في هذه الصفحة، نبحر أسبوعيًا مع كاتبنا الرشيق، نجيب الزامل، مستدعيًا يومياته، التي يلخصها لقراء (اليوم) في سبع تجارب ذهنية وفكرية، يثري بها الأفق السياسي والفلسفي والتاريخي والجغرافي والثقافي. إنها تجربة يتحمّلها الزامل وربما نتحمّلها نحن بإسقاطاتها، وتداعياتها وخلفياتها، حتى لا يكون في العقل «شيءٌ من حتى». اليومُ الأول: كله ولا جالينوس! يسألني الطالب الأريب بالثالث ثانوي محمد من الجش ويقول: «لماذا في بيت المتنبي ذكر جالينوس، والذي أعرف أن أبا الطب هو أبقراط؟» جالينوس حبيبي محمد سيطر إمبراطورا لا ينازعه حاكم على الأرض حتى بعد موته بأربعمائة سنة أو أكثر. أما إمبراطوريته فهي الطب، ويسمونه «أبو الطب» ومازلنا نسميه في يومنا هذا بأبي الطب القديم، دعني أولا أذكر أحبابنا من الذين يقرءون هذا اليوم ماذا تقصد في بيت المتنبي، وذلك حين قال: يموتُ راعي الضأن في جهله موتة جالينوس في طبِّه وربما زاد على عُمرِه وزاد في الأمنِ على سربِهِ كان جالينوس يا محمد من الأغارقة المتأخرين، ويعني أنه ليس من أولئك الفلاسفة والأطباء الذين سبقوه بقرون قبل الميلاد مثل الشهير «ابقراط». فهو عاش في القرن الثاني بعد الميلاد ولم يعد من الأغارقة الوثنيين، بحكم أن المسيحية صارت السائدة. درس جالينوس بمدينة تركية نعرفها الآن باسم أزمير، وعلى فكرة معظم مفكري اليونان من سقراط إلى جالينوس كانوا من تركيا الحالية، وكانت في الأزمان القديمة تتبع اليونانيين القدماء. ثم إلى الإسكندرية ولعل يا محمد يأتي يوم أتحدث فيه عن الإسكندرية في القرون الميلادية الأولى كأهم مدينة علمية في العالم وكانت إغريقية اللغة والطابع أشعّت فكرا على العالم، واحتضنت أكبر مكتبة في الدنيا. الإسكندرية هي التي أخرجت أشهر علماء الإغريق المتأخرين مثل إقليدس وأرخميدس وبطليموس. وجالينوس لحق على بطليموس الاسكندري صاحب الفكر الفلسفي الرياضي الخطير. هناك في الإسكندرية بدأ «جالينوس» الشاب يتفتح عقله بشكل واسع على علوم الطب بعد أن قضى بها خمس سنوات في جامعة الاسكندرية، حيث حضر دروسا في الهندسة والحساب وتعلم الطب ومارس التشريح وهنا براعة جالينوس: التشريح. عاد جالينوس إلى مسقط رأسه برجامون بآسيا الوسطى- تركيا- ووصلت سمعته للإمبراطور «ماركوس أوريليوس» أعظم حكام الرومان على الإطلاق، وأكثرهم حكمة وشجاعة وعدلا وقد كان فيلسوفا كبيرا -وسيأتي وقت أيضا نسلط فيه الضوء على هذا الحاكم الروماني- واستدعى جالينوس لروما، وفتحت له في روما الدنيا ذراعيها، وصار شيئا في حياته بروما يقارب الأسطورة. وكما أخبرتك، بقيت تعاليم جالينوس أربعة قرون يدرسها العالم من بعده خصوصا في العالم الإسلامي فأفادوا منه كثيرا، ثم نقلوه للغرب منقحا وصافيا. ولم تبق جامعة في كل أوروبا إلا ودرّست طب جالينوس، وحتى القرن الخامس عشر لم تجرؤ جامعة أوروبية على تغيير حرف واحد من طب جالينوس الذي وصلهم من العرب خاصة في التشريح، وكانوا يبررون: ما بعد علم جالينوس من علم!
