قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس الاثنين: إن "الفكر الصهيوني المتطرف" يحكم أطراف الحكومة الإسرائيلية الحالية. وندد اشتية بشدة، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الفلسطيني، بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموترتيش التي أنكر فيها وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني. وشدد على أن إسرائيل "دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون، وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ، وقد تعلمنا من التاريخ أن الاستعمار إلى زوال، وأن إرادة شعبنا وانتماءه لا تهزها تصريحات مزوري التاريخ وادعاءاتهم الباطلة". وكان سموترتيش صرح، خلال زيارته إلى فرنسا، بأنه "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة" بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية. وفي وقت سابق، عقبت الخارجية الفلسطينية، في بيان ، بأن هذه المواقف "تعكس العقلية الاستعمارية الظلامية التي باتت تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال أذرعها المختلفة، وتخلق مناخات لنمو التطرف والإرهاب اليهودي ضد شعبنا". ورأت الوزارة أن مثل هذه التصريحات "دعوات إسرائيلية رسمية تصدر عن مسؤولين في قمة الهرم السياسي الإسرائيلي لخلق الفوضى واستمرار دوامة العنف بهدف تخريب الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة". من جانب آخر يبدي الفلسطينيون والمجتمع الدولي خشية من مغبة أن تشهد مدينة القدسالمحتلة تصعيدا إسرائيليا خلال شهر رمضان المرتقب، من شأنه أن يفاقم الأوضاع المتوترة، في ظل تصعيد الاحتلال المتواصل في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. وعشية حلول شهر رمضان وخلاله، تنتهي مهل إخلاء أو تنظر المحاكم الإسرائيلية في التماسات ضد إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في القدس، فيما يهدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بتسريع عمليات الهدم والإخلاء في المدينة. والمنازل المهددة بالإخلاء إما في حي الشيخ جراح أو بلدة سلوان وكلاهما في المحيط القريب من البلدة القديمة في المدينة حيث يقع المسجد الأقصى. وما يزيد من تفاقم المخاوف هو إعلان بن غفير، أنه أوعز إلى شرطة الاحتلال في المدينة، بمواصلة هدم المنازل في القدس خلال رمضان ومواصلة العمل على ما يسميه "إنفاذ قانون" الاحتلال على أهالي المدينة. وعادة ما تمتنع سلطات الاحتلال عن عمليات الهدم خلال شهر رمضان، بموجب التوصيات الأمنية والاستخباراتية، خوفاً من مواجهات واسعة قد تفضي إلى تصعيد غير محسوب. ولكن ثمة سبب آخر يزيد من المخاوف وهو تزامن الشهر مع عيد الفصح اليهودي الذي تدعو خلاله جماعات يمينية متطرفة لتصعيد الاقتحامات خلاله للمسجد الأقصى. ومع الأخذ بعين الاعتبار تواجد عشرات آلاف المصلين يوميا خلال شهر رمضان فإن زيادة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى قد يكون من شأنها زيادة التوترات. وعلى الأرجح يحل شهر رمضان يوم 23 مارس الجاري وينتهي في 21 أبريل، أما عيد الفصح اليهودي فيبدأ في 5 أبريل ويستمر أسبوعا.