تتسارع خطوات المملكة وهي تعزز نجاحات ملفات مشروعها النهضوي الأكبر بين دفتي كتاب رؤيتها العظمى، بهمة لا يشوبها كلل أو تراخٍ، ففي أقل من شهر طاف ولي عهدها مؤسس الرؤية والقائم على تحقيقها في رحلات قارية ودولية، بدأت بمشاركته الأممية في قمة شرم الشيخ حيث أعلنت المملكة خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر (كوب 27) للمناخ عن مبادرة جديدة لخفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويا، كما أطلقت مركزا للاقتصاد الدائري للكربون، لتصبح المملكة أكبر منتج ومصدر للهيدروجين النظيف منخفض التكلفة في العالم. وقبل اختتام المؤتمر غادر سموه إلى بانكوك بعد أن وضع البصمة السعودية المضيئة في ملف المناخ الأممي، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC في تايلند، الذي يضم في عضويته 21 دولة تمثل 40 في المئة من سكان العالم و60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ممثلاً للسعودية كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط يتم دعوتها لحضور قمة أبيك. والسعودية وبحكم أن لديها خطة استراتيجية ضخمة للتنمية الاقتصادية في رؤية 2030 فإنها تسعى إلى تعزيز شراكاتها التي تسهم في تحقيق مستهدفات هذه الاستراتيجية، فأصبح لديها الآن أكثر من (8) مجالس للتنسيق مع عدة دول، أضاف إليها ولي العهد خلال جولته الحالية أهم اقتصادات آسيا، حيث عقد سموه لقاءات مع العديد من رؤساء الدول بالمجموعة منهم رئيس وزراء سنغافورة، وسلطان بروناي، ورئيس فرنسا، ورئيس إندونيسيا، والفلبين، وغيرهم من ممثلي دول المجموعة، وتم توقيع العديد من اتفاقيات التبادل التجاري والصناعي والمشروعات المشتركة وتبادل الخبرات، وشملت جولة سموه قبيل وصوله إلى تايلاند زيارة إلى كوريا الجنوبية، التقى خلالها بعدد من ممثلي شركات التكنولوجيا والصناعة الكبرى، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي بلغت نحو 21 اتفاقية ومذكرة بين القطاع الخاص والعام بالمملكة ونظرائه في كوريا الجنوبية. وغادر القمة القارية – وقد وضع على ملفاتها البصمة السعودية – بمثل ما استقبل به من حفاوة. وفي مدينة جدة كان سموه على موعد مع اختتام الملتقى البحري السعودي الدولي الثاني حيث يجتمع قادة عسكريون وخبراء من مختلف دول العالم لبحث سبل التصدي للمخاطر الأمنية المحدقة بالملاحة البحرية، ومنها يتوجه ولي العهد إلى الشقيقة قطر لحضور حفل افتتاح كأس العالم في مشاركة خليجية تؤكد عمق أواصر الأخوة الخليجية ووحدة دولها، ولم يكتفِ سموه بالمشاركة بحضوره فقط، بل أصدر تعليماته لجميع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية بالمملكة بتقديم دعم إضافي وكافة التسهيلات التي تحتاج إليها الجهات النظيرة في دولة قطر، لمساندة جهودها في استضافة بطولة كأس العالم 2022. وعلى من يريد رؤية ثمار كل هذا الجهد المتواصل ليل نهار أن يلقي نظرة إلى أقرب المخرجات والنتائج إليه ودونه مؤشر نمو القوى العاملة، سيجد أن المملكة تحتل المرتبة الأولى في معدل نمو القوى العاملة عالميا، متفوقة على دول مجموعة العشرين، خلال الفترة ما بين عام 2012 وحتى نهاية عام 2021، وفقاً لتقرير المقارنة المعيارية لسوق العمل الصادر من المرصد الوطني للعمل. ويتابع هذا التقرير المؤشرات الدولية الصادرة من بيانات منظمة العمل الدولية (ILO) ومجموعة من مؤشرات العمل الرئيسة للمملكة التي تضم النمو السنوي للقوى العاملة ومعدل المشاركة في القوى العاملة ومعدلات التوظيف والبطالة، إضافة إلى معدل الموجودين خارج نطاق التعليم والعمل والتدريب. هل يكفي هذا؟!. كلا؛ فهمّتنا مثل جبل طويق وطموحنا عنان السماء.