حذر قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من مغبة عودة المستوطنين إلى البؤرة الاستيطانية "افاتار" المقامة على جبل صبيح قضاء نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، حيث ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع إمكانية شرعنة البؤرة الاستيطانية وعودة المستوطنين إليها. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن نتنياهو أجرى، مساء الأحد الماضي، وبطلب من وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموترتيش، مشاورات حول شرعنة البؤرة الاستيطانية "أفاتار"، وإقامة المدرسة الدينية فيها. وأجرى نتنياهو المناقشات بحضور وزير الأمن الإسرائيلي يؤاف غالانت، وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وقادة من المؤسسة الأمنية، حيث أعرب غالانت عن رفضه لمثل هذه الخطوة خاصة مع قرب حلول شهر رمضان، وأيده بذلك كبار ضباط الجيش الإسرائيلي الذين حذروا من مغبة أن يؤدي إلى اضطرابات. وذكرت صحيفة "هآرتس"، العبرية، بأن المناقشات التي أجراها نتنياهو انتهت دون أن يتم اتخاذ أي قرار، بعد أن حذر رؤساء المؤسسة الأمنية من العواقب والتداعيات الأمنية والسياسية لهذه الخطوة، نظرا لقرب شهر رمضان. ووفقا للصحيفة، فإن المسؤولين المشاركين في الجلسة، وبضمنهم وزير الأمن غالانت، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، ورئيس "الشاباك"، رونين بار، عارضوا عودة المستوطنين إلى "افاتار" في هذه المرحلة، فيما أبدى غالانت دعمه إلى إمكانية شرعنة البؤرة الاستيطانية المذكورة. ويعتزم سموتريتش، الإعلان عن الموقع المقامة عليه البؤرة الاستيطانية "افاتار" ك"أراضي دولة"، تمهيدا لشرعنتها وعودة المستوطنين بشكل دائم إليها، علما أن الإعلان عن "افاتار" يقع ضمن الصلاحيات التي بات يتولاها سموتريتش، بعد اتفاقه على تقسيم الصلاحيات مع وزير الأمن، غالانت. يذكر أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية السابق، أفيخاي مندلبليت، صادق على خطة إقامة البؤرة الاستيطانية العشوائية "افاتار". واتفق المستوطنون في بؤرة "افاتار" مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، في على إخلاء أنفسهم من البؤرة الاستيطانية المقامة على أراض بملكية خاصة للفلسطينيين في منطقة جبل صبيح، والإبقاء على الأبنية التي أقاموها فيها إلى حين فحص ملكية الأراضي في المنطقة، لكن هذا الإخلاء لم يُنفذ فعليا. وسكن في البؤرة الاستيطانية 50 عائلة، الذين بنوا بيوتا من الحجر وعبدوا شوارع بالإسفلت، كما أقاموا مدرسة دينية "ييشيفاة" وكنيس. وزعمت "الإدارة المدنية" للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، أنها أجرت مسحا للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية وأن 60 دونما من هذه الأراضي توصف بأنها "أراضي دولة" وبالإمكان الاستيطان فيها، لكن هذه الأراضي هي أراض صودرت من أصحابها الفلسطينيين بصورة تدريجية في السنوات الماضية. من جهة أخرى، تجددت اقتحامات واعتداءات واستفزازات المستوطنين لبلدة حوارة جنوبي نابلس، الليلة الماضية، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع ما يسمى عيد "المساخر" العبري. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن 31 إصابة وقعت خلال المواجهات مع الاحتلال والمستوطنين في حوارة، بينها خمس إصابات جرى نقلها إلى طوارئ ابن سينا. وقالت مصادر محلية، إن ستة مواطنين بينهم أطفال أصيبوا بحجارة المستوطنين، أحدهم في رأسه، نقلوا على إثرها لأحد المستشفيات بمدينة نابلس، فيما أطلق مستوطن الرصاص الحي صوب مركبة في البلدة ما أدى إلى إلحاق أضرار بها، دون وقوع إصابات. وخلال اقتحامهم للبلدة، اعتدى المستوطنون على عائلة في أحد منازل حوارة، وقاموا برشها بغاز الفلفل، تزامنا مع إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان. وأفيد بأن مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال التي وفرت الحماية للمستوطنين، أسفرت عن إصابة عدد منهم بحالات اختناق. وعلاوة على الحماية، أظهر توثيق مصور قيام جنود الاحتلال ب"الرقص" مع المستوطنين استفزازا لاهالي حوارة، فيما ادعى جيش الاحتلال أنه فتح تحقيقا في الأمر. وأطلقت مساجد حوارة دعوات للمواطنين من أجل التصدي للمستوطنين بعد تجدد اقتحاماتهم للبلدة. وفي 26 فبراير الماضي، نفذ مستوطنون نحو 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس، أسفرت عن استشهاد فلسطيني، وإصابة أكثر من 350 آخرين، وإحراق وتحطيم عشرات المنازل والمركبات. وتوالت التنديدات حتى على المستوى الدولي باعتداءات وعربدة المستوطنين المتواصلة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وخصوصًا ما شهدته بلدة حوارة، مؤخرا. كما شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، حملة اعتقالات ومداهمات في مناطق متفرقة بالضفة والقدسالمحتلة، طالت مرابطة مقدسية أثناء تواجدها في البلدة القديمة. وفي سياق متصل، نفذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات في بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم، طالت سبعة فلسطينيين. وداهمت قوة راجلة من جيش الاحتلال قرية بيتين شمال محافظة رام الله والبيرة، فيما اقتحم جنود الاحتلال بلدة بيت عنان شمال غرب القدس.