المطر فكرة مؤقتة، والشمس حقيقة ثابتة. لا يمكن أن يكون المطر حُبًّا، قد يمثل الرغبة أو الإعجاب، وربَّما الاحتياج. الضوء، هو الحبُّ الواضح، والضمان المؤكد مهما أوهمنا الغيم بالبقاء. المطر فاتن، يأتي بعد لهفة انتظار، ويجُبُّ كل أزمنة الترقب، ويشعرنا بالأبدية.. لكن لا نلبث حتى تأتي الشمس لتلغي أطنانًا من البلل. المطر مناور جيد، له أوقاته المختلفة وقراراته المترددة، يبدأ وينتهي بمواعيده الخاصة، وأحيانًا بشكل مفاجئ، للشمس مواقيتها المحددة، ثباتها وحدتها دائمة، لا تفاجئ ولا تحجب بسهولة، ولا تخذل. في المناطق الجافة يصبح المطر ضيفًا استثنائيًا، وعلى عكسه الشمس؛ فهي الضيف المنتظر في المناطق الباردة. ما يميز الثانية أنها لا تخطئ الوقت، بينما الأول يتأثر بأشياء كثيرة تمنعه أو تربكه. أيُّ حُبٍّ، يأتي كمطر لا تعوِّل على بلله الغزير، راهن على الشمس. المطر المتواصل يقتل متعة الترقب، ويشل انسيابية كل شيء، يمكن وصف الشمس بالصبح، لأنها التعبير الأدق عن الضوء والبدايات والسلام. والسلام..