اتهمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لأول مرة روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" منذ بدء هجومها على أوكرانيا قبل حوالى عام. وعددت المدعية العامة السابقة في كلمة ألقتها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، التجاوزات المنسوبة إلى روسيا فذكرت القصف المنهجي على المدنيين والبنى التحتية الأساسية، وأعمال التعذيب والاغتصاب المنسوبة إلى الجنود الروس ونقل أوكرانيين قسرا إلى روسيا بينهم آلاف الأطفال الذين فصلوا عن عائلاتهم. وقالت هاريس "نظرنا في الأدلة، نعرف المعايير القانونية، وليس هناك أدنى شك: إنها جرائم بحق الإنسانية". وتابعت "أقول ذلك لكل الذين ارتكبوا هذه الجرائم وقادتهم أو المتواطئين في هذه الجرائم: سوف تحاسبون عليها". من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كلمته "لا إفلات من العقاب على هذه الجرائم". "طالما أن ذلك ضروري" دعت كييف إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس، غير أن شكل هذه المحكمة ما زال يطرح أسئلة قانونية معقدة. وعلى غرار مواقف الدول الحليفة، أكدت نائبة الرئيس أن الولاياتالمتحدة، أكبر مزودي كييف بالأسلحة، ستواصل دعمها لهذا البلد "طالما لزم الأمر"، مشددة على متانة العلاقة بين ضفتي الأطلسي وثبات موقف الحلف الأطلسي (ناتو) بمواجهة روسيا. وكان الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ حذر في وقت سابق من مخاطر انتصار موسكو. وقال إن "أكبر خطر هو أن ينتصر بوتين. إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فستكون الرسالة له ولسواه من القادة المتسلطين أن بإمكانهم استخدام القوة للحصول على ما يريدون". وأشار إلى أن الكرملين يحشد "مئات آلاف الجنود" ويتزود ب"المزيد من الأسلحة من دول استبدادية مثل إيران وكوريا الشمالية". كما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى "مضاعفة الجهود" لتأمين المساعدة العسكرية لكييف من أجل "إحباط مخططات بوتين الإمبريالية". وبعد حوالى عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، لا تلوح أي بوادر تهدئة في الأفق. واستولت القوات الروسية على حوالى خمس الأراضي الأوكرانية وتسببت المعارك بسقوط عشرات آلاف الضحايا من الجانبين، فيما يحذر الحلف الأطلسي من هجوم روسي جديد واسع النطاق قريبا على أوكرانيا. * مخاوف من حرب طويلة - وأعلنت هاريس "أولويتنا هي ضمان قوة أوكرانيا على الأرض". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ابديا الجمعة مخاوف من حرب طويلة، في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ. وشددت فون دير لايين بصورة خاصة على وجوب تسريع إنتاج الأسلحة كالذخائر التي "تحتاج إليها (كييف) بشكل ملح". وقالت "لا يعقل أن نضطر للانتظار لأشهر أو سنوات قبل أن نتمكن من إعادة تزويد أنفسنا" بهذه المعدات لتسليمها إلى أوكرانيا. ويدرس أعضاء الاتحاد الأوروبي حاليا سبل القيام بعمليات شراء مشتركة لذخائر من أجل أوكرانيا، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية في بروكسل. وأعلن الجيش الأميركي الجمعة عن عقد بحوالى مليار دولار لزيادة إنتاج ذخائر مدفعية من عيار 155 ملم تستخدم بكميات كبيرة في أوكرانيا. ويدعم الحلفاء أوكرانيا من خلال مساعدات مالية وعسكرية بما في ذلك دبابات ثقيلة، حتى وإن تأخرت في الوصول إلى الميدان، ومن خلال فرض عقوبات اقتصادية بالغة الشدة على روسيا. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ميونيخ أن المؤتمر الدولي المقبل لإعادة إعمار أوكرانيا سيعقد في حزيران/يونيو في لندن. وتطالب أوكرانيا كذلك بطائرات مقاتلة غير أن الدول الحليفة لا تزال متحفظة في الوقت الحاضر على هذا الطلب.