طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي على رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، لثنيه عن تنفيذ الاتفاقات التي يعقدها مع شركائه من اليمين الإسرائيلي المتطرف، والالتزام بمرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية، وفرض المقاطعة على الحكومة الإسرائيلية في حال لم تلتزم بذلك. وأدانت الخارجية، في بيان صحفي وصل "الرياض" نسخة منه، الأحد، انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة، ضد المواطنين الفلسطينيين وارضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، والتي كان آخرها اعتداء المستوطنين على المواطنين في تل الرميدة بالخليل، والاستيلاء على مئات الدونمات شرق قلقيلية، واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والدعوات التي تطلقها الجمعيات الاستيطانية، لحشد المزيد من المشاركين في اقتحام المسجد لمناسبة الأعياد اليهودية القادمة. وقالت: إنها تنظر بخطورة بالغة لاستمرار تلك الانتهاكات، خاصة في ظل المناخات المعادية لشعبنا والناشئة بفعل الاتفاقات التي يعقدها نتنياهو مع شركائه من اليمين الإسرائيلي المتطرف بشأن القضية الفلسطينية وحياة المواطنين الفلسطينيين، التي تنذر بتصعيد إسرائيلي قادم ضد شعبنا وحقوقه بهدف استكمال حسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية، من جانب واحد وبقوة الاحتلال. ودعت الخارجية إلى مزيد من الضغط لإلزام إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وكبح جماح أي محاولات والامتناع عن ضم أي إجراء من الضفة الغربيةالمحتلة. وكان اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وفتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات المسجد الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية. وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، ودققت في هويات بعضهم، واحتجزتها عند أبوابه الخارجية. وتواصلت الدعوات الفلسطينية، بضرورة الحشد بشكل واسع والرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، في ظل نية المستوطنين زيادة اقتحاماتهم للمسجد وإحياء أعيادهم اليهودية. ومن المتوقع أن يشهد الأقصى مزيدًا من الانتهاكات الإسرائيلية، في ظل حكومة اليمين المتطرفة، والتي ستعمل على تهويده وفرض التقسيم الزماني والمكاني، تزامنًا مع ما يسمى "عيد الحانوكاه" العبري. ويتعرض الأقصى لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، فيما تتصاعد وتيرة الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية، ويتخللها اعتداءات على المصلين والمرابطين وإبعادات عن المسجد. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، 11 فلسطينيًا بينهم أشقاء وأسرى محررون، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، خلال حملة مداهمات نفذتها بمناطق مختلفة في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين، منتصر سمور، إن "قوات الاحتلال اقتحمت بلدة برقين جنوبي جنين (شمال)، واعتقلت الشقيقين والأسيرين المحررين طارق ونبيل إبراهيم أبو شادوف". وأضاف أن "جيش الاحتلال اقتحم بلدة يعبد جنوبي جنين، وأعاد اعتقال الأسيرين المحررين ناهد سليم حمارشة وعلي بعجاوي". من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى (حقوقي مستقل مقره غزة)، إن "قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر أدهم أبو عرقوب، والطالب في جامعة بيرزيت ضياء الدين صبح من بلدة بيرزيت شمالي رام الله (وسط)". وعادة ما ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقالاته بمداهمات ليلية لمنازل الفلسطينيين، وينقلهم إلى مراكز توقيف في الأراضي المحتلة. يذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية تشرين أكتوبر الماضي، نحو أربعة آلاف و760 أسيرًا، من بينهم 33 أسيرة، وقرابة 160 قاصرًا، و820 معتقلًا إداريًا، بينهم ثلاث أسيرات وأربعة أطفال، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.