واصلت القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا وتحاول محاصرة مدينة باخموت والتي شهدت جانباً من أكثر المعارك ضراوة في الحرب. وتكافح روسيا لقطع خطوط الإمدادات عن القوات الأوكرانية التي تدافع عن المدينة وإجبارهم على الاستسلام أو الانسحاب، ويمهد الطريق للاستيلاء على آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "العدو يدمر دون هوادة كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا. جنودنا الذين يدافعون عن المنطقة المحيطة بباخموت هم أبطال حقيقيون". وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا عززت قواتها في منطقة باخموت وقصفت نقاطا حول المدينة. وذكر الجيش في صباح الثلاثاء أنه "خلال اليوم السابق، تصدت قواتنا لأكثر من 60 هجوما للعدو" على صلة بباخموت والمناطق المجاورة في الشرق، وأوضح أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية على قريتي يادخد وباركييفكا على المداخل الشمالية لباخموت. وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف إن القوات الروسية وضعت موطئ قدم لها بين القرى فيما تحاول قطع الطريق إلى الغرب من تشاسيف يار. وأضاف "القطاع الجنوبي من باخموت هو المنطقة الوحيدة التي يمكن وصفها بأنها خاضعة للسيطرة الأوكرانية. أما في جميع المناطق الأخرى فالوضع لا يمكن التنبؤ به"، موضحا أنه "من المستحيل تحديد موقع خط الجبهة الأمامي". وتتحصن القوات الأوكرانية في دونيتسك في خنادق موحلة بعد أن أدى الطقس الدافئ إلى ذوبان الجليد على الأرض. وشوهدت مركبات عسكرية عالقة في الوحل. وفي أحد الخنادق المتعرجة، قال فولوديمير الذي يتولى قيادة فصيلة عسكرية إن رجاله مستعدون للعمل في كافة الظروف الجوية. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا، التي عززت قواتها بمئات الآلاف من المجندين، كثفت هجماتها على طول الجبهة الشرقية لكن هجماتها تكلفها الكثير. وأعلنت روسيا أن قواتها دمرت مستودع ذخيرة أوكرانيا قرب باخموت وأسقطت صواريخ أميركية الصنع وطائرات مسيرات أوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الولاياتالمتحدة تخطط لعمليات استفزازية في أوكرانيا باستخدام مواد كيميائية سامة. ولم يصدر حتى الآن رد عن الولاياتالمتحدة. يلين في كييف أصبحت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أحدث مسؤول غربي رفيع المستوى يزور العاصمة الأوكرانية، حيث تعهدت بعد اجتماعات مع زيلينسكي ومسؤولين آخرين بتقديم المساعدة وبمزيد من الإجراءات لعزل روسيا. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن زار كييف قبل أسبوع في الذكرى الأولى لبداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلنت يلين تحويل أول 1.25 مليار دولار من الشريحة الأخيرة من المساعدات الأميركية التي تبلغ قيمتها 9.9 مليارات دولار، وزارت مدرسة تُدفع رواتب معلميها بمساعدة أميركية. كما دعمت استكمال برنامج ممول بالكامل لأوكرانيا مع صندوق النقد الدولي بحلول نهاية مارس. موسكو تتمنع ذكر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف لإذاعة "صوت أميركا" "إن الحكومة الصربية رفضت إرسال أسلحة إلى موسكو في ظل الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا. وأشار إلى أن الكثيرين في موسكو كانوا يتوقعون تلقي أسلحة من صربيا". وأضاف بودانوف "روسيا تحاول شراء أي شيء من أي مكان، لأن مشاكلها كبيرة بالفعل. وصربيا، التي كان الجميع في روسيا يعلقون آمالاً كبيرة عليها، رفضت إرسال أسلحة إليهم"، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم". وقال "في الواقع، الدولة الوحيدة تقريبا التي تنقل بالفعل أسلحة إلى روسيا هي إيران. كانت هناك تقارير بأن شيئا ما كان يأتي من كوريا الشمالية، لكن ليس لدينا تأكيد على ذلك. ولا توجد حالة واحدة نسجل فيها أن بعض الأسلحة جاء من كوريا الشمالية، أو ربما لم نلحظها بعد". وزاد هناك بعض الجهود التي تبذلها روسيا لشراء أسلحة عبر دول ثالثة على نطاق واسع إلى حد ما. وأردف "إنهم يحاولون الآن مع ميانمار. وسنرى ما سيحدث مع مرور الوقت. ولكن في الواقع، فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة، فإن روسيا تقتصر على إيران". واختتم بودانوف حديثه بالقول: "القادة الروس يفهمون بوضوح الشيء الرئيسي: وهو أن الأسلحة النووية ليست أسلحة، ولكنها وسيلة للردع الاستراتيجي، وأن استخدام رادع نووي، من قبل أي شخص في العالم، سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لكل من يفعل ذلك".