موضوع اهتمام الكثير من الناس، سواء المثقفين منهم أو عامتهم، إذ يريد كل من فهم نفسه ليعيش في أمن وسلام واستقرار مع نفسه والآخرين، كما أن موضوع (الشخصية) من المواضيع المهمة التي احتلت وما تزال تحتل مكانا مهما في علم النفس المعاصر، الذي يدرسها من عدة نواحي وجوانب معتمدا على نظريات فرضت وجودها نتيجة أبحاث ودراسات من قبل علماء النفس الأوائل، ومع أنها متباينة ومختلفة المصدر، إلا أن هدفها واحد وهو التنبؤ بما سيكون عليه السلوك البشري. حاول البشر منذ زمن بعيد تقسيم أنفسهم لشرائح، فظهرت مع القرن الثالث الميلادي، أولى نظريات أنواع الشخصيات في علم النفس على يد اليوناني جالينوس، عبر نظام افترض أن للبشر مزاجات توضّح حقيقة شخصيته، ولمعرفة أنواع الشخصيات في علم النفس هناك الكثير يهتمون بعلم النفس ودراسة الروح والنفس وفهم أصلها، لذلك يوجد دراسات نفسية علمية عن دراسة سلوك الإنسان وتفكيره وتصرفاته وأعماله، علم النفس يحلل هذه التصرفات والأفعال ويعرف شخصية الإنسان، حيث توجد أنواع متعددة لشخصية الإنسان. مصطلح الشخصية "Personality" مشتق من الكلمة اللاتينية "PERSONA" والتي تعني القناع "Mask" فتعريف الشخصية بأنها تشبه القناع الذي يرتديه الممثل أثناء أداء الدور يعني أنه يمكننا أن نختار ما نظهره أو نكشفه للآخرين أي أن هناك بعض الصفات الشخصية (الخاصة) تبقى لسبب أو آخر طي الكتمان ويؤيد هذا النوع من التعريفات أنصار المدرسة التحليلية. العوامل التي تؤثر على شخصية الفرد عديدة؛ سواء كانت داخلية أو خارجية، فهي تؤثر إما إيجابيا أو سلبيا على شخصيته وسلوكه كفرد، وعليه فمن أهمها (العوامل الحيوية)؛ وهي التي تشمل كل ما بجسم الإنسان من غدد صماء وجهازه العصبي، حيث إن التوازن في إفرازات الغدد الصماء يؤدي إلى جعل الشخص سليما وسلوكه مناسبا. العامل الثاني هو (العوامل الوراثية)؛ فيرى أنصار الوراثة أننا لا نرث الخصائص الجسمية فحسب بل حتى الخصائص العقلية، الاجتماعية، الانفعالية والخلقية. العامل الثالث هو (العوامل الاجتماعية الثقافية)؛ فاختلاف الوسط الجغرافي والثقافي هو الذي يولد اختلاف الأفراد فيما بينهم، فالشخصية في نظر علماء الاجتماع ظاهرة طبيعية تخضع في نموها لنفس القوانين التي تخضع لها الكائنات الحية. رابعاً (عامل التعلم)؛ فهو عملية لازمة لنمو الشخصية حيث يؤدي بالفرد إلى تعلم المعاني والرموز كما يساعد على اكتسابه خبرات جديدة، وهو يمثل كذلك النشاط العقلي للفرد. والعامل الأخير هو (العامل الأسري)؛ فالعلاقة السليمة بين الطفل وأسرته تؤدي إلى تكوين شخصية سليمة في المستقبل. وبدلًا من تقسيم البشرية لأنواع اقترح علماء النفس أن يتم وضع خمس سمات رئيسة لقياس الشخصية وتمت تسميتها ب«الخمس الكبار»، وهي سمات الانفتاح، الضمير الحي، الانبساط، الموافقة، والعصبية. ووفقًا لهذه النظرية؛ كل الاحتمالات واردة، فالخمس الكبار هي المكونات التي تشكل شخصية كل فرد، الذي قد يكون لديه قدر من الانفتاح، والكثير من الضمير، ومقدار متوسط من الانبساط، والكثير من التوافق، وتقريباً لا عصبية على الإطلاق، أو يمكن أن يكون النقيض تمامًا؛ بغيضا، عصابيا. هناك مسلمة يتفق الجميع عليها وهي: "كل شخصية فريدة"، لذا يمكن القول بأن (الشخصية الطبيعية) هي أن الشخص الذي يستطيع العيش دون أن يسبب سلوكه شقاءه الذاتي أو شقاء الآخرين.