لا أتوقع أن هناك موسما خلال المواسم العشرة الأخيرة تبدو حظوظ فريق النصر فيه أكبر من أي منافس آخر في جمع ثنائية الدوري بالكأس كهذا الموسم.. طريق النصر بكأس خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم يبدو سالكًا لوصول الفريق لنهائي الكأس الأغلى والأكثر حوافزًا ومميزات وهذا ليس تقليلاً من الفرق التي قابلها النصر في الأدوار السابقة من البطولة وتجاوزها بكل سهولة ودون متاعب تذكر ولا حتى من فريق الوحدة الذي سيلتقيه النصر في الدور نصف النهائي القادم بل لأفضلية النصر الفنية وجودة عناصره مقارنة مع هذه الفرق ولا يفصل بين النصر وهذا اللقب الأغلى والغائب عن خزائنه لعقود طويلة بعد توفيق الله إلا التخطيط الجيد من مدربه الفرنسي(Rudi García) وعطاء لاعبيه بغض النظر عمن سيلتقي النصر في النهائي فالهلال وهو الفريق الأقرب سيكون في قمة إرهاقه لكثرة مشاركات لاعبيه محليًا وعربيًا وقاريًا وتعدد إصاباتهم مع النادي والمنتخب، والاتحاد لا أتوقع أن دكة احتياطه قادرة على الصمود حتى نهاية الموسم والمنافسة على لقبين كبيرين كبطولة الدوري والكأس كما حدث مع الفريق الموسم الماضي! أما على صعيد بطولة دوري روشن فمازلت أرى كما يرى الكثيرون ممن يتابع التفاصيل الدقيقة للنصر والاتحاد والهلال أن «العالمي» أو «فارس نجد» كما يحلو لمحبيه وعشاقه تسميته هو الأقرب للتربع على عرش هذه البطولة والأكثر جاهزية وتركيزًا حتى وإن تخلف عن المتصدر الاتحاد بنقطة واحدة والذي أتوقع تعثره اليوم في مواجهة الفتح في الجولة 21 من الدوري. النصر في هذا الموسم الفريق الأجهز والأكثر تكاملاً والأقل إرهاقًا مقارنة مع الفرق الأخرى المنافسة الاتحاد والهلال والشباب وهذا واقع لابد أن يتم استغلاله بشكل جيد من قبل مدرب النصر الفرنسي (Rudi García) لتحقيق حلم الجماهير النصراوية المتعطشة لبطولات كبيرة كدوري خادم الحرمين الشريفين ودوري روشن للمحترفين وابتداء من مواجهة مساء هذا اليوم عندما يلتقي فريق أبها العنيد فالانتصار وحصد النقاط الثلاث في هذه المواجهة قد يعيد النصر لصدارة دوري روشن مجددًا في حال تعثر الاتحاد بالتعادل أو الخسارة أمام الفريق العنيد وصاحب المواقف القوية أمام الفرق الكبيرة فريق الفتح. النصر خلال الجولات العشر المتبقية سيختلف كثيرًا عن الجولات الأربع الماضية بعد عودة نجمه البرازيلي (Anderson Souza Conceição) وهدافه وهداف الدوري الذي من المؤكد سيكون عامل الحسم في مواجهات كثيرة لتميزه وقدرته على التسجيل سواء كان ذلك من الكرات الثابتة أو المتحركة ويتبقى بعد توفيق الله التوظيف الجيد وإدارة المباريات بالشكل الصحيح من قبل الفرنسي (Rudi García) والعطاء بإخلاص من قبل نجوم الفريق لصناعة فرح نصراوي قادم قد تتذكره الأجيال النصراوية لعقود طويلة من الزمن وهذا ليس صعبًا ولا مستحيلاً ومن الممكن تحقيقه وتحويله لواقع مشاهد ابتداءً من هذا المساء. فاصلة: رحم الله الكابتن سالم مروان حارس النصر والمنتخب السعودي السابق وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان فقد أخلص لشعار النصر والمنتخب حبًا وشغفًا وتضحية بعيدًا عن أي مغريات أخرى وهذا ما رسخ ذكره في ذاكرة الرياضيين على اختلاف ميولهم.