اليوم الثاني: نصيحة لموظفي أرامكو: وأنتم تذهبون ببناطيلكم، خذوا معكم جلابيبكم! بدأ المصريون لبس الزى الغربي منذ القرن التاسع عشر، وبالذات العقد الأخير، واقتصر على الفئة المتعلمة في المدن، خصوصا تلك التي تعلمت في الغرب، أو احتكّت بالجاليات الأجنبية التي كانت موجودة بالقاهرة والإسكندرية بكثافةٍ أكبر. ولقد أحدث هذا جلبة في وسط المجتمع. العلامة الكبير «أحمد زكي» عبّر عن ذلك في كتاب له بعنوان «السفر إلى المؤتمر» ليمثل الحكومة المصرية وقتها في «مؤتمر المستشرقين الدولي التاسع»، وهو يرتدي الزى الغربي، وأنا أتكلم عن أول العقد الأخير من القرن التاسع عشر، وطبعا الراجل كان لازم يلبس غربيا ابتداءً من الباخرة التي طافت أوروبا حتى وصل الى لندن. فهو يقول: إن الملبوس الغربي يسبب النكد، وسوء النفس، وعللا في القلب، وفي المعدة، ومرارة الحياة. وطبعا لم ينسَ الناحية الاقتصادية، لأنها مصنوعاتٍ إفرنجية، ثم يصير خبير لبسٍ طقسي فيقول: «إن القميص المكوي والحذاء الأسود لا يلائم جوَّ مصر». وطبعا أنا مش عارف ليه أحمد زكي باشا أصر يعني على حتّة القميص المكوي دي، ثم إنه ضرب بكف على كف، لأنه لم يقتد بزميله الموظف الذي رافقه في كل الرحلة ولم يغير زيّه المصري الصميم، واسمعه يقول:» كنت أود أن أكون مشاكلاً (أي مثلا) لرفيقي بالعمامة والقفطان، والجبة مرخية الأردان. أما أنا فصرت زي الغراب الذي ضيّع مشيته مقلدا الطير الجميل، فلا عرف هذا ونسي مشيته الأصلية». ولقد هاجمتْ فئاتٌ متعددةٌ من المصريين البنطلون، فالسيد المشهور «عبدالله النديم» يحذر من لبس البنطلون الذي يسبب أمراض السل وسوء الهضم والكلى». تصدقون؟ رأيت في كلام النديم حكمة وفراسة، فالبنطلون بالحزام يضيق على الخصر فيوجع الكلى ويعصر البطن فيؤذي المعدة، ولما يؤذي المعدة تضيق الرئة، وتضعف، فيتقدم السل ويدخل بلا مقاومة تذكر. وقد عابت فئة أخرى على البنطلون بأنه لا يليق بالمسلم، ولا يساعد على الصلاة، بل يفسدها ويتعدى على آدابها، ويظهر ما ينبغي ستره من الجسد، لذا أنصح موظفي شركة أرامكو بالذات: «اسمعوا، وأنتم في طريقكم للعمل ببناطيلكم، خذوا معكم جلابيبكم!»
اليوم الثالث: سجين سابق ملأ سماء الأدب الأمريكي اسمه «وليام سدني بورتر»، ولو عرضت الاسم على مهتمي الأدب الأمريكي من أول وهلة لما عرفوه، حتى في أمريكا نفسها؟ صحيح لماذا؟ الجواب لأن العالم لم يعرفه ذاك الاسم، بل باسمه الشهير «أو هنري O' Henry». طيب، إيش اللي حثك يا «أو هنري» على اتخاذ اسمٍ وهمي؟ الرجل كان في السجن، وحكم عليه لمدة أربع سنوات، ولأنه أظهر سلوكا طيبا عفي عنه بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، وصار حرا طليقا. أما لماذا أصلا دخل السجن لانه اتهم بأن إيده طويلة -مع أن كثيرين من مؤرخيه يجزمون بأنه بريء- لكن هذا ما يقوله دفتر الضبط القانوني بأنه اختلس فلوسا من بنك صغير كان يعمل فيه. على أية حال سُجن وأعطي رقما في السجن صار أصحابه بالسجن ينادونه به. وخرج قبل المدة، فما سر أدبه في السجن؟ لأنه كان يكتب قصصا، وقال لنا في سيرته، وصرح في أكثر من لقاء بأنه كتب أفضل قصصه وهو في السجن. قصصه في منتهى الجمال والتشويق، بالنسبة لي لمّا أقرأ قصص «أو هنري» أضع يدي على قلبي لا أود أن تنتهي من روعتها ومشاهدها والتواءات مفاجآتها والرسائل المبثوثة في روح نصوصها. كانت الصحف كلها في ولاية تكساس تشتري قصصه وهي لا تعرف من هو الكاتب الشاب ولم تكترث أصلا إلا بأن قصصه زادت مبيعات الجريدة، حتى أن جريدة ريفية خصها بإحدى قصصه وزادت مبيعاتها أضعافا ما جعل أهل القرية يتساعدون في الصف والطبع، وطار اسم «أو هنري» في سماء الولاية، وانتقل للولايات الأخرى لامعا برّاقا يبشر بمولد عملاق جديد بالأدب الأمريكي، ثم إنه لما اشتهر وصار يعرف قيمته في السوق اتفق مع رئيس تحرير إحدى الجرائد الكبرى، وكان الاتفاق يقول صراحة: يجب أن يكون الموقع حسن السيرة والسلوك، وإلا فسد العقد وأن يضاعف التعويض عن كل دولار أخذه. وفعلا صار ينشر في صحيفة صاحبها هذا رئيس التحرير لسنوات حتى خرج سجين كان يحسد «أو هنري» ويحمل له بغضاء وحقدا، فاتصل برئيس التحرير وأخبره بأنه سجين سابق وغير اسمه. رئيس التحرير كتم الخبر عن «أو هنري»، والنبل فيه أن «أو هنري» خرج من الجريدة وصار ينشر في جرائد أخرى وازدهر وصار ثريا، وكان بإمكان رئيس التحرير ذاك أن يقاضيه ويأخذ كل ثروته، إلا أنه لم يفعل، ولم يخبر «أو هنري». وبقي «أو هنري» لا يعلم السر، ونبل ذاك الرجل العظيم حتى مات عام 1910م ، وأسقطت الجريدة حقها في مطالبة ورثته.
