طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإدارة الأمريكية بالتدخل لوقف إجراءات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة قبل فوات الأوان، متهما إياها بتدمير ما تبقى من فرص السلام والاستقرار في المنطقة. جاءت تصريحات عباس خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، الليلة الماضية، حيث أطلعه على ما تتخذه الحكومة الإسرائيلية الجديدة من إجراءات "هدامة وجرائم بهدف تدمير حل الدولتين والاتفاقيات الموقعة". وحذر عباس من خطورة الإجراءات الإسرائيلية وتداعياتها، داعيا الإدارة الأمريكية لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب والانتهاكات التي تتمثل بتكثيف الاستيطان وعمليات القتل واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية واستباحة المسجد الأقصى وتنكرها للاتفاقيات الموقعة والقرصنة ضد أموال الضرائب الفلسطينية. وأكد الرئيس الفلسطيني، أن القيادة الفلسطينية "لن تقبل باستمرار هذه الجرائم الإسرائيلية وستتصدى لها وستدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته". كما شدد على أهمية إيفاء الإدارة الأمريكية بالتزاماتها، التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الأمريكية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن. واستشهد 17 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري بينهم 4 أطفال برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وشرق القدس النسبة الأكبر منهم في مدينة جنين، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية. وإلى جانب التصعيد الميداني، أقر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل (الكابنيت) في السادس من يناير الجاري إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية على خلفية توجهها لمحكمة العدل الدولية في لاهاي من بينها اقتطاع مبلغ 39.6 مليون دولار أمريكي من أموال الضرائب الفلسطينية. كما شملت، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجميد تصاريح البناء في منطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية، وسحب التسهيلات الممنوحة للشخصيات الفلسطينية (في أي بي). إلى ذلك طالب رئيس الوزراء محمد اشتية خلال لقائه في مكتبه بمدينة رام الله مع وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي بحسب بيان صدر عنه تلقت"الرياض" نسخة منه، باتخاذ خطوات جدية من أجل الحفاظ على حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين. وأكد اشتية أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بشكل مباشر ما بين فلسطين والولايات المتحدة، وألا تكون عبر إسرائيل، من خلال إعادة الدعم المقدم لدولة فلسطين لمواجهة الأزمة المالية التي تهددها بعدم القدرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، نتيجة القرصنة الإسرائيلية والاقتطاعات "غير القانونية من أموالنا". وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدسالشرقية. من جهة ثانية، أقام مستوطنون، فجر الجمعة، بؤرة استيطانية جديدة على اراضي قرية جوريش جنوب شرق نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن مجموعة من المستوطنين، اقتحمت منطقة "وعر جمة" التابعة لأراضي جوريش، وأنشأت بؤرة استيطانية جديدة، حيث نصبت عددا من "الكرافانات" في المنطقة. وأكد دغلس تصاعد وتيرة الاستيطان في ريف نابلس، وكذلك أعمال التوسعة والتجريف في عدد من المستوطنات، على حساب أراضي المواطنين. في سياق متصل كشفت إذاعة /كان/ العبرية الرسمية، عن وجود خلافات بين الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي، حول مخطط تهجير الفلسطينيين من بيوتهم، في منطقة "مسافر يطا" جنوبي الخليل، جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت الإذاعة إنه "خلافاً لموقف الأجهزة الأمنية؛ يعتزم الجيش إجلاء فلسطينيين من منطقة تدريبات عسكرية تحمل رقم 918 في جنوب جبل الخليل، حيث قام خلال الأيام الاخيرة بمسح منازل حوالي ألف فلسطيني يسكنون في المكان، تمهيداً لهدمها".