تعاني عواصم الدول والمدن الاقتصادية في العالم من الازدحام المروري؛ لذا تلجأ لوسائل نقل متعددة ومبتكرة؛ لتخفيف هذا العبء النفسي والاقتصادي والصحي، من تلك الوسائل: المترو السطحي والنفقي، والترام، والأوتوبيس الترددي، ووسائل النقل الكهربائية، وربما الدرجات الهوائية، ولكن قبل كل ذلك، هناك طرق تتحمل هذا التطوير، ولا أظن طرقنا مستعدة لاستقبال أي من وسائل التطوير، حتى تواجه مشكلة التكدس "السياراتي" الرهيب في مدن المملكة الكبرى "الرياض، وجدة، ومكة" على سبيل المثال، وذلك رغم الجهود الجبارة المبذولة لحل هذه الأزمة الخانقة. في تقديري.. من الصعب أن نلقي اللوم على أجهزة المرور، فمعظم الشوارع ثلاث حارات في الاتجاه الواحد، وعدد السيارات في تزايد، خاصة بعد قيادة المرأة للسيارة وهذا أمر جيد، ناهيك عن مشكلة الدوام في الدوائر الحكومية الذي يبدأ وينتهي في وقت واحد، متزامناً مع دوام المدارس والجامعات، إضافة لعجلة الاقتصاد المتمثلة في القطاع الخاص، وفتح آفاق الاستثمار أمام الشركات العالمية لكي تفتح مقرات لها في العاصمة، وما يستلزم ذلك من وجود سيارات وباصات، ووسائل نقل متعددة، إلى جانب السلوكيات البغيضة من الكثيرين في قيادة السيارات واستخدام الهواتف، والنوم في الطرق، والمشكلة الأزلية هي السائقون الذين يأتون من بلدانهم دون دراية بنوعيات السيارات في المملكة ثم نلقي بهم في أتون شوارعنا مع سيارات فارهة، فيصاب السائقون على الطرق بالارتباك وخنق الطرق عند مواجهة أي طارئ في الطريق، فأصبحت الشوارع تئن، ويئن معها المواطن والمقيم، بل ومتخذ القرار والأجهزة التنفيذية. هل توجد حلول لتلك الأزمة؟ بالفعل، ولكنها مكلفة جداً، فيجب أن نرى مخططي الطرق يبتكرون محاور جديدة تتسع وتناسب الحركتين الاقتصادية والاجتماعية، كما أرى أن هناك حلولاً خارج الصندوق تتمثل في ترحيل الإجازات، ليكون بعضها في أيام الجمعة والسبت، وأخرى في الاثنين والثلاثاء وهكذا، إضافة إلى ترحيل مواعيد الدوام الحكومي والأهلي في ساعات متباعدة، ومن ثم يكون الخروج متتابعاً وليس في وقت واحد. إننا جميعاً نتحمل مسؤولية اختناق الشوارع، ونحتاج إلى أفكار متجددة لمواجهة مشكلة العصر.
