة لوضع أسس حقيقية لبناء دولة ديمقراطية حرة، وأعرب البرهان عن شكره وتقديره للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والإيقاد والترويكا، لدعم ومساندتهم للمرحلة الانتقالية التي يمر بها السودان. من جانبه أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع أن عملية الإصلاح الأمني والعسكري ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورية كجزء من إصلاح الدولة، وقال إن الوصول للجيش الواحد هدفنا جميعاً، ونسير فيه بقناعة وفقاً للمسائل الفنية المتفق عليها. وأوضح دقلو، أن الإصلاح الأمني والعسكري، ليس نشاطاً سياسياً ولا يجب أن يخضع لأية أجندة سياسية، فهو عمل وطني مرتبط بالأهداف العليا للبلاد، قبلناه برضا ووعي كاملين، مستفيدين من التجارب الإنسانية في محيطنا الإفريقي والعربي والعالم. وأشار إلى أهمية الاستفادة من النماذج والأمثلة في عمليات إدماج الجيوش، والتي تأتي غالباً في ظروف مختلفة عن الواقع السوداني.