معارض الكتاب، مساحة تحتضن الإصدارات بعناوينها المختلفة وتجمع الكتّاب بالقائمين على مؤسسات ودور النشر والتوزيع وتشكل للزائرين فرصة للتعرف على أهم منجزات الإنتاج الفكري والأدبي في مكان واحد، ووسط فعاليات ونشاطات متنوعة ترافق المعرض على مدار أيامه، إذ يُعد معرض الكتاب مقياسًا مهمًّا لدور النشر وتوزيع الكتاب، ومعرفة كل دولة باهتمامها بالكتاب. اهتمت المملكة العربية السعودية في إقامة معارض الكتاب بهدف زيادة الوعي وإثراء القارئ، والسعي لنشر إبداعات المؤلفين السعوديين في جميع أنحاء المملكة، حيث تتوالى خلال العام معارض الكتب على المستويين الداخلي والخارجي، محققة حضوراً لافتا ومتميزاً من حيث ما ينشر ويعرض من كتب ومؤلفات في مجالات مختلفة. وتشرف هيئة الأدب والنشر والترجمة على تفعيل هذا المجال وتعزيزه من خلال أنشطة متنوعة ومعارض متعددة كان آخرها مبادرة معارض الكتاب في المملكة لهذا العام والتي كان باكورة أعمالها تنظيم معرض الشرقية للكتاب 2023 الذي انطلق في الثاني من مارس ضمن مهرجان الكُتّاب والقرّاء في المنطقة الشرقية بنسخته الأولى، ويقام تحت شعار «معرض - ثقافة - حضارة - فن»، وبشراكةٍ ثقافية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) ويضم 500 ناشر محلي وعربي ودولي. ومن الواضح أن الاهتمام بمعارض الكتاب في المملكة بات طقساً معتاداً على المستوى المحلي خلال العام أبرزها معرض الرياض الدولي للكتاب المعرض السنوي الذي يقام لمدة عشرة أيام، الذي يعتبر الحدث الأكبر اقتصادياً في المنطقة والأضخم من حيث عدد دور النشر وتنظمه وتشرف عليه هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية، كذلك مَعْرِض جَدَّة الدَّولي للكِتَاب الذي يُعَدُّ ثاني أكبر معرض للكتاب في المملكة، إضافة إلى معارض دورية أخرى تلقى حضورها المحلي وتشارك في عملية تعزيز وتشجيع القراءة ونشر الكتاب. أما دولياً فلا يخفى الحضور المتميز للمملكة في معرض القاهرة، لا سيما بدورة هذا العام التي أقيمت الشهر الفائت، حيث سجلت دور النشر السعودية والتي بلغ عددها 39 مشاركاً، حضوراً كبيراً ولافتاً بالمعرض، وحظيت باهتمام مختلف الجنسيات من الجمهور، لما قدمته من جوانب حضارية وتراثية وأدبية وتاريخية مشرقة، إضافة إلى تسليط الضوء على الإنتاج الفكري السعودي. وفي شباط أيضاً من هذا العام شاركت المملكة من بين 45 دولة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب لعام 2023م، بجناح خاص يعكس واقع الحراك الثقافي والفكري والتقدم الحضاري في المملكة، فضلاً عن كونه نافذة لتعزيز التواصل الفكري والحضاري مع مختلف الشعوب. ويعود تاريخ الحركة الأدبية في المملكة من "1924م - 1945م" أي من "1344ه - 1365ه"، وهي الفترة التي عرفت باسم الأدب الحديث في السعودية، حيث انفتحت المملكة على العالم الخارجي بشكل تدريجي، وبدأ انتشار العِلم ووضعت أسس النهضة الفكرية؛ فيما تُعد الثمانينات العصر الذهبي لكتابة القصص القصيرة في السعودية، وذلك لوجود عدد من التغيرات أبرزها زيادة الإنتاج، وتنوع التجارب، وظهور الإصدارات النقدية للقصص.