وطني هو الظلال الوارفة، هو الأحضان الدافئة، هو الماء، هو الهواء، من شمسه، من أرضه، بسمائها، وجبالها؛ نستلهم المحبة والجمال. نترجم الآمال لغد مشرق، وليس في الخيال، هو المشاعر الرقيقة، والارتياح في الجوارح، إحساس يفيض نبلًا ينثر عطراً، في رحابه نستقي مكارم الأخلاق الفاضلة، ومعاني الوفاء الشاملة، يدرك القريب والبعيد كم هو في الرأي سديد يؤثر كرماً في الشمائل، لم يكن للأرباح يجني بينما الأضرار تلحق بالبشر، إنه بعد في النظر حين يسهم في درء الخطر رحمة بالناس ومراعاة لحال الضعفاء، هذه البلاد المباركة بفضل الله والمنة ترفل بالعز والرخاء والنماء، كم أنت كبيرة يا بلادي، باتت مكارم الأخلاق علامة بارزة مشعة مضيئة، حينما يستشعر المخلصون دورهم الإنساني الرائد في إغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين الذين تتعرض أوطانهم لكوارث لا قبل لهم بها ولا حيلة لهم على مواجهة أعبائها، ليجدوا هذه الإضاءات، وهم بذلك العمل يرجون ما عند الله من الأجر والمثوبة وما عند الله باقٍ والله يحب المحسنين. المواطن السعودي على قدر كبير من الوعي والثقة والمسؤولية وهو يجسد المنطق السليم من خلال إخلاصه ووفائه، من خلال رؤيته لمستقبله من خلال حكمته وشجاعته، وقود هذه القافلة الحس الوطني الصادق الداعم لهذا التوجه النبيل. المواطن السعودي يخاف من خالقه يحافظ على العهد وأسس الاحترام في ظل قيادة حكيمة لا تألو جهداً في تحقيق التطلعات وحرصها -أيدها الله- أشد الحرص على بناء الإنسان فكراً وأخلاقاً وثقافة ووعياً معرفياً في إدراك ميزة هذه النعم العظيمة من المولى سبحانه ومن ضمنها نعمة الأمن والأمان، وبتوفيق من البارئ عز وجل يسهر المخلصون في بلورة الإخلاص عيوناً تسهر على راحة المواطن والمقيم للمحافظة على وطن احتضن الجميع ويعيش في ظلاله الوارفة الجميع ويحبه الجميع في إطار صياغة حميمية للرحمة والمودة والتآلف بين أبنائه وبناته وكل من يقيم على أرضه الطيبة المباركة مهبط الوحي، مدلولات عميقة ومعانٍ قيمة، فبنشر العلم وتعزيز المعرفة يستقر الانتماء في الأفئدة، في حين تشكل الثقافة بمفهومها الشامل عنواناً بارزاً لتقدم الشعوب، ورجال الأمن وفقهم الله فضلاً عن تأديتهم لهذا الواجب وهذه المسؤولية الوطنية فإنهم يؤجرون بإذن الله على ذلك، فحماية الأعراض والأموال والأولاد ودفع الشرور، إنما هو تعاون على البر، سلسلة مترابطة زادها الله تماسكاً وقوة وثباتاً ورفعة. وطني كم كان للملهوف غوثاً كم كان للمكلوم عوناً فضلاً عن سعيه الدؤوب إلى تعزيز الروابط الإنسانية وتنميتها وإشاعة روح المحبة والتسامح بين الناس، في ضوء تحقيق رؤية سديدة وصيغة منسجمة، تستمد طاقتها من ثقتها بربها وحبها لوطنها، يداً واحدة وسواعد تحقق الآمال للأجيال، في إطار من الود والرغبة الصادقة والأحاسيس التي تنبض في كل حين «كلنا فداء للوطن، تبرز في وطني وأهله آثار السماحة في التعامل في التعاطي، في مد يد العون لليتامى والأرامل، في مجالات الإغاثة دون منّ أو كلافة. كم جميلة تلك الذكريات، دأب آبائي وأجدادي من بيوت الطين وهاتيك الجدر، من بلادي من مزارعها، من عذوق النخل وأغصان الشجر، كانوا صفاً واحداً في التكاتف والتعاضد حينما ينهمر المطر، تتكاتف الأيدي لمحو آثار الضرر. إنما نحن امتداد لمسيرة الآباء والأجداد في التكافل، في البناء والإعمار، في رفع راية الإسلام عالية خفاقة في اعتزازنا في ديننا، في أخلاقنا في قيمنا في كل المآثر، في كل المحافل نرفع الهامات».