اقتحم عدد من ضباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وعشرات المستوطنين اليهود امس المسجد الأقصى، واستشهد شاب فلسطيني من مخيم الأمعري للاجئين قرب رام الله، بعد اصابته فجر امس برصاص الاحتلال، واعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي 18 موطنا في مداهمات نفّذتها بأنحاء متفرقة من الضّفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر محلية: ان عيسى سالم القطري (22 عاماً) اصيب بالرصاص الحي في الصدر لينقل بسيارة مدنية إلى مستشفى رام الله الحكومي، قبل أن يعلن عن استشهاده بعد فترة في المستشفى. وكان الشهيد عيسى أجل حفل زفافه في أعقاب استشهاد ابن عمه محمد القطري، الذي استسهد يوم 8 اغسطس الماضي، قبل أن يحدد نهاية الأسبوع المقبل موعداً للزواج، إلا أن رصاص الاحتلال عاجله. وقالت ناطقة بلسان جيش الاحتلال: إنّ الجيش اعتقل ستّة فلسطينيين، مدّعية بأنّ أربعة منهم ضالعون بأنشطة عسكرية وأخرى شعبية ضدّ الاحتلال، وجرت إحالتهم لدى الجهات الأمنية المختصة للتحقيق معهم. وأوضحت أنّ الجيش اعتقل مواطنًا في مخيم قلنديا جنوب رام الله، إضافة إلى آخر في قرية شقبا غرب رام الله، كما أعلن الاحتلال اعتقال مطلوب من حماس في مخيم الأمعري برام الله. وفي الخليل، أعلن الاحتلال اعتقال مواطن ببلدة سعير شمال الخليل، زعم أنّه ناشط في حركة حماس، إضافة إلى اثنين بمخيم العروب شمال الخليل. ونصبت قوات الاحتلال الاسرائيلي خياما على الشارع الرئيس جنوبي بلدية يعبد الواصل بين محافظتي جنين وطولكرم، ونفذت تدريبات عسكرية، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد مدعومة بعدد كبير من الآليات العسكرية والجنود المشاة، واندلعت مواجهات ادت الى اصابة شاب بعيار ناري. وخاض الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي امس إضرابا شاملا في السجون حدادا على الشهيد رائد الجعبري الذي قضى في مستشفى «سوروكا». وقال الأسرى في رسالة تم تسريبها من السجون: إنهم أعلنوا إضرابا شاملا عن الطعام في كافة السجون لمدة يوم واحد، تنديدا بسياسة الاحتلال العدوانية التي تنتهج بحق الأسرى من كافة الجوانب. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع: ان الاسرى ارسلوا رسالة الى مدير مصلحة السجون الاسرائيلية يحملونه فيها المسؤولية عن استشهاد الاسير الجعبري من محافظة الخليل. وكان الجعبري (37 عاما) القابع في سجن إيشل الاسرائيلي استشهد امس الثلاثاء بعد نقله إلى مستشفى "سوروكا" التابع لمصلحة السجون. وهدمت جرافات الاحتلال صباح امس خمسة منازل لعائلة الهذالين في منطقة خشم الدرج أقصى شرق محافظة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة. وكان أصحاب المنازل تلقوا مؤخرا إخطارات هدم لمنازلهم الواقعة خارج المخطط الهيكلي للمنطقة الذي وافق عليه الاحتلال. كما اقتحمت قوات الاحتلال قريتي عوريف وعصيرة القبلية الواقعتين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وتوغلت قوة عسكرية كبيرة إلى مدينة نابلس فجر الاربعاء من المدخل الغربي والشرقي من المدينة. واقتحم مستوطنون وعناصر من مخابرات الاحتلال صباح امس المسجد الأقصى من باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا: إن 25 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته. وأوضح أن عناصر من مخابرات الاحتلال اقتحمت المصليات المسقوفة (المصلى المرواني، الجامع القبلي المسقوف، الأقصى القديم، ومسجد قبة الصخرة المشرفة). من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية لتصعيد المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه في مختلف مناطق الضفة الغربية، رداً على استشهاد الشابين عيسى القطري ورائد الجعبري، كما دعت الجماهير الفلسطينية إلى النفير الوطني والتصعيد الشامل في وجه المحتل، وبمختلف الأدوات، مؤكدةً تحويل مواكب وداع الشهداء إلى "ثورةٍ تحرق الأخضر واليابس تحت أقدام الصهاينة في كافة المناطق ومختلف مواقع التماس". وفي واشنطن، التقت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي مع نائب وزير الخارجية الأمريكي بيل بيرنز، وتم في اللقاء مناقشة التطورات السياسية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته المأساوية، وضمان عدم تكرار المجازر الوحشية التي ارتكبت بحق شعبنا في القطاع. وأكدت عشراوي في بيان رسمي أهمية إطلاق مبادرة سياسية لإنهاء الاحتلال العسكري الاسرائيلي لفلسطين ضمن إطار زمني واضح، مشددة على العواقب الوخيمة لاستمرار الاستيطان، مشيرة بذلك إلى الحملة الاستيطانية الأخيرة التي أطلقتها إسرائيل في جنوب الضفة الغربية ورام الله وجنوب مدينة نابلس، بتحد صريح للشرعية والإرادة الدولية. هذا وقد رافق السفير معن عريقات رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير في واشنطن عشراوي. كما التقت عشراوي بمنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج، فيليب جوردون، وأطلعته على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى جهود حكومة الاحتلال في تكثيف وتوسيع الاستيطان وتصعيد والعنف وجرائم الحرب في الضفة الغربية والقدسالمحتلة. وتناول الطرفان دور الولايات المتحدة في العملية السياسية، وأكدت عشراوي ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة نهجاً جديداً وأكثر إيجابية من النهج الذي كرسته في السعي لتحقيق حل الدولتين، ودعتها إلى دعم المبادرات الفلسطينية المستقبلية في توجهها الى الامم المتحدة من اجل الاضطلاع بدور أكثر أهمية في إنهاء الاحتلال وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني.