حب الوطن يسري في العروق يؤلف بين القلوب، ما أجمله وهو يضمنا بين اجنحته وهو يظللنا، ما أروعه وهو يوحد كلمتنا ويعزز مسيرتنا، حب الوطن في القلب أشبه بلوحة تشكيلية رائعة الجمال بفكرتها الخلابة وخطوطها الجذابة وتناسق ألوانها، انه الاعتناء بروعة الإحساس بعمق الإخلاص وصدق الانتماء لهذا الوطن الأشم فمن خلال حبه تزخر المشاعر بالزهو والفخر والاعتزاز، ما يجعل اللوحة الجميلة تزداد بهاء وجمالا، فالمحبة صياغة حميمة للرحمة والمودة وتآلف القلوب بين ابنائه وبناته بكل ما تحتويه من مدلولات بليغة ومعان قيمة. وهكذا يكون للانتماء نصيب في التفعيل والتأطير وتعرف الشجرة من ثمرها، لم يكن أهل هذا البلد المعطاء إلا رمزاً للصفاء لا يعرف الحقد طريقاً لقلوب أهله أهل الخير أهل الكرم والوفاء، يدرك القريب والبعيد كم هو في الرأي سديد، شرع كتاب الله نهجاً ومسلكاً وبهدي النبي المختار ظل ممسكا. يغيظ أعداءه استقراره تحرق قلوبهم مآثر النماء والإعمار فما برح الأقزام يكيدون للنيل منه بالأصوات والأقلام، لا يدركون أي حب عميق استقر في قلوب ابنائه وبناته الذين يوفون بالعهود ويحترمون الوعود كيف لا والوفاء سمة الشرفاء. إن من يسيء لوطنه بأي وسيلة كانت إنما يفقأ عينه بيده ومن يفقأ عينه بيده ليس جديراً بالنظر، سلمت يا خير الأوطان وسلم ترابك، امضِ قدما لتحقيق اهدافك النبيلة بحزم وعزم وحكمة قائد، فدون البلاد خرط القتاد، سلمت بلادي بلاد السلام بلاد المحبة بلاد الوئام، بلاد الكرم بلاد الوفاء ورمز الإخاء فأرواحنا من دونك فداء، في الوطن وأهله تبرز آثار السماحة في التعامل في التعاطي، في مد يد العون لليتامى والأرامل في مجالات الإغاثة دون منّ أو كلافة. كم جميلة تلك الذكريات دأب آبائي وأجدادي من بيوت الطين من بلادي من مزارعها، من عذوق النخل وأغصان الشجر، كانوا صفاً واحداً في التكاتف والتعاضد، حينما ينهمر المطر، تتكاتف الأيدي لمحو آثار الضرر. إنما نحن امتداد لمسيرة الأجداد في التكافل، في البناء والإعمار، في رفع راية الإسلام عالية خفاقة، في اعتزازنا في ديننا، في أخلاقنا في قيمنا، في كل المآثر، في كل المحافل نرفع الهامات، وطننا كله أيام وأيامنا كلها محبة وفداء للوطن.