اليوم الرابع: تأملٌ غير غاضبٍ في الغضب أرسطو قال: «أي شخص من الممكن أن يغضب، وهذا من أبسط الأشياء، لكن عندما تغضب فاغضب على الشخص المناسب بالدرجة المناسبة وفي الوقت المناسب والقضية المناسبة، وبالطريقة الصحيحة، فهذا هو الغضب النبيل، لكنه ليس سهلا!» وفي علم الغضب كقسم من علم الأعصاب والمخ يُشرَّح الغضبُ من ناحية فسيولوجية عصبية كما وصف رسولنا الكريم. الغضب؛ يتأجج بمراحل، وتستطيع أن ترى هذه المراحل في وجه الغاضب من تجمّع أوداجه، وتغير لونه باحمرار ناقع، وانتفاخ شديد في الوتين -وريد الرقبة- واتساع في حدقة العين، واضطراب في الشفاه، وفي الداخل أوامر سريعة من الدماغ لشبكة الأعصاب، ليجري الدم متدفقا من تسارع نبضات القلب وتشتد حبال الأعصاب، ويرتفع أداء عمل الأعضاء، كي ترسم ذلك الوجه المنتفخ والشفاه المرتعشة قبل الانفجار العظيم «البنج بانج» حينما تنطلق الكلمات سريعة متعالية غير مفهومة مع كميات من الرذاذ الذي سيرش من تحلق حوله، مع اهتزازات شديدة في الحبال الصوتية. وهنا أيضا تتأثر التغذية الدماغية الصحيحة والإشارات الكهربية والموصلات الكيميائية بالدماغ فتضيع عند الغاضب الحكمة وتوازن الرأي والقول. هي صورة رسمها أيضا «تشارلز داروين» الذي له كتابٌ آخر لم يكن بحظ كتاب «النخب الطبيعي والنشوء» في الشهرة، وهو كتاب بديع وجميل ويدل على ذكاء «داروين» وملاحظاته الخاطفة والعبقرية لما يبعد عن مسألة النشوء والترقي. والكتاب اسمه «التعبير عن العواطف عند الإنسان.. والحيوان The expression of the Emotions in Man and Animals «. صار أكبر إرثٍ لداروين في علم النفس وعلم الأعصاب. ومن يعرف الإنجليزية السائرة يمكنه قراءة الكتاب الأصل بسهولة، والاستمتاع بطريقة عرض داروين اللغوية وتفننه فيها. وفي الكتاب يناقش داروين -الذي عاش حياته مؤمنا محافظا- كيف أن الغضبَ يجعل صاحبه مربوطا بذهنيةٍ غير حاضرةٍ فيعقد خياراته، لذا تعرض أيضا لموضوع مدى ارتباط العاطفة والسلوك للغاضب أثناء الغضب لقيَمه الإنسانية ومبادئه الأخلاقية وإيمانه الديني وبصيرته المنطقية. وإنها هنا قضية أخلاقٍ وتَعّدٍّ على الآخرين لأن العقاب الذي حل بهم من الغاضب -كما نوه أرسطو- لم يكن بحجم العمل الذي ارتكبوه. وهنا سبب أن يأخذ مراهقا سكينا يطعن بها زميله فقط على حوارٍ قبَلي، أو يقوم زعيم بذبح أمته على خلاف على كرسي سيموت عليه أو عنه حتما، أو من يزج في السجن كل من فتح فاه ليتنفس فيغضب عليه قبل أن يغلق فمه وهو بعد لم ينطق. لو تحكمنا في غضبنا للوقت المناسب، للقضية المناسبة، بالدرجة المناسبة، لأمطرت بالليل وصحَت بالنهار!
