استشهد 224 فلسطينياً خلال العام 2022، بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين وقطاع غزة المحاصر بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي التي صعّدت من اعتداءاتها على الفلسطينيين وقامت بهدم أكثر من ألف مبنى بحجة البناء دون ترخيص. وجاءت هذه الإحصاءات في تقرير صدر، الخميس، عن الجهاز المركزي للإحصاء، وصل"الرياض" نسخة منه، حيث استعرض من خلاله الاعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه التي ما زالت متواصلة على السكان الفلسطينيين في كافة تجمعات سكنهم من الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل والاعتداء على الفلسطينيين. وأظهرت المعطيات أن سلطات الاحتلال قامت بهدم وتدمير 1058 مبنى في فلسطين (353 مبنى سكنياً و705 منشآت)، شملت 93 عملية هدم ذاتي يقع معظمها في محافظة القدس بواقع 88 عملية هدم ذاتي. وتصدرت محافظة القدس مجمل عمليات الهدم بنسبة 29 %، شملت هدم 128 مبنى سكنياً و176 منشأة، في الوقت الذي تقوم به دولة الاحتلال ببناء مئات الوحدات الاستيطانية، حيث يعيش فيها أكثر من 700 ألف مستوطن في 151 مستعمرة مقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية في نهاية عام 2021. وبلغ عدد الشهداء خلال عام 2022 حتى تاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر، 224 شهيداً (53 شهيداً في قطاع غزة و171 شهيداً في الضفة الغربية)، وفق سجلات وزارة الصحة. كما بلغ عدد الأسرى القابعين في سجون الاحتلال 4,700 أسير وذلك حتّى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وفق بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من بينهم 34 أسيرة، ونحو 150 قاصراً، و835 معتقلاً إدارياً بينهم ثلاث أسيرات، وأربعة أطفال. كما نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الحالي أكثر من 3000 عملية اعتقال في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس، وادعى أنه ضبط أكثر من 500 قطعة سلاح، وأغلق 14 ورشة لصنع أسلحة، وصادر 2.8 مليون شيكل "الدولار يساوي (3.50 شيكل)" بادعاء أنها مخصصة لمنظمات المقاومة الفلسطينية. وجاء ذلك في بيان صادر عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الخميس، لتلخيص عملياته العسكرية في العام المنتهي. وشن جيش الاحتلال غارات في قطاع غزة، استهدفت 257 موقعاً وتدمير نفقين هجومين، بحسب البيان. واستشهد خلالها 14 مقاتلاً في حركة الجهاد الإسلامي. وأطلِقت قذيفة صاروخية واحدة من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، بينما شن الجيش الإسرائيلي 4 غارات في الأراضي اللبنانية وأطلق باتجاهها 58 قذيفة مدفعية خلال العام الحالي، بحسب البيان. وأضاف البيان أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أكثر من 1000 طلعة جوية في الأجواء السورية واللبنانية وقطاع غزة، ونفذت البوارج الحربية الإسرائيلية أكثر من 30 عملية عسكرية، ونفذ أسطول الغواصات عشرات العمليات. من جهة أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين صباح الخميس، ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي واصلت فرضت تقييدات على دخول الفلسطينيين للمسجد وتنقلهم في ساحات الحرم. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في ساحات الحرم وبالجهة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وواصلت قوات الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية عند بواباته الخارجية. وتواصلت الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة الحشد للقدس والرباط الواسع في المسجد الأقصى يومي الجمعة والسبت، لإفشال كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه. من جهة ثانية، كشفت وسائل إعلام عبرية، أن الاتفاقات التي وقعها رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة بنيامين نتنياهو مع شركائه، "لم يرد فيها ذكر للمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، بينما ذكرت اتفاقات إبراهام لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي". وقال موقع /واينت/ العبري، الخميس، إن "اتفاقات نتنياهو مع شركائه تتضمن شرعنة البؤر الاستيطانية، ووعداً غامضاً بتشجيع ضم الضفة الغربية في المستقبل". وبين أن "التوجيهات نصت على عمل الحكومة في سبل تعزيز السلام مع جميع الجيران، وحماية المصالح الأمنية والتاريخية والوطنية لإسرائيل، وتعميق التعاون بشكل كبير، وإسناد اتفاقيات سلام إضافية". كما تنص المبادئ التوجيهية الأساسية على أن "الحكومة ستعمل على تعزيز مكانة القدس، وتطويرها كعاصمة لإسرائيل، وتوسيع البناء الاستيطاني على نطاق واسع، مع الحفاظ على السيادة الكاملة، وإحباط نشاطات السلطة الفلسطينية في القدس"، وفق زعم الموقع العبري. ولفت الموقع إلى أنه "خلال الأشهر الستة الأولى من ولاية الحكومة، سيتم اتخاذ قرار آخر بشأن تنظيم الأحياء الاستيطانية غير الخاضعة للتنظيم في المستوطنات القديمة، والموافقة على خطة خمسية لتطوير وتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية، بميزانية فريدة يحددها وزير المالية المعين بتسلئيل سموتريتش، ويصادق عليها في ميزانية الدولة". ومن المقرر أن تؤدي حكومة الاحتلال الجديدة، "يمين الولاء"، خلال جلسة الهيئة العامة للكنيست (البرلمان)، التي ستعقد الخميس. وتصدّر حزب نتنياهو (الليكود)، الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتمكن من تشكيل حكومة يمينية، أجمع مراقبون أنها "ستكون الأكثر تشدداً في تاريخ إسرائيل". ونتنياهو الذي يحاكم بتهم فساد، شغل أطول فترة رئاسة وزراء للاحتلال، لمرة أولى من 1996 إلى 1999 ثم ثانية من 2009 إلى 2021.