عند حديثك عن المنجز فلا أصدق من الأرقام، فهي التي تُظهر مدى تقدمك، وحجم انجازك، ومستوى آدائك، فالمؤشرات هي واقع المخرجات، هذه الحقيقة تجلّت في منتدى "مؤشرات الاتصالات وتقنية المعلومات"، المقام في العاصمة الرياض في نسخته التاسعة، والذي نظمته هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، برعاية معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وبحضور معالي محافظ الهيئة وعددا من أصحاب السمو والمعالي والمختصين، فمنذ افتتاح جلساته وحتى نهايتها، أخذت الأرقام والمؤشرات تتدفق عند كل معلومة، لتعكس التطور الذي عاشته المملكة العربية السعودية منذ انطلاق هذه الرؤية المباركة، حيث تناول منتدى مؤشرات حجم التقدم المذهل في القطاع خلال السنوات الست الماضية بتفصيل دقيق، سواءً على المستوى المالي أو الاستثماري أو حتى تجربة المستخدم، وكيفية توسيع نطاق الأعمال الرقمية لدعم الاقتصاد الرقمي، وسبل تطوير القطاع وتعزيز كفاءة البنية التحتية. قطاع الاتصالات والتقنية أحد المساهمين المهمين في الناتج المحلي، لذلك أبرز المنتدى تنامي حجم السوق ليصل إلى 154 مليار ريال، بنمو يتجاوز 48٪، وهو الأكبر والأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتمثل القيمة السوقية لسوق الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي ما نسبته 44٪ من القيمة السوقية للقطاع في منطقة الخليج ككل، هذا النمو المتسارع مع توجه الدولة ككل إلى التحول الرقمي بالكامل، يخدم أيضاً المشاريع العملاقة في المملكة كمشروع "نيوم" ومدينة "ذا لاين" الفريدة، كما أبرز المنتدى حجم الاستثمارات الرأسمالية التي ضخت في البنية التحتية الرقمية منذ عام 2017م، والتي تجاوزت 93 مليار ريال، مما انعكس على آداء الخدمات، حيث تضاعفت سرعة الإنترنت المتنقل 11 مرة، متجاوزة ضعف المتوسط العالمي، لتستمر المملكة ضمن الدول العشر الأوائل عالمياً، وقد بلغ استهلاك الفرد لبيانات الإنترنت المتنقل 1200 ميجابايت يومياً، وهو ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وبنسبة اشتراك تجاوزت 172٪. واليوم ونحن نتحدث عن بلد بحجم السعودية، وبتضاريسها المتنوعة، وامتداد أراضيها الشاسعة، إلا أن نسبة انتشار خدمات الإنترنت وصلت إلى 99٪ من البلاد، ونسبة تغطية الجيل الخامس إلى 53٪، حيث تم مؤخراً اطلاق خدمة الإنترنت عالي السرعة في 21 ألف قرية وهجرة، ليكون إجمالي المنازل المغطاة 3.7 مليون منزل، بالإضافة إلى مساهمة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بإصدار 12 موافقة ل26 علامة تجارية تقدم خدمات المركبات المتصلة، بجانب إطلاق البيئة التنظيمية التجريبية للتقنيات الناشئة دعماً لرواد الأعمال والمبتكرين، هذه بعض المؤشرات الحقيقية الملموسة للجهود المبذولة للرقي بالقطاع بكافة جوانبه سواءً على مستوى الشركات أو الأفراد. كما تناول المنتدى مؤشرات دقيقة حول كافة تفاصيل استخدام الإنترنت في المملكة، سواء كان الفئات العمرية أو الأنظمة أو الأوقات أو التطبيقات وغيرها، وللمرة الثانية قدم جائزة "أفضل تجربة للمستخدمين" تحفيزاً للتنافسية وتطوير الخدمات، مما جعلني أخرج مزهواً بما شاهدت، فخوراً بما وصلنا إليه، بفضل الله سبحانه، ثم قيادة حكيمة لا ترضى لنا إلا "مؤشرات" تلامس عنان السماء.