اليوم الخامس: من الشعر الأجنبي أترجمه بتصرف- «أعطني كوخا» لروبرت وليام سرفس Give me a cabin in the woods Where not a human soul intrudes; Where I can sit beside a stream Beneath a balsam bough and dream, And every morning see arise The sun like bird of paradise; Then go down to the creek and fish A speckled trout for breakfast dish, And fry it in an ember fire - Ah! there's the life of my desire هبني رجوتك كوخاً بالغابةِ من خشبِ فلا يقتحمني إنسانٌ، بسيطٌ، أو ذو نسَبِ حيث يمكنني الجلوس بجانب جدول ماءِ أستظلُّ تحت أغصانِ شجرة بلسَمٍ أريجُ زهورها تضوعُ بالهواءِ.. وأرقبُ قرصَ الشمسِ فجراً بنسيمهِ الرقيقِ يبزغُ من الآفاقِ بعيداً فخماً كطائرِ الفينيقِ ثم أصطاد السلمون بضفافِ الجدول الأنيقِ وأسطره شرائح مخلّلةً تغري غُدد الرّيقِ أقلبها بالمقلاةِ بطيئةً على نارٍ بلون الكهرمانِ هي ذي حياتي التي أختارها، كي أحْيا بأمَانِ.
اليوم السادس: قصة لقلبك وصلتني هذه القصة من سيدةٍ سودانية، أشارككم فيها، تقول:» كان أبي عامل ضيافة في فندق بمدينة «كِنْت» الإنجليزية ويدرس اللغة بمعهد فيها، حين تعرف على فتاة مصرية من أصول يونانية، تزوجها، وكنت أنا ثمرة هذا الزواج، ثم أن زوجته اليونانية -ولا أسميها أمي لأني لا أعرفها- هربت مع شابٍ من الجالية اليونانية. لم يتزوج أبي بعد ذلك فهو مسلم شديد التدين، ونشأت أنا مسلمة، لذا أشعر بالأسف أني أكتب لك بالإنجليزية فلغتي العربية لا تساعدني. المهم أن أبي انتقل لفندق كبير في مدينة مانشستر وأخذني معه طبعا، لكنه فقد جارتنا الليبية التي كانت تعتني بي في «كِنْت». وقد وصل عمري الى أربع سنوات وصرت أعي، وتعلقت بأبي تعلقا مرَضيا. فرح أبي بالوظيفة الجديدة كمضيّف قهوةٍ عربية بلباس عربي، لكن المشكلة الكبرى، أنا! لم تنجح أي جليسة أطفال لتمنعني من الصراخ والعويل، فاضطر أبي أن يأخذني معه، وكنت أجلس بهدوء وأراقبه، وأحتجّ على وجودي يوما المدير المناوب وطلب من أبي إخراجي، لولا مجيء المديرة صدفة، فأسكتته واقترحت اقتراحا جميلا وهو أن أبقى مع أبي بلباس فلكلوري عربي، وأدرس في روضة تابعة للفندق. وفعلا كان كل من يمر ببهو الفندق لا بد أن يمر على ركننا ويبتسم معي ويضع لي نقدا في خراج صغير مزركش أحمله، ثم دارت السنون، والتحقت بجامعة في نيويورك، ووالدي نُقل لفرع نفس الفندق في نيويورك. الآن أعمل بشركة عدسات طبية بنيوجرسي، وأحرص على أن أضع ابنتي يوميا مع ابي وبزيها الفلكلوري العربي، تماما كما كنتُ أنا قبل اثنين وعشرين عاما». والجميل أني سأزورهم بالساحل الشرقي لو ذهبت لأمريكا -بإذن الله- الأسبوع المقبل.
اليوم السابع إن تقديس الأفراد وإعطاءهم فوق قيمتهم الإنسانية هو ما أوقف تقدم البشرية، أو أبطأه وعرقله. ولما تحرر الإنسان من تقديس وهيمنة الفرد طار عقال الربط وانطلقت المسيرة الحضارية البشرية في التقدم والإبداع. وترى الأمم -التي لم يعد الفرد فيها يفوق قيمته الحقيقية كإنسان مثل الجميع- متقدمة بمراحل من تلك التي تضفي الهالات على الصفة الفردية. قلت لكم في «اليوم الأول»: إن أحدا لم يجرؤ على أن يغير في الطب بعد جالينوس لأكثر من خمسة قرون، ومعنى هذا ان الطب والفكر الطبي والإبداع الطبي رُبط بعقال جالينوس لمدة خمسمائة سنة، لأنهم قدسوا وأجلوا جالينوس وهو لا يعدو كونه معلما عظيما، لكن لا يمكن أن ينتهي عنده العلم وتتحد عنده كل قوى المعارف. كان طلاب الطب في التشريح يرون أخطاء كبرى لجالينوس وهم يشرّحون الجثة ويقول لهم معلموهم: « جالينوس صح، الجثة هي التي أخطأت!»، حتى جاء شاب فرنسي في جامعة يدرس الطب وثار على جالينوس في القرن السادس عشر، وبعده انطلق الطب وعلومه في المعارج العليا.. ومازال.