المشاركة الأجمل لا تزال مشاركة المنتخب السعودي في مونديال 94، وهي الأفضل، لأن المنتخب وصل في ذلك المونديال لدور الستة عشر، وقدم أداءً مميزاً في أول مشاركة له، توالت المشاركات في أربعة مونديالات أخرى، ولم تكن أي من هذه المشاركات ترتقي لتلك المشاركة حتى جاء مونديال 2022، وقدم المنتخب أداءً رفيعاً، وتعتبر هذه المشاركة هي الأجمل من بين كل المشاركات، بينما الأفضل كانت في 94، كانت جميلة لأن المنتخب السعودي تمكن من الفوز على المنتخب الأرجنتيني، وقدم مستوى أكثر من رائع أمام المنتخب البولندي وسيطر على مجريات المباراة ولم يحالفه الحظ للفوز بتلك المباراة. وفي اللقاء الأخير أمام المكسيك لم يوفق المدرب فيه، وحاول اللاعبون، ولكن لم يتمكن المنتخب من الفوز والعبور لدور الستة عشر، هذه المشاركة الجميلة من الأفضل أن نبني عليها للمستقبل لأن الأداء يُبشر بالخير، فقد ظهر لاعبو الأخضر بروح عالية وثقة بالنفس، وقدموا مستوى فنيا راقيا. أظهرت هذه المشاركة أهمية الاحتراف الخارجي للاعبين، وكذلك أفضلية تعيين مدرب وطني لقيادة الأخضر، الاهتمام بهذين الملفين من الآن سيجعل المقبل أفضل بإذن الله، لا شك بأن أكبر عائق لاحتراف اللاعب خارجياً هو قلة المردود المالي لأن البداية من الصعب أن تكون في الدوريات الكبرى في أوروبا، سيكون من الرائع أن يهتم الاتحاد السعودي لكرة القدم بهذا الملف والعمل على تعويض اللاعب مادياً لأن ما سيحصل عليه في حال الاحتراف الخارجي قد لا يصل لربع المقابل المادي الذي يتقاضاه في ناديه المحلي، البداية تكون باحتراف أربعة أو خمسة لاعبين شباب من عمر الثلاثة والعشرين عاماً وأقل ممن ظهروا بمستوى مميز مع المنتخب وكذلك ممن تألقوا في الدوري السعودي، في حال نجاحهم ستسير الأمور تلقائياً وسيذهب آخرون للاحتراف الخارجي. أما الملف الآخر وهو تعيين مدرب وطني لقيادة الأخضر، الاهتمام بهذا الملف مهم جداً والعمل على تأهيل ثلاثة أو أربعة أسماء مع تعاون الأندية في إعطائهم الثقة ومن يبرز منهم هو من سيتولى القيادة الفنية للمنتخب، التأهيل ليس فنياً فقط بل الاهتمام بالسمات الشخصية للمدرب أمر ضروري، العمل على الجانب الفني وكذلك السمات الشخصية أمران يكفلان بظهور مدربين سعوديين مميزين.