عاد ابراهيم رئيسي للتبجح بكذبة تحسن الاوضاع الاقتصادية في ايران، بعد ايام قليلة من اعتراف خامنئي بافلاس الحكومة، واشارته الى القرارات المتناقضة التي يتخذها شخصان يجلسان حول طاولة واحدة في اجتماع مجلس الوزراء. ادعى رئيسي خفض نسبة البطالة، مستخدما نبرة خطاب مرتفعة، لدى تحديه الاعداء الذين ظنوا بان البلاد ستتوقف مع حظر الانتاج والصناعة وتشديده على ان الامر ليس كذلك دون اعتبار لاحصائيات المراكز الرسمية التي استند اليها الولي الفقيه في خطابه. التناقض الذي وقع فيه رئيسي مجددا دلالة اخرى على الازمة العميقة التي تمزق السلطة المنكمشة، والفشل الذي وصلت اليه حكومته، ولا يخلو الامر من تدني قدرات الرئيس الذي راهن عليه الولي الفقيه، وقلة علمه الذي لا يتعدى الشهادة الابتدائية، وخبراته المقتصرة على السجون والاعدامات. لم يتناقض رئيسي مع خامنئي وحسب، فقد تناقض ايضا مع رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الذي يتطرق باستمرار للمشاكل الاقتصادية، ورئيس السلطة القضائية محسني ايجئي الذي أشار في كلمته عند قبر الخميني، إلى عدم الكفاءة -التي أصبحت صفة حكومة رئيسي- ولدى ذرفه دموع التماسيح أشار إلى الجروح الاقتصادية، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق لاريجاني الذي صرح بامكانية أن يقع نظام قوي في يد مسؤول تنفيذي لا يستطيع التنفيذ بشكل جيد. لخلاف اعلى مستويات السلطة المنكمشة في ايران ظلاله الثقيلة على المنبوذين من بلاط ولاية الفقيه، الذين يعيشون اجواء قلقة من الدوامة التي يدور فيها النظام، ووجدوا في مأزق خامنئي غير القابل للعلاج فرصة لاظهار صحة وجهة نظرهم، حيث دعا حسن روحاني خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين للعودة إلى انتخابات تنافسية، باعتبار هذا الخيار خطوة اولى لصيانة النظام وإصلاحه، فيما وجد الذين يطلق عليهم اسم النشطاء السياسيين الإصلاحيين داخل وخارج البلاد فرصتهم للظهور في المشهد واطلاق بيان طالبوا فيه الحكومة باعادة النظر في السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. الواضح من خلال هذه التصريحات التقاء الوان طيف النظام عند الخوف من العدو والانتفاضة حيث صرح رئيسي قبل ايام حول العدو الذي لا يريد أن تتحقق المُثل العليا للإمام منذ سنوات الحرب مع العراق، واستمرت مؤامراته وفتنه، في اشارة واضحة منه لمنظمة مجاهدي خلق. الخوف من العدو والانتفاضة السبب الابرز في حالة التشوش والارتباك التي يعيشها نظام الملالي، وضابط ايقاع حرب ذئاب السلطة التي تأخذ في اعتبارها الخطر على نظام يتعرض لضربات تحت الحزام من قبل انتفاضة الشعب الايراني التي ستضع في نهاية المطاف حدا لحكم ولاية الفقيه.