واصل شباب الانتفاضة في طهران ومدن إيران الأخرى من شمال إيران إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها هجماتهم على قواعد الباسيج التابعة للحرس وغيرها من الأجهزة القمعية للنظام. وهاجم شباب الانتفاضة، الاثنين، الأسبوع الحالي، وبشكل متزامن، قواعد الباسيج والقضاء للنظام، ولافتات خامنئي وقاسم سليماني، واستخبارات الحرس في طهران، دزفول، وشوش في الجنوب الغربي، وأستارا، وساري وبابلسر في الشمال، ومشكين شهر في الشمال الغربي، وأصفهان، وقزوين. وأضرمت النيران في أراك وقم في الوسط وكرمنشاه وهمدان في غرب إيران. وفي سراوان ونيكشهر بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، قطع شبان الانتفاضة طريق دوريات العدو بشعار الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي. في أصفهان وقزوين وساري وسمنان وشوش وأستارا، أشعل الشباب النار في قواعد للباسيج التابعة للحرس. في دزفول أضرم الشباب الثوار النار في دائرة القضاء في هذه المدينة التي تعتبر مركزا لقمع الشعب. وفي أصفهان، أشعل الشباب النار في فرع لبنك قوات الحرس، المسمى بنك سبه. في كرمنشاه ومشكين شهر، تم إشعال النار من قبل شباب الانتفاضة في لافتات تحمل صورا لخامنئي، وفي قم وأراك، في لافتات لقاسم سليماني، وفي همدان، لافتة لمخابرات النظام، وفي بابلسر، تم إضرام النار في لافتة لعروض النظام بمناسبة 1 شباط ذكرى وصول خميني، وكلها رموز لسيادة النظام. كما أضرم شباب الانتفاضة في إيران النار في قواعد للباسيج ومراكز القمع الأخرى التابعة لنظام الملالي خلال 17 سلسلة من العمليات في 24 يناير. على الرغم من الإجراءات الأمنية والعسكرية والاستخبارية للنظام لمنع الهجمات على مراكز القمع التابعة له، تمكن شباب الانتفاضة رغم المخاطرة العالية من مهاجمة هذه المراكز في طهران ومدن إيرانية أخرى من سراوان في الجنوب الشرقي إلى شوش في الجنوب الغربي ومرورا بكرمان في الشرق إلى سربل ذهاب وهمدان في الغرب وانتهاء بلنكرود في الشمال إلى قزوين وكرج في الوسط ومشهد في شمال شرق إيران. ويهاجم شباب الانتفاضة هذه المراكز بشعار الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعيم، وهو الشعار العام لانتفاضة الشعب في إيران. كما أن شباب الانتفاضة وخلال هجماتهم على قواعد النظام هتفوا "الولاية والتوكيل وجهان لعملة واحدة" ليعكسوا رفض عموم الشعب لنظامي الشاه والملالي. كبش فداء أجبرت الانتفاضة الشعبية الايرانية المستمرة للشهر الخامس على التوالي، واخفاقات ابراهيم رئيسي المتلاحقة الولي الفقيه، على الاعتراف بعمق الأزمات الاقتصادية التي وصل اليها نظامه. اعترف خامنئي أمام أزلامه بالصعوبات التي تواجهها العائلات في تدبير أوضاعها المعيشية مع اتساع نسبة الفقر، بطالة الملايين من الخريجين و اضطرارهم للهجرة، التخلف وحالة انسداد الآفاق أمام حلول الأزمات الاقتصادية، العجز غير العادي في الميزانية، غياب جدوى تشكيل المجلس الاقتصادي لرؤساء السلطات الثلاث. ناقضت هذه الاعترافات مزاعم خامنئي السابقة حول إنجازات حققها حكم الولي الفقيه الهادفة لتمرير ادعائه بأن الانتفاضة مؤامرة من أعداء أجانب لوقف عجلة تقدم نظامه، ورغم الإشارات الضمنية لدوره في حدوث الأزمات الاقتصادية، كان يحاول الهروب إلى الأمام لاتقاء غضب الشارع الإيراني، فقد اتبع مقولة "ضربة على الحافر واخرى على المسمار" لدى تطرقه لتخلف الاقتصاد في العقد الأول بعد الألفين، وأعاد الأمر الى أسباب مختلفة، الى جانب ضعف الإدارة، من بينها التركيز على الملف النووي. اللافت للنظر انه حمل ابراهيم رئيسي وحكومته الجانب الأكبر من المسؤولية، حيث أشار الى اتخاذ قرارات متناقضة في بعض الأحيان، جهاز يعلن عن قرار، وآخر يتخذ قرارا ضده، رغم جلوسهما على طاولة واحدة في اجتماع مجلس الوزراء، متجاهلا ان رئيسي كان واجهة مشروعه للحكم المنكمش، كما تطرق الى ما وصفه بالمشكلات الهيكلية التي تعانيها الميزانية منذ سنوات، مما تسبب في مضاعفات مالية، مؤكدا على أن مجلس رؤساء السلطات الثلاث لم يحل هذه المشكلة. لا شك في ان إشارة خامنئي إلى عجز الميزانية باعتباره احد أكثر القضايا إشكالية بالنسبة لاقتصاد البلاد توجه صفعة لرئيسي الذي زعم عند عرض موازنة عام 1402 الايراني على البرلمان بخلو الموازنة من العجز، ولم يأت اعتراف الولي الفقيه بالإفلاس الاقتصادي من فراغ، بل نتيجة لغياب الحلول، والوصول الى طريق مسدود، اجبره على التسليم بفشل مشروع رئيسي، الذي وصفه في الخطاب الذي القاه بمناسبة عيد النوروز 1401 بانه حلوى العام، وسيترتب على هذه الاشارة المزيد من الاستخفاف برئيسي ومشروعه. ارتفعت الاصوات في اوساط نظام الملالي للتحذير من السياسة التي يتبعها رئيسي، لم تعد مقتصرة على التيار المهزوم في ظل مشاركة الاخر المهيمن في توجيه الانتقادات، لكن لتذمر خامنئي من الفشل الاستراتيجي، بعد فوات الاوان، معنى مختلف، وتداعيات مختلفة داخل النظام، الذي وضعته الانتفاضة الشعبية والمقاومة الإيرانية على حافة السقوط.