عمّ الإضراب الشامل، الخميس، مدن ومخيمات القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس الأربعاء، والتي أسفرت عن استشهاد 11 مواطناً وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح. وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمصارف، والمحلات التجارية، وسط دعوات بتصعيد المواجهات مع الاحتلال، والخروج بمسيرات غضب. والأربعاء، دعت القوى والفصائل الفلسطينية (تضم كافة الفصائل)، إلى "إضراب شامل في كافة محافظات الوطن، حداداً على أرواح شهداء نابلس، وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي". وذكرت القوى، في بيان لها، أن هذا الإضراب "يأتي إسناداً لأهلنا في نابلس العصية على الانكسار، وأن شعبنا الوفي سيدافع عن نفسه أمام فاشية الاحتلال ولن ترهبه المجازر". وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مدينة نابلس، الأربعاء، وارتكبت مجزرة أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينياً، بينهم ثلاثة مسنين، وطفل، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، بينهم 7 في حالة الخطر. كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الخميس، سلسة غارات جوية على قطاع غزة. وقالت مصادر محلية في غزة، إن "طائرات الاحتلال قصفت عدة مواقع للمقاومة غربي مدينة غزة، ووسط القطاع، محدثة دماراً كبيراً، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في الأرواح". وأضافت أن "طائرات الاحتلال استهدفت موقع بدر التابع للمقاومة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وموقعاً للمقاومة في مخيم البريج وسط القطاع". وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان له، أن "طائرات حربية أغارت على موقع لإنتاج السلاح تابع لحركة حماس، وسط غزة، ومجمع عسكري غرب القطاع". فيما تحدثت مصادر عبرية أن الطائرات الإسرائيلية تعرضت لنيران مضادات المقاومة الأرضية خلال تنفيذ مهامها في غزة. ومنذ مطلع العام الجاري، قتل في الاعتداءات الإسرائيلية 60 فلسطينياً. وأفادت مصادر فلسطينية بأن وفداً من الأممالمتحدة وصل الخميس إلى قطاع غزة لإجراء مباحثات في ظل التوتر الميداني. وذكرت المصادر أن الوفد الذي يترأسه منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند دخل إلى قطاع غزة عبر حاجز "بيت حانون/إيرز" الخاضع لسيطرة الاحتلال. وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يجري الوفد الأممي مباحثات مع قيادات من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بشأن سبل منع التصعيد الميداني. وأفاد مسؤولون بأن مصر والأممالمتحدة تتوسطان لتهدئة الوضع. وأفاد مصدر دبلوماسي لرويترز بأن وينسلاند وصل إلى غزة للقاء قادة حماس في محاولة لتهدئة الوضع. وقال وينسلاند في بيان قبل الزيارة "إنني مستمر في التواصل مع جميع الأطراف المعنية لخفض التوتر. وأحث الجميع على الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي لمزيد من تأجيج الوضع المضطرب بالفعل". وقال مسؤول فلسطيني إن قياديين من حماس والجهاد الإسلامي حذروا وسطاء بينهم مصر من أن الوضع قد ينزلق إلى "مواجهة مفتوحة" إذا لم يحدث تغيير. وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن التعليق. وقال في بيان منفصل إنه تم التوصل إلى اتفاقات مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يرأس حزب الصهيونية الدينية المؤيد للاستيطان، من شأنها أن تمنحه بعض السلطات المدنية في الضفة الغربية، بدون ذكر تفاصيل. وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة منها مداهمات متكررة كثفتها إسرائيل على مدار العام الماضي. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع حاليا "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالا منذ سنوات" مع "بلوغ التوترات ذروتها" في سياق "تعطّل... عملية السلام" الإسرائيلية الفلسطينية. وشدّد غوتيريش على أنّ "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء". وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ"، إذ شدّد مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل على "الأهمية القصوى لسعي كل الفرقاء لإعادة إرساء الهدوء واحتواء التوترات". بدورها أعربت الولاياتالمتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في الضفة الغربية. وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنّ "فرنسا تدين كلّ أعمال العنف المرتكبة ضدّ مدنيّين" و"تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أيّ عمل يمكن أن يؤجّج" العنف. ودانت الرئاسة الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي"، وحمّلت "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).