قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية بحسب ما نقل موقع "روسيا اليوم" إن روسيا تحتفظ بحق الرد بالشكل المناسب إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، منوهة بأنها ستكون طرفا مباشرا في النزاع الأوكراني. وأضافت المتحدثة ماريا زاخراوفا: "الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، الذين يزودون نظام كييف بالسلاح، أصبحوا في الواقع شركاء في جرائم الحرب. إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فسيعد ذلك تجاوزا للخط الأحمر وستجعل الولاياتالمتحدة طرفا مباشرا في الصراع، وفي هذه الحالة تحتفظ موسكو بالحق في الدفاع عن أراضيها بكل الوسائل المتاحة وكما تراه مناسبا". ووفقا لها، فإنه "في مثل هذا السيناريو، سنضطر إلى الرد بشكل مناسب، في رأيي، هذا واضح.. مثل هذه الخطوة الأمريكية غير المسؤولة ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار إلى حد كبير، وستساهم في زيادة التوتر واستفزازات تؤدي إلى سباق تسلح. نحن نعلم ونرى أن واشنطن قد شرعت بزعزعة الاستقرار العالمي. ونرى ذلك في مناطق مختلفة من العالم في آسيا وأوراسيا وأوروبا وإفريقيا". من جانب آخر بدأ رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك زيارة للعاصمة الألمانية برلين، وهي الزيارة الثانية له بألمانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في بلاده في فبراير الماضي. وتهدف الزيارة لإقناع الحكومة الاتحادية بتوريد دبابات لأوكرانيا. وطلب ستيفانتشوك في مستهل زيارته من الحكومة الألمانية القيام بدور ريادي في توريد دبابات قتالية إلى أوكرانيا، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت متأخر من مساء الأربعاء بعد وصوله للعاصمة الألمانية: "يجب أن ترقى ألمانيا لمستوى دورها الريادي وتكون أول بلد يورد دبابات قتالية (لأوكرانيا)". يذكر أن المستشار الألماني أولاف شولتس أكد أكثر من مرة أنه لا يعتزم القيام بإجراءات أحادية الجانب فيما يتعلق بتوريدات الأسلحة. وحتى الآن لم تورد أي دولة تابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" دبابات قتالية غربية الصنع إلى أوكرانيا. وتطالب الحكومة الأوكرانية توريد دبابات إليها مثل الدبابات الألمانية من طراز "ليوبارد2" بشكل أكثر إلحاحا منذ تحقيقها أوجه نجاح عسكرية في استعادة مناطق كانت وقعت تحت سيطرة القوات الروسية. وقال ستيفانتشوك: "الجيش الأوكراني استعاد منطقة بحجم 6000 كيلو متر مربع. يشار إلى أن رئيس البرلمان الأوكراني سيشارك هذه المرة في برلين بمؤتمر البرلمانيين لدول مجموعة السبع "G7". وتتولى ألمانيا حاليا رئاسة هذه المجموعة. وأبرز المشاركين في المؤتمر هي رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي. من جانبه أكد المستشار الألماني أولاف شولتس مجدداً أهمية الحوار مع روسيا، مشيرا إلى أنه لمس تمسك الرئيس فلاديمير بوتين بموقفه تجاه أوكرانيا، خلال المباحثات الهاتفية بينهما مؤخرا. وتعليقا على المكالمة صرح شولتس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الجورجي ايراكلي غاريباشفيلي بأنه لم يلحظ خلال الحوار أن الرئيس بوتين لديه القابلية لتفهم أن إطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كان خطأ استراتيجيا. وأكد على ضرورة الحوار مع الجانب الروسي لإقناعه بسحب قواته من أوكرانيا. في السياق وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس إلى كييف في زيارة تهدف إلى دفع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدما، في وقت تحرز قوات هذا البلد تقدما على الأرض بمواجهة الروس. وكتبت فون دير لايين على تويتر "في كييف في زيارتي الثالثة منذ بدء الحرب الروسية"، موضحة أنها ستلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميغال. وأوضحت أن المحادثات ستتناول كيفية "التقريب بين اقتصاداتنا وشعوبنا في وقت تتقدم أوكرانيا على طريق الدخول" إلى الاتحاد الأوروبي. وصادق الأوروبيون في يونيو على طلب الترشيح الذي قدمته أوكرانيا الطامحة للالتحاق أيضا بحلف شمال الأطلسي، وهو ما شكل إحدى ذرائع موسكو لشن هجومها العسكري على هذا البلد في 24 فبراير. وفرض الغربيون سلسلة عقوبات شديدة على موسكو تسببت بزعزعة استقرار أسعار الغاز والنفط، وتسببت بأزمة طاقة ضربت الاتحاد الأوروبي. كما وأرسلوا أسلحة إلى كييف مقدمين لها دعما حاسما مكنها في الأسابيع الأخيرة من استعادة مساحات شاسعة من القوات الروسية. "معارك نشطة" عشية زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، زار زيلينسكي مدينة إيزيوم الإستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا من الروس في منطقة خاركيف (شمال شرق)، واعدا الأوكرانيين ب"النصر". وأكد زيلينسكي في رسالته المسائية اليومية "تحرير منطقة خاركيف بصورة شبه كاملة" مع استعادة "400 بلدة" في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ بداية سبتمبر والذي باغت موسكو على ما يبدو. والقت القوات الروسية ليل الأربعاء سبعة صواريخ على منشآت مياه في كريفي ريغ، مسقط رأس زيلينسكي في وسط أوكرانيا، متسببة بفيضان نهر إنغوليه، ما حمل الرئيس على التنديد بمحاولة لإغراق المدينة. وأوضح مساعد مسؤول الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو الخميس على تيليجرام أن المياه غمرت 112 منزلا في المدينة البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة، بدون التسبب بسقوط ضحايا. وفي منطقة خيرسون (جنوب) حيث تشن القوات الأوكرانية أيضا هجوما مضادا غير أنها تواجه مقاومة أكبر منها في خاركيف، قال المصدر إن الوضع "صعب للغاية" مع خوض العسكريين "معارك نشطة". أوكرانيا تطلب من ألمانيا دبابات هجومية (أ ف